موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين نتائج عظيمة بمبالغ صغيرة

0

كتب دكتور العلوم التاريخية أندريه غانجا في “أوراسيا ديلي” تحت عنوان “الصين ذاهبة إلى بيتها في أوروبا”، معربا عن دهشته من دهاء سياسة الاستثمار الصينية.

يقول غانجا في مقاله: “يتناقش خبراء أوروبيون ذوو كفاءة عالية عن كارثة الصين المستقبلية بسبب انخفاض نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى سبعة في المئة أو ما دون ذلك. وفيما يستمع الصينيون باهتمام إلى التوقعات المروعة لمستقبلهم، يواصلون تنفيذ المشروع السياسي الكبير “حزام واحد – طريق واحد” (طريق الحرير الجديد)”.

ويضيف كاتب المقال: “ومع أن بكين اقترحت ستة ممرات اقتصادية برية في إطار مشروع “الأحزمة والطرق”، إلا أن “الطريق البحري” الوحيد الذي يجري الحديث عنه يمر بمضيق ملقا وباب المندب إلى قناة السويس. يكتبون عن هذا الكثير… ولكنهم عمليا لا يولون اهتماما ل “الطريق البحري” الثاني- طريق الخدمات اللوجستية القطبي.

ولبدء المشروع، أنشأت حكومة الصين، قبيل رأس السنة في 2014، صندوقا خاصا لطريق الحرير” (صندوق طريق الحرير) برأسمال متوقع قدره 40 مليار دولار. وكان من أكبر وأبرز ما تمت حيازته من أسهم هذا الصندوق حصة 9.9٪ اشترتها “يامال للغاز الطبيعي المسال” و 10٪ اشترتها شركة سيبور الروسية القابضة للبتروكيماويات”.

علما بأن “يامال” للغاز الطبيعي المسال، لا تعمل فقط في تكثيف الغاز جنوبي تامبيسكوي (1.3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي)- كما يقول غانجا- إنما ولديها ميناء سابيتا الجديد حيث ترسو السفن بالفعل. وأما “سيبور” فهي: (1) من أكبر شركات البتروكيماويات في روسيا؛ (2) تسيطر على موارد مناطق يامالو- نينيتس وخانتي مانسيسك؛(3) عليها عبء ضريبي منخفض، 6.4٪؛ (4) لديها محطة لإعادة شحن الغاز المسال في الميناء الواعد في روسيا، في أوست-لوغا، بمنطقة لينينغراد.

ويختم الدكتور في العلوم التاريخية مقاله، بالقول: “لا يسعني إلا أن أعرب عن إعجابي بحرفية سياسة بكين. فمقابل مبالغ صغيرة (كلا الاستثمارين – لا يزيد عن أربعة مليارات دولار)، وضعوا أيديهم على الموارد والبنية التحتية والعبور في القطب الشمالي الروسي. وفي الوقت نفسه، يشقون بثقة طريقا آخر لحركة السلع الصينية إلى الفضاء التجاري الأوروبي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.