موقع متخصص بالشؤون الصينية

أقيموا مُمَثِّليةً للقِسم العَربي CRI في الأُردن!

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
الأَكاديمي مَروان سُوداح* ـ يلينا نيدوغينا*:

لماذا لا يوجد للآن في العاصمة الاردنية عمّان، مُمثلية للقسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI، بعد أربعين عاماً كاملات على إقامة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والإعلامية والثقافية بين الدولتين والبلدين؟!

الاردن دولة متوسطة لدول عديدة في غرب أسيا وجنوبها، والسفر من عمّان الى عواصم تلك الدول والتنقّل بينها سهل وسريع ولا يَستغرق سوى بضع عشرات من الدقائق بالطائرة، وبراً أطول قليلاً، إضافة الى أن الصين قريبة من قلوب الاردنيين بعد أربعين عاماً على تبادل السفارتين وبروتوكولات التعاون الأولى والعاشرة، الى قُرب إقامة المركز الثقافي الصيني في الاردن، والجامعة الصينية الاردنية، و “مول” التنين الصيني” الضخم، وغيرها العديد من المشاريع الصينية الهائلة ذات النفع المتبادل للشعبين والدولتين، عِلماً أن لدينا في الاردن العديد من المشاريع والمؤسسات والمصانع الصينية العاملة والخبراء الصينيين، وغير ذلك الكثير.

وفي “مجال الأثير”، ينبغي التأكيد على أن أية إذاعة تبث من الاردن، كبيرة هي أو صغيرة، تُسمع في الدول المجاورة للاردن الذي يتخذ منطقة الوسط الجغرافي بينها، وهو بحد ذاته وضع يؤدي الى فوز مؤكد لانتشار الصوت الصيني على نطاقات أوسع وأكثر شمولاً عربياً. عِلماً أننا في عمّان لا نحتاج الى هوائي خاص لالتقاط أثير أية إذاعة عربية أو أجنبية، فعَبر الاردن لم تتوجه القوافل القديمة ومنها الصينية بطريق الحرير نحو اوروبا الجنوبية وأفريقيا الشمالية والوسطى فحسب، بل وتوجّهت من هنا قوافل الصحفيين والإعلاميين والتلفزيونيين الى دول الجوار في العصر الحديث أيضاً، ومَن لم يتوجّه إليها صار يتّخذ مِن عمّان مركزاً لمتابعة الجوار عن كثب، وتدبيج التقارير الإعلامية والريبورتوجات عنه.

من عمّان يستطيع مُمَثّل القسم العربي للاذاعة في الاردن التنقل يومياً وبسهولة بالغة بين الدول المُحَادِدَة للاردن والمجاورة له، وإقامة الفعاليات الاذاعية والاعلامية فيها، والعودة الى عمان في اليوم نفسه، فهكذا يتنقل الاردنيون والفلسطينيون والسوريون واللبنانيون والعراقيون والسعوديون ما بين بلدانهم، وهكذا هم يُعزّزون التبادلات المختلفة فيما بينهم، وهكذا سيكون أمر الممثلية الاذاعية للقسم العربي في الاردن والتي ندعو إليها، التي ستصيب نجاحاً في عدة دول، بدلاً من دولة واحدة فقط لا غير..

من غير المنطقي ان يبقى الاردن بدون ممثلية إذاعية صينية، وهو الذي يَعج ويَموج بالاذاعات المختلفة، وتزدحم أجواؤه بأثيرها، وحيث يستمع معظم الشعب للاذاعات الدولية وبخاصة الغربية، فقد آن الآوان لإيجاد ممثلية إذاعية صينية تبث بالعربية للشعب الاردني وشعوب المنطقة المجاورة للاردن، وهي شعوب كثيرة تتصادق مع الصين وتحفظ صورتها البهية والباسِمة.

في الاردن تعمل بنجاح وثقة ممثلية إعلامية صينية منها على وجه المثال لا الحصر، الفضائية الصينية المشهورة لدينا بأحرفهاCCTV، ووكالة أنباء “شينخوا” الرسمية الصينية، وعادة نلتقي في الاردن بالوفود الصحفية للصحف الصينية ومنها الصرح الإعلامي الطليعي – جريدة “الشعب” الصينية، التي التقينا مُمَثّلين عنها عدة مرات في العاصمة الاردنية، وغيرها الكثير.

وفي الاردن تلتئم صيفاً وشتاءً الكثير من المؤتمرات الدولية، والاجتماعات الاقليمية، بخاصة على شواطىء البحر الميت أو بحر الملح كما تسميته الموغلة في القِدم، ويَعمد المجتمعون عادة الى كسب جولتين وعنصرين إيجابيين في وقت واحد: الاول هو حضور الفعاليات المهنية والرسمية، والثاني هو التمتع بمياه وشمس وطمي بحر الملح العلاجية الفائقة الجودة، والتجوّل في أثار أجدادنا القدماء ومنبع الحضارة العالمية، حيث “متحف الاردن” في وسط العاصمة، الذي تحكي معروضاته عن تاريخ ولا أقدم ولا ألآعرق، وتماثيل جِصّية وذهبية ومومياآت هي الاقدم أيضاً، ولفائف “مغارات قمران” العجائبية (وثائق تاريخية من العهد القديم).. ومن بحر الملح المليح يمكن لزوار الاردن الانطلاق من فندقهم هناك، حيث أفخم الفنادق العالمية، الى جنوب البلاد حيث عجائب الدنيا ومنها مدينة البترا والبترا الصغيرة، ومربع صحراء “وادي رم”.. الصحراء التي يهوى الاجانب العيش فيها لفترات طويلة، ولكأنهم يعيشون على سطح القمر في وادي القمر هناك، بحجارته القديمة وهدوئه الخيالي في بطن صحراء ضخمة تتمدّد على أراضي عدة دول، والتمتع برسومات الأقدمين القديمة عليها، وأثار الحضارات البائدة، وغيرها الكثير الكثير الذي لا يوجد في الدول الغربية وأمريكا حتى.

في هذه الايام التي نواصل خلالها الاحتفال بفعاليات متلاحقة لإحياء الذكرى الاربعين للعلاقات الدبلوماسية الاردنية الصينية، يتطلع الشعب الاردني لمعرفة المزيد عن الصين والصينيين، وللدراسة العليا في جامعات الصين، وكسب المعارف والاختراعات من الصين، والتفاهم مع الصينيين من خلال الفعاليات الثقافية والتثاقف والإعلام، لكن كل ذلك وغيره يحتاج ان يكون راديو الصين قريباً من عيوننا لتبصره، وليس قريباً من آذاننا فقط لنسمعهُ لحظات، فهل نرى قريباً قيام ممثلية للقسم العربي لإذاعة الصين الدولية في منطقة راقية في العاصمة عمّان، تكون مجاورة للمراكز الثقافية والإعلامية والتلفازية والراديوية والسفارات العربية والاسلامية والأجنبية والغربية…؟! أنه سؤال في غاية الاهمية نطرحه على قيادة الحزب الشيوعي الصيني الحكيمة والحكومة الصينية الرفيعة ومصلحة الإعلام النابهة فيهما، لنتلقى الجواب الشافي عليه فنسعد به لتكون الصين وممثلياتنا مُستمسكة في فيافينا وثابتة في ديارنا وعَمائِرنا..

///

*مروان سوداح: رئيس الاتحاد الدولي للصَّحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين – الاردن.

*يلينا نيدوغينا: كاتبة ورئيسة تحرير جريدة “الملحق الروسي”، ورئيسة الفرع الاردني للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.