موقع متخصص بالشؤون الصينية

نَانجينغ.. مَصدر قوّة والهَام

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
الدكتور سمير حمدان*:
مع انتصاف ديسمبر من كل عام تعود الذاكرة الجمعية الصينية للوراء (80) عاماً.. لتتذكر تلك المدينة الوادعة التي داهمتها جحافل الغزاة اليابانيين، وأعملوا فيها قتلاً وتشريداً وقضوا على آلالاف من سكانها، وتركوا ندوباً في قلوب مَن بقي جريحاً أو مُعاقاً. لقد عرف تاريخ البشرية الكثير من الأحداث المؤلمة، ولكن ما جرى في تلك المدينة الصينية مروّع حد إخراج مَن قاموا بهذا الفعل الشنيع من عداد الإنسانية…
المذبحة تمت والشهود لا زال منهم الأحياء، ولكن المُجرم لا زال يَختبئ خلف جريمته، غير راغب في الاعتراف بها، خوفاً مما يترتب على الاعتراف من آثار. الصين اليوم دولة عظيمة بشعبها الطموح والمُحب للسلام وباقتصادها المَتين تستطيع لو رغبت في الانتقام أن تمحو بلدان بأكملها مِن على خارطة العالم. ولكنها تتصرف كقوة عظمى تستند لمبادئ إنسانية لا تحيد عنها. لقد ترك الشعب الصيني المَجزرة وراءه وانطلق في سياسة الإعمار والبناء حتى وصلت الصين الى ما وصلت إليه من رقي وازدهار ورفعة.
نحن العرب أصدقاء الصين تعرّضنا في التاريخ الحديث لمجازر تشبه ما جرى في نانجينغ. الشعب الفلسطيني الذي تأمر عليه العالم القديم وسلّم أرضه للعصابات الصهيونية ومنحهم دولة عام 1947. وفي طريق إقامة الدولة الغازية ارتكبوا العديد من المجازر أشهرها وأكثرها توثيقاً “دير ياسين” و “قبية”، حيث ذهب آلاف الضحايا من نساءٍ وأطفالٍ وشبابٍ وشيوخ. وفي العام 1982 جرت مجزرة أخرى شنيعة في مخيمات الفلسطينيين في “صبرا” و “شاتيلا” قامت بها دويلة الاحتلال الصهيوني. وهناك مجازر “قانا” في جنوب لبنان و “بحر البقر” في مصر.
أننا نعرف حقاً ألم المجازر، لهذا نتعاطف مع الشعب الصيني الصديق ونتألم لألمهم ، ولكن عزاءنا اليوم أن الصين غدت قوة عظمى لا يمكن صياغة مستقبل البشرية بدونها . هذا المستقبل يَستند على السلام والعيش المشترك والازدهار واستثمار الخيرات لمصلحة الإنسان. ورغم هذه السياسة الحكيمة لا زالت قوى الشر تمارس فِعلها . وهذا ما حدث مِن قتلٍ وتشريد الملايين في سوريا والعراق واليمن وليبيا بتأمر واضح ومَفضوح من أمريكا وحلفائها الأوروبيين.
أننا نعول على الصين وروسيا الحديثة كقوتين رئيستين لإعادة التوازن للعالم الحديث وحماية الانسان من شرور القتل والتدمير.
ـ عاشت الصين قلعة للسلام والازدهار الاقتصادي.

*الدكتور #سمير #حمدان: صديق قديم للصين و روسيا، وعضو عامل في قيادة #الاتحاد_الإلكتروني_الدولي_للصحفيين والإعلاميين و #الكتّاب_العرب_أصدقاء_(وحُلفاء) #الصين و #رابطة القلميين_الإلكترونية_مُحبي #بوتين و #حلفاء #روسيّه للاردن و#العالم العربي؛ وناشط اجتماعي وثقافي، ومتخصص بارز باللغة الانجليزية وعلومها – الاردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.