موقع متخصص بالشؤون الصينية

#قمة_بريكس توفر إطارا للتغلب على التحديات (العدد 83)

0

 

صحيفة غلوبال تايمز الصينية
شان جي/ 24-8-2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”

 

قال المحللون الصينيون إنه من المتوقع أن توفر قمة البريكس القادمة التي سُتفتح في الثاني من شهر أيلول في شيامن بمقاطعة فوجيان شرق الصين إطاراً عمليا للأعضاء الخمسة للتغلب على تحدياتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وقد شهد العقد الماضي نمو منصة التعاون لدول البريكس لتصبح آلية دولية مؤثرة، وساعدت في إحداث تغييرات في هياكل الحوكمة الاقتصادية العالمية. ويشمل ذلك حقوقا أكبر في التصويت للصين والهند في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء شينخوا.
غير أن دول البريكس تواجه مستويات مختلفة من التنمية.
وقال لو جينغ، وهو أستاذ بمعهد العلاقات الدولية بالجامعة الصينية للشؤون الخارجية، لصحيفة غلوبال تايمز يوم الخميس إنه “وبالمقارنة مع القمة الأولى، فإن الدول الخمس قد تطورت بوتيرة مختلفة عن بعضها البعض”.
وقال لو “إن اقتصادات الصين والهند حققتا أداء جيداً، فيما عانت البرازيل وجنوب أفريقيا من أزمات اقتصادية”.
وقال تشن فنغ يينغ، المدير السابق للمعاهد الصينية لمعهد العلاقات الدولية المعاصرة للاقتصاد العالمي، لصحيفة غلوبال تايمز يوم الخميس “إن دول البريكس تمر بفترة من التكيف الاقتصادي”.
وقال “إن روسيا والبرازيل، باعتبارهما دولتي موارد، تتعافيان من ركود اقتصادي”.
وقال تشن “إن المشكلات الاجتماعية كانت متوارية عندما كانت دول البريكس تتمتع بالازدهار. لقد ظهرت المشاكل خلال الأزمات الاقتصادية، الأمر الذي أثر أيضاً على استقرارها السياسي”.
وقال تشن إن الإصلاحات أدت أيضاً إلى اضطرابات داخلية أثّرت على العلاقات الدبلوماسية.
وقال لو أنه “في الوقت نفسه، إن رغبة وحاجة الدول المتقدمة للتعاون مع الاقتصادات الناشئة قد تضاءلت فيما تشعر هذه الدول بالتهديد”.
هذا وقد فرضت السياسة الحمائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبئاً أكبر على دول البريكس في بيئة دولية أكثر تعقيداً.
وقال لو “إن الاحتكاكات الداخلية بين دول البريكس لطالما كانت موجودة “.
وقد دخلت مجموعة البريكس المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا عقدها الثاني. ومنذ العام 2009، تُعقد قمم البريكس سنويا. كما يجتمع وزراء الخارجية والمالية والأمن لتلك الدول بشكل منتظم في إطار البريكس.
وذكرت وكالة شينخوا أن التجارة بين فوجيان، المقاطعة الجنوبية الشرقية الصينية التي ستستضيف قمة البريكس القادمة في غضون بضعة أسابيع، وبين دول البريكس قد ازدادت بنسبة 67.7 في المئة لتصل إلى 49.42 مليار يوان (7.42 مليار دولار) في النصف الاول.
المضي قدماً
وقال لو “إن دول بريكس قطعت شوطاً كبيراً في التعاون البراغماتي مثل بنك البريكس الجديد للتنمية وصندوق نقد احتياطي الطوارئ”.
وقال لو “إن القمة التي ستُعقد في أيلول ستسمح للبريكس بأن تكون فعالة وعملية أكثر”.
وقال تشن “إنها ستوجّه الدول إلى كيفية حل مشاكلها وستؤدي إلى اتفاق لبناء شراكة وأسس ثابتة للمستقبل”.
وأضاف تشن “إن دول البريكس ستركز أيضاً على الحوكمة العالمية وستتحد لتعزيز نفوذها العالمي ولمواجهة ضغوط الدول الغربية”.
الأبرز في قمة البريكس هذا العام هو إنشاء منصة جديدة للتعاون بين الجنوب والجنوب من خلال استكشاف نموذج “بريكس بلاس” الذي يضم المزيد من البلدان تحت مظلة البريكس.
وأضاف تشن إن “بريكس بلاس الجديد يمكن أن يجلب المزيد من الانفتاح والحيوية إلى الآلية، فإضافة أعضاء جدد قد يقود البريكس إلى أهدافها الانمائية”.
وقالت وكالة شينخوا إنه فضلاً عن التعاون الاقتصادي والتجاري، تسعى البريكس أيضاً إلى تعزيز التعاون الثقافي والتبادل الشعبي.
واضاف لو إن القمة ستقدم أيضا فكرة مجتمع المصير المشترك لقيادة الحوكمة العالمية.
اجندة الصين الدبلوماسية
وذكرت وكالة شينخوا أنه، بوصفها رئيسة البريكس هذا العام، فإن أجندة الصين الدبلوماسية للتعاون مع دول المجموعة الأخرى لطالما كانت أولوية.
وقد كانت الصين داعماً قوياً لآلية البريكس ومشاركاً فيها، وتعتبر تعاون البريكس أحد أولوياتها الدبلوماسية.
وقال لو إن قمة بريكس التاسعة ستبني “عقداً ذهبياً” ثانياً للبريكس للاستفادة من التجربة الناجحة وتعزيز التعاون الداخلي والانفتاح بشكل أكبر.
وذكرت وكالة شينخوا أن متحدثاً باسم وزارة التجارة الصينية قال يوم الخميس إنه يتعين على الهند الالتزام بقواعد منظمة التجارة العالمية وتجنب إساءة استخدام اجراءات العلاج التجاري.
وقال قاو فنغ في مؤتمر صحفي “إنه يتعين على الصين والهند، باعتبارهما دولاً من دول البريكس ودولاً نامية كبرى، العمل معاً للدفاع عن آلية تجارة حرة ومنفتحة متعددة الأطراف”.
وقال قاو إن الصين مستعدة للعمل مع الهند لبناء منصة للحوار والتفاوض الصناعي لحل الخلافات التجارية وتحقيق نتائج مفيدة لكلا الطرفين.
وقال تشن “إن قمة البريكس متعددة الأطراف وليست ثنائية، لذلك، حتى لو واجهت الصين والهند خلافات فيما بينهما، فإن التعاون، لا الاضطراب، هو الذي يجب أن يكون محور القمة “.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.