موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصّين: أتواجه أمريكا بكامل قوّتها العسكرية؟

1

موقع الصين بعيون عربية ـ
الأكاديمي مروان سوداح*

تنقل الصحافات الروسية بين حين وحين أنباءً عن مواجهات صينية – أمريكية، تجري بهدوء وبدون ضجيج، وتمثّل وعيداً مَكتوماً من الطرفين لبعضهما البعض، بلا صحافة وتصريحات أو ميكروفونات.

من المهم مطالعة وسائل الإعلام والصحافة الروسية بمختلف إتجاهاتها وألوانها ومعسكراتها، وبدون ذلك لن نفهم روسيا المُعَاصِرة وموازين القوى فيها، أهي لصالح السلام العالمي والعدالة واستقلالية الشعوب أم العكس، لكن علينا قراءة ومتابعة تلك الصحافات والإعلام الناطق بالروسية وليس بالعربية، لأنه يقوم بتغطيات هامة للأحداث الدولية، تعجز عنها مَثيلاته العربية والغربية وإعلام العالم الثالث، أما الإعلام العربي فحدّث ولا حَرج، فهو يَستعين بمواد إعلامية جاهزة من الصحافات الأمريكية والغربية، ليُقدّمها جاهزة بدون تحرير أو ملاحظات للقارىء العربي، ليلتهمها هذا القارىء المسكين بلحمها وعظمها كما هي وبدون مُقبّلات حتى!

صحيفة “مير تيسين” الالكترونية الروسية، إعادت نشر مادة من صحيفة “الاستعراض العسكري” على الانترنت، تحت عنوان خطير هو: “الصين تتوّعد الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام كامل قواها العسكرية للدفاع عن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية”.

أولاً، لم تكن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وحتى عهد قريب مَحط احترام في عناوين كثيرة من وسائل الإعلام الروسية (!)، بل كانت صحافات وفضائيات روسية غير قليلة تستهزىء بكوريا الدولة والقائد وتعبىء الرأي العام بهذا الإتجاه غير المَحمود، ناهيك عن عدم استخدام هذه الوسائل إسم الدولة الرسمي (!)، الذي كان يُختصر الى “كوريا الشمالية”، بمعناه الجغرافي دون السياسي (!) وكأنه عدم إعتراف بكيانها، وكانت تلك أيضاً تتهكّم على الدولة الكورية، بصورة توحي بأن جهة ما حاقدة تنتمي “للطابور الخامس” تقف خلف تلك الهجمات كلها على كوريا، ضمن حملة مؤذية لهيبة الدولة الكورية، وفي محاولة للتغطية على التاريخ النضالي الحافل والمُضيء لروسيا مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وشطبه، خاصةً تآخي الدولتين في الحروب الكورية ضد المتدخلين والمحتلين الأجانب، وأولهم اليابان الامبرطورية وأمريكا ومَن لفّ لفهما، والمشتركات العديدة إن لم نقل الكثيرة التي تربط الدولتين الجارتين، اللتان تحدّان بعضهما البعض بحدود برية وبحرية، ما يَطرح تساؤلاًت كبيرة توازي المشكلة الكبيرة الناشبة في جنوب شرق آسيا وهي، لماذا تحاول، أو لنقل لماذا حاولت هذه الوسائل تأليب الرأي العام الروسي والناطقين بالروسية والمُتقنين لها على جارٍ طيب لروسيا، هو جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية؟؟؟!!!

ثانياً: اليوم، وبعد وصول أمريكا و جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الى حافة الحرب النووية والحرارية، وتبادل التهديدات بحروب ساحقة وماحقة، وصدور تصريحات نارية من الطرفين تجاه الطرف الآخر تتوعد بحريق عالمي، تتغير لهجة الإعلام الروسي في غالبيته، وكأنه أدرك بالخسران الإعلامي والمعنوي والمادي في حالة استمراره بنهج أو بسياسة العداء لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.. فبيونغيانع حليفة طبيعية لموسكو منذ تأسيسها بعد الحرب الكونية الثانية، وإن كانت فلسفتها (زوتشية)، وليست برجوازية أو ماركسية.

وفي هذا السياق، نشرت (مير تيسين) الالكترونية رأي فضائية “روسيا – 24″، والتي ترى أن الصين “تستعد بجبروتها الحربي”. و “بأنه وعلى أعتاب الحرب العالمية الثالثة، شرعت القوات الصينية بإجراء المناورات، وهو ما يُعدُ رسالة صينية “دقيقة” لكلٍ من واشنطن وسيؤول، تشير إلى أن الصينيين (لن يَسمحوا) بغزو تلك القوات لكوريا الديمقراطية.. ومع ذلك، يبدو أنهم في داخل جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية يَستعدون للسيناريو الأسوأ”. واستطردت الصحيفة إلى أن “الصين تستعد لأسوأ  تطور في الأحداث، وستستخدم بيجين كامل قوّتها الجبارة، لحماية مصالحها، إذ أن الصين غير مدينة لأحد بشيء، وعلى الدول الأُخرى أن لا تتناسى ذلك أبداً”..

 

الإعلام والصحافة الروسية التي نتحدث عنها حصراً،  بدّلت لهجتها الى أخرى منذ بدايات الأزمة الكورية – الأمريكية، وكأنّها إستشعرت الخطر الكامن فيها، وفي “تعدّيات أمريكا الديمقراطية” على روسيا، فمن غير المنطقي أن تبقى صحافة روسية “ما” وفضائيات “ما” أيضاً، تُكيل الشتائم تلو الشتائم لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، بدون أسانيد وخروجاً عن سكّة “الإتيكيت” الصحفي، ناهيك عن أن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تتعرض لتهديدات عدوانية من جانب الدولة الامريكية العدوة لروسيا، فالمَثل القديم يقول: “عدو عدوي صديقي”.

بالنسبة لجمهورية الصين الشعبية، ألمس من خلال متابعاتي الطويلة للسياسة الصينية، أن الصين لا يمكن أن تسمح بعدوان أمريكي على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، التي تشترك مع الصين بحدود برية وبحرية غير قصيرة، إذ تشكّل كوريا حاجزاً طبيعياً أمام أمريكاً، يَمنعها من الوصول بقواتها إلى الحدود البرية الصينية فتهديدها يومياً، وجعل مُدنها الرئيسة ومواقعها الاستراتيجية خلال ثوانٍ قليلة، في مرمي المدفعية الأمريكية القصيرة والمتوسطة المدى.

موقف الصين الحازم بمواجهة التدخل الاجنبي في شؤونها وفي أراضي جاراتها وفي كل نزاع آخر، يَصبُ في صالح روسيا والدول الاستقلالية. وهو في البداية والنهاية مَعين لروسيا التي لن تكون وحدها في “الميدان الحار” ووجهاً لوجه أمام الولايات المتحدة وحليفاتها – جنوب كوريا و اليابان و تايوان وهلمجرا..

إضافة إلى ذلك كله، يُعتبر الشعب الكوري شقيقاً للشعب الصيني، ولصيقاً به وبالدولة الصينية، فالصين هي معبر رئيسي وتاريخي لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وشعبها الى العالم، ويتشارك الشعبان بالكثير في حياتهما اليومية، وفي العادات والتقاليد وطرائق أداء الفنون، وثقافتيهما متقاربتان جداً، ناهيك عن التزاوج بين الكورين والصينيين. وغير ذلك الكثير، لكن الأهم هو أن القوات الشقيقة والحليفة الصينية – الروسية شاركت بفعالية لا مثيل لها في التاريخ في  عمليات تحرير كوريا من العدوان الأجنبي، وفقدت خلال ذلك عدة ملايين من الشهداء، ومِثلهم من الجرحى والمُعاقين، ولن تسمح بيجين وموسكو بِمَسِّ الدولة الكورية وشعبها الشقيق لهما، ولا حلول أمريكا الغاشمة في كوريا الدولة والأرض والشعب والبحر والسماء.

*#مروان #سوداح: مؤسس ورئيس #الاتحاد_الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب اصدقاء #الصين  ورئيس، ومؤسس ورئيس #راَبِطَة_الَقَلَمِيِّين الاَلِكْتْروُنِيّةِ مُحِبِّيِ #بُوُتِيِن وَ#رُوسيِّهَ في الأُردُنِ والعَالَمِ العَربِي

المراجع:  http://super-orujie.ru/blog/43286821392/Kitay-prigrozil-SSHA-ispolzovat-vsyu-voennuyu-mosch-dlya-zaschit?utm_campaign=transit&utm_source=main&utm_medium=page_0&domain=mirtesen.ru&paid=1&pad=1

https://topwar.ru/131565-kitay-prigrozil-ssha-ispolzovat-vsyu-svoyu-voennuyu-mosch-dlya-zaschity-kndr.html?utm_campaign=transit&utm_source=mirtesen&utm_medium=news&from=mirtesen

تعليق 1
  1. Dr Albert Simonian يقول

    نعم أيها الصديق العزيز فان محبي السلام كجمهورية الصين الشعبية لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه شقيقتها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ولن تسمح باي عدوان غادر عليها من اي دولة كانت وكاشقاء فان مصالح كلتا الدولتين لا تسمح ابداً لأي كان التدخل في شوءونهما الداخلية او الخارجية ولا يخفى علينا موقف روسيا الداعم والمؤيد لحقوق الانسان وبالتالي لشعوب الارض للعيش بحرية وسلام وأمان دون اي تدخل من اي دولة بشؤون اي دولة حرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.