موقع متخصص بالشؤون الصينية

المؤتمر والحزب والصين

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
ناصر فريد ظيفير*:

يتابع الصينيون ومعهم أصدقاء الصين وعدد ضخم من المهتمين بالصين حول العالم، إنعقاد المؤتمر ال19 للحزب الشيوعي الصيني. الاهتمام بهذا المؤتمر كبير وعلى صعيد مختلف البلدان، إذ يتطلع المتابعون لِما سيتمخض عنه من نتائج وقرارات وتصورات ومشاريع تخص الحياة الداخلية للحزب والوطن والموطن، لا سيّما تلك التي تتصل بالداخل الصيني وتنميته على وجه خاص ومتميز.

يركّز المؤتمر على إصلاح ومراجعة دستور الحزب، وانجاز التعديلات المدروسة على بعض القوانين واللوائح الخاصة به وبسياساته، مما يُعطيه دفعة جديدة وقوية الى الامام، إذ أنها ستعمل على تُجديد النشاط لعملية انطلاق جديدة نحو مضاعفة النجاحات وتحقيق الحُلم الصيني الذي ينشده الصينيون بأجمعهم.

كما ويتطرق المؤتمر لمستقبل علاقة الصين بالعالم، والعمل على تطويرها وفق الاحترام المتبادل والتعاون المشترك والمصالح الشاملة للجميع .  فمنذ تأسيـسه في تموز / يوليو عام 1929م في مدينة شنغهاي ، وبعدها توليه قيادة الصين في 1949م، ظل الحزب الشيوعي الصيني مخلصاً للعمل على ديمومة نشاطاته وتواصل أعماله في مختلف الاتجاهات، والاستمرار بتقييم نشاطاته وأداء أعضائه في كل مؤتمر من مؤتمراته الثمانية عشر السابقة، وهي للحقيقة والانصاف إنجازات كبيرة يندر وجودها في أحزاب كثيرة، وتعني توافر إيجابيات نافذة في مجال عمل الحزب المخطط والجماعي والمنتج والمتوافق داخلياً وما بين قيادته وقواعده.

وها هو الحزب يواصل اليوم الإصلاحات الداخلية على نحو حاد ومشروع وفق ما طرحه الأمين العام شي جين بينغ وأشّر عليه، إذ أكد محاربته للرشوة والفساد والاستخدام السيئ للسلطة الذي قد يحدث من قِبل بعض الأعضاء، وذلك بتعديل القوانين لتلبي تطلعات مختلف أبناء الشعب الصيني الصديق وتتفق وطبيعتهم المخلصة لوطنهم عبر القرون والاجيال، ولتزيد من ثقتهم بالحزب وقيادته، من أجل تجذّر الاصلاحات والتقدم المضطرد بدون عوائق، تماشياً مع المهام الضخمة التي تنتظر الصين لتطبيقها بعد المؤتمر ومنح بُعدٍ عالمي لها.

أجندة أعمال الحزب طويلة جداً. فالحزب نفسه كبير والدولة كذلك والشعب الذي هو الأكبر بعديده في العالم. ولهذا، درج الحزب على العمل لزيادة وتوسيع مشاركة الشعب الصيني في السياسة، وأخذ آراء الصينيين وأفكارهم بعين الاعتبار عند رسم السياسات العامة للحزب .

إن استمرار الحزب الشيوعي وقيادته النضرة، ممثلة بالزعيم شين جين بينغ، في العمل على تحديث قوانين الحزب، هو نجاح للحفاظ على توحيد مختلف القوميات ال56، وإنعاش سياسة الإصلاح والانفتاح، بالتركيز الدائم على البناء والتنمية للإنسان وتعمير الأرض.

إن كل هذا يُمثل عزم القيادة والحزب على النهوض بالصين والصينيين، وبذل المزيد للإخلاص للبلد والشعب، وتقوية أواصر العلاقات ما بين الصين ومختلف الدول. وخير مِثال على هذا هو مبادرة الحزام والطريق الشهيرة التي تقدم بها قبل سنوات الأمين العام والرئيس شي جين بينغ، ونالت دعم الشعب الصيني وشعوب العالم والغالبية الساحقة لصّناع القرار فيه، ذلك أنها تشق الطريق لتفتح أفاقاً أوسع في تاريخ العلاقات الصينية مع العالم أجمع.

* م. ناصر فريد ظيفير: كاتب وعضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في اليمن (شبوه)، ومُستمع دائم للقسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.