موقع متخصص بالشؤون الصينية

الحزب القائد.. والمؤتمر المصيري (العدد 81)

0

 

خاص نشرة الصين بعيون عربية ـ محمود ريا

 

تشكل الدورة المقبلة للمؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني محطة مفصلية في تاريخ الصين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، حيث ستتخذ فيها قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل البلاد وبعلاقاتها مع العالم وبسبل تطورها واستمرار نهوضها على الصعد كافةً.
المؤتمر الذي سيُعقد في الخريف المقبل هو فرصة للصين للإطلالة على التحديات المقبلة، والفرص المتاحة، وكيفية تحسين نقاط القوة وتفادي نقاط الضعف، بما يجعل الصين تكمل مسيرتها نحو التحول إلى الدولة الأولى في العالم اقتصادياً، وربما سياسيا وعسكرياً وثقافياً.
هذه التوقعات تضج بها الصحافة الصينية، وتمهّد لها بتحليلات ومقالات تتفق بمجملها على أن الحزب القائد يسير بالبلاد نحو القضاء على الفقر وتحقيق الرفاهية لكل المواطنين والسكّان، وهذا المطلب الأساسي الذي يضعه الصينيون نصب أعينهم.
وكما أن الحزب الشيوعي هو القوة المحرّكة لكل مفردات المجتمع الصيني، فإن الأمين العام للحزب، رئيس البلاد شي جينبينغ، يلعب الدور الأساسي في توجيه الحزب والدولة نحو تحقيق الأهداف الموضوعة للمستقبل. وهو من أجل ذلك يُطلق العديد من الأفكار الهامة التي تستأثر بالاهتمام على الصعيدين الداخلي والخارجي. وعادة ما تكون الأفكار التي يطرحها الرئيس نتيجة مناقشات آلاف الأشخاص وأفكار شخصيات من مختلف المستويات في الحزب والدولة، يقوم هو باستخلاصها وتنظيمها وإضافة عصارة تجاربه الفكرية والميدانية عليها، ولذلك تصبح هذه الأفكار مصدر إلهام لقطاعات الشعب المختلفة، وقوة دفع نحو تحقيق الأهداف المشتركة للشعب الصيني. ومن أجل ذلك تتم دراسة هذه الأفكار في مختلف المستويات، وتحويلها إلى خطط تنظيمية وبرامج عمل يعتمدها الشعب الصيني في مسيرة نضاله الطويلة نحو المستقبل الأفضل.
الصين تسير إلى الإمام بثقة كبيرة، معتمدة على قيادة واعية ومنصتة لحاجات المجتمع، وحزب متحفز ومتطور بشكل دائم، ودولة منظمة وذات هياكل متينة يُعتمد عليها، وشعب نشيط وعامل لا يتوانى عن تقديم كل طاقاته لخدمة بلده والعمل على تقدّمها. ولذلك تصبح الصين دولة فاعلة على مستوى العالم، لا تسير على طريق النمو فقط، وإنما تقود العملية التنموية العالمية دون أي ضعف أو تردد. والمؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي هو المرجل الذي سيخلط كل مكوّنات النهوض الصينية هذه، ليحوّلها إلى دواء شافٍ للكثير من المشاكل العالمية التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.