موقع متخصص بالشؤون الصينية

انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني في بكين بتقرير للرئيس شي

0

دعا الرئيس الصيني الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ، اليوم الأربعاء (18 أكتوبر)، جميع أعضاء الحزب إلى تحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وإحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.

جاءت تصريحات شي في تقرير قدمه إلى المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، نيابة عن اللجنة المركزية الـ 18 للحزب، الذي تأسس قبل 97 عاماً، ويبلغ عدد أعضائه أكثر من 89 مليون عضو، مع أكثر من 4.5 مليون وحدة حزبية قاعدية.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها شي الذي تم اعتباره جوهر الحزب الشيوعي الصيني في الجلسة العامة السادسة للجنة المركزية الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني في العام الماضي، تقريراً في المؤتمر الوطني للحزب.

وقال شي أمام أكثر من 2300 مندوب يحضرون أعمال المؤتمر السياسي المهم للبلاد، خلال خمس سنوات، إن الغاية الأصلية للشيوعيين الصينيين ورسالتهم هما السعي من أجل سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية.
واستعرض شي في التقرير المنجزات التي حققها الحزب في المجال الاقتصادي خلال السنوات الخمس الماضية، قائلاً إن “الناتج المحلي الإجمالي ازداد من 54 تريليون يوان إلى 80 تريليون يوان، حيث تبوأ المركز الثاني عالمياً بصورة ثابتة، وبلغت نسبة إسهامه في نمو الاقتصاد العالمي أكثر من 30 بالمائة، كما سعى الحزب إلى دفع الإصلاح الهيكلي لجانب العرض قدماً، وتعديل الهيكل الاقتصادي باستمرار، وتطوير الصناعات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي بنشاط. ”
وأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن “دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد يدل على أن الأمة الصينية التي عانت الكثير من المحن طويلة الأمد منذ العصر الحديث، قد استقبلت طفرة عظيمة من النهوض ثم الاغتناء وصولاً إلى تعزيز القوة، لافتاً إلى أن هذا العصر الجديد هو عصر لوراثة السلف والتمهيد للخلف، ومتابعة عمل الماضي، وشق طريق المستقبل، ومواصلة إحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في الظروف التاريخية الجديدة، وعصر لتحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، ثم بناء الصين لتصبح دولةً اشتراكيةً حديثةً وقويةً على نحو شامل، وعصر لتضامن أبناء مختلف قومياتهم وكفاحهم لمواصلة العمل على خلق حياة جميلة وتحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب تدريجياً، وعصر لتوحيد جهود جميع أبناء الأمة الصينية في سبيل تحقيق حلم الصين المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية بكل قوة وشجاعة، وعصر لاقتراب الصين من صدارة المسرح الدولي يوماً بعد يوم ومواصلة تقديم إسهامات أكبر للبشرية.”
وأوضح شي أنه تم تشكيل أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، معتبراً أن “أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد هي وراثة وتطوير للماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار “التمثيلات الثلاثة” المهمة ومفهوم التنمية العلمية، وهي أحدث المنجزات لتصيين الماركسية، وبلورة لخبرات الممارسات والحكمة الجماعية للحزب والشعب، وجزء مهم لا يتجزّأ من منظومة نظريات الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وهي دليل العمل لكفاح جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب في كل البلاد من أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، فيتعيّن علينا التمسّك بها لمدّة طويلة وتطويرها بلا انقطاع.”
يذكر أن المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد قبل خمس سنوات، وضع أهداف الكفاح عند حلول “ذكرى المئويتين”، من أجل إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل عند الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني في عام 2021، وإنجاز بناء الصين دولة اشتراكية حديثة غنية قوية ديمقراطية متحضرة ومتناغمة عند الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الصين الجديدة في عام 2049.
وكشف شي في التقرير عن ترتيب إستراتيجي لتحقيق هذه الأهداف، حيث  قال إنه “بعد تحليل شامل للأوضاع الدولية والمحلية والظروف التنموية لبلادنا، يمكن تقسيم الفترة من عام 2020 حتى أواسط القرن الجاري إلى مرحلتين، المرحلة الأولى تستمر من عام 2020 حتى عام 2035، خلالها سنحقق التحديثات الاشتراكية من حيث الأساس بعد خمس عشرة سنة أخرى من الكفاح على أساس إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.
أما المرحلة الثانية، فتستمر من عام 2035 حتى أواسط القرن الجاري. وخلالها سننجز بناء بلادنا لتصبح دولة اشتراكيةً حديثةً قويةً ومزدهرةً وديمقراطيةً ومتحضرةً ومتناغمةً وجميلةً، بعد خمس عشرة سنة أخرى من الكفاح، على أساس تحقيق التحديثات بشكل أساسي.”
وأوضح شي التخطيطات والترتيبات الملموسة لضمان تحقيق الأهداف التنموية الإستراتيجية في العصر الجديد، والتي تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية وتحسين معيشة الشعب والإدارة الاجتماعية وحماية البيئة وبناء الدفاع والجيش وحفظ وحدة البلاد  فضلاً عن تعزيز بناء الحزب.
وحول القضايا الخاصة بمنطقتي هونغ كونغ وماكاو، قال شي إنه “ينبغي دعم الحكومة والرئيس التنفيذي في كل من منطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين في ممارسة الإدارة وفق القوانين وأداء المهام بنشاط، والاتحاد مع شخصيات جميع أوساط المنطقتين وقيادتهم في العمل بتضافر الجهود على التنمية وتعزيز الانسجام وضمان معيشة الشعب وتحسينها، ودفع العملية الديمقراطية إلى الأمام بصورة منتظمة، وحماية الاستقرار الاجتماعي، وأداء المسؤولية الدستورية عن حماية سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية. ونتمسك دوماً بمبدأ “أهالي هونغ كونغ يديرون شؤون هونغ كونغ” و”أهالي ماكاو يديرون شؤون ماكاو” باتخاذ الوطنيين قواماً، ونقوم بتطوير وتعظيم القوى المحبة للوطن ولهونغ كونغ وماكاو، وتقوية الوعي بالدولة والروح الوطنية لدى المواطنين في المنطقتين.”
وحول قضية تايوان، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن “توافق عام 1992” الذي يجسد هذا المبدأ، قد حدد على نحو واضح الطبيعة الجوهرية للعلاقات بين جانبي المضيق، وهو المفتاح لضمان التنمية السلمية للعلاقات المذكورة، ويمكن إجراء الحوار بين جانبي المضيق، والتشاور بينهما بشأن تسوية القضايا التي يهتم بها المواطنون في جانبي المضيق، ولن يكون هناك أي عائق أمام اتصال أي حزب أو منظمة في تايوان مع البرّ الرئيسي، طالما يعترف كل من الطرفين بالوقائع التاريخية التي تم التوصل إلى “توافق عام 1992” بشأنها، ويوافق على أن جانبي المضيق ينتميان إلى صين واحدة، ولدينا إرادة ثابتة وثقة تامة وقدرة كافية لإحباط أي شكل من أشكال المحاولة الانفصالية الرامية إلى “استقلال تايوان”.
وعند حديثه عن مكافحة الفساد، أكد شي ضرروة التمسك بالكبح الصارم والضغوط العالية الهائلة والقوة الرادعة الدائمة في مكافحة الفساد، إذ قال “إن جماهير الشعب هي الأكثر بغضاً لظواهر الفساد، والفساد هو أكبر تهديد يواجهه حزبنا. ويجب علينا المثابرة على مكافحة الفساد بما يتسم بانعدام أي منطقة محظورة والتغطية الشاملة وعدم التسامح إطلاقاً، والتمسك بالكبح الصارم والضغوط العالية الهائلة والقوة الرادعة الدائمة، والمثابرة على التحقيق في سلوك الراشي والمرتشي معاً، والحيلولة بحزم دون تشكيل أي تكتل مصلحي داخل الحزب. ويتعين علينا إنشاء نظام الجولات التفتيشية في لجان الحزب بالمدن والمحافظات، وتكثيف الجهود لمعالجة مشاكل الفساد الحادثة بالقرب من الجماهير. ولا بد لنا من القبض على كل الفاسدين وتسليمهم للعدالة ومعاقبتهم طبقاً للقانون أينما هربوا.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.