موقع متخصص بالشؤون الصينية

المَذبَحة الجَريمَة العُظمَى..

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد الحميد الكبي*:

تُعد المذبحة المُقترفة يابانياً وإمبراطورياً في مدينة نانجينغ الصينية، في عام 1937م، “عملاً” جُرمياً ووحشياً ولا يمكن تبريره، وتطل ذكراها بمأساوية تلف كل الشعب الصيني وأصدقائه وحلفائه والبشرية الحُرّة والعقلانية بأسرها في كل البلدان. إنها جريمة لا تزال ماثلة في الأذهان حتى اليوم، لكونها تخرج عن السياق الانساني إلى أضداده التام، بإبادة أعداد كبيرة من الناس المسالمين وعن سابق إصرار وترصّد. ولهذا السبب بالذات، غدت قضية نانجينغ قضية الشعوب وعليها تجتمع من جميع أنحاء العالم، إذ أنها جريمة تقرع للآن أجراس الإنذار الدولي خشيةً من تكرار مجازر مماثلة من جانب تلك الدولة، ومن طرف غيرها من الدول المُشابهة. وهنا بالذات نفهم لماذا تحضر مأساة نانجينغ بقوة في مجريات الأحداث السياسية والإنسانية، ولماذا تَمثُلُ في ذكريات البشر.. ذلك لأنها ليست أقل من جريمة عظمى ولا يمكن تبريرها بأية بأية مبررات أو أية أوصاف أو أية ادعاءات أيّا كانت ألوانها وأرديتها.

المَذبَحة الجَريمَة العُظمَى لا يمكن ان تُمحى من ذاكرة البشر والتاريخ – وهو بالذات ما يُعرقلُ أسياد المجرمين، وهم مجرمون أيضاً باقتراف جرائم أخرى وإن كانوا يتنادون وينادون بـِ “الانتقام!!!” من الصين وشعبها، لا لاقترافهما عملاً مُعيباً ما ضدهم، فالصين والامة الصينية كانا تحت الاستعمار الإحلالي الياباني، وبالتالي لم يتمكنوا حتى من الدفاع القوي والمشروع عن أنفسهم على أرض وطنهم الأم. إنما كانت وتكون وهي القصة وبيت القصيد التي جميعها تمنعهم من اقتراف الجديد المُعيب مَثيلاً لها، هو انكشاف هؤلاء أمام الرأي العام الدولي، وإدانتهم في أروقة الامم المتحدة، وتكشّف نيّاتهم ومخططاتهم ومراميهم الحديثة والحالية تجاه الصين وروسيا، الى حيث يتطلعون الى هاتين الدولتين بعيون شرهة الى مجازر جديدة، يمكن ان تُقيمهم بحسب مَرضَهم العُضال – العَظَمة – المضحكة، على أرض صينية وروسية، استعادةً منهم لأمجاد إمبراطورية بائدة، لا مكان لها أبداً في عالم متعدد الاقطاب تترأسه الصين وروسيا، وتقوداه الى بر الحَوكمة الأعدل والسلام والأمان.

لهذا بالذات لم تستنكر اليابان مجازرها في الصين، وفي حقيقة الأمر فقد كان مَن يقود الجيش الياباني الذي نفّذ المجزرة، “الأمير أساكا” –  وهو من السلالة الحاكمة في اليابان، بحسب كل المنشورات والتأكيدات والاعترافات الواردة على الشبكة العنكبوتية الدولية، التي تشير إلى أنه “وبعد يومين فقط من دخول اليابانيين إلى المدينة “الصينية”، صدر قرار من الأمير أساكا بِ “تنظيف” آثار القتلى” الذين سقطوا عندما حاول اليابانيون دخولها، ويُقصد بقرار “التنظيف”، إلقاء القبض على الجنود الصينيين الذين اختبأوا بين السكان المحلين، فبدأت “عملية التنظيف”، وكانت حصيلتها الأولى اغتصاب 20,000 امرأة “من فتيات و نساء و عجائز”، جميعهن طالتهن عمليات الاغتصاب الجماعية، وشرع الجنود اليابانيين بتشوية أجساد الفتيات بعد اغتصابهن، ثم قتلهن والتمثيل بهن بأبشع صور، بوضع الحِراب وعُصي الخيزران في الأماكن الحساسة من أجسادهن!

فيا لهذه الفظاظة والفظاعة والخساسة والجُرمية.. أنه أمير ياباني وليس غيره، يَنحدر من سلالة الإمبراطورية التاريخية المعروفة التي تدّعي السلام العالمي، يَأمر جيشه وعلى الملأ وأمام كل البشرية، وعلى طول وعرض الكرة الأرضية، باقتراف المجازر والقتل وتنفيذ الفساد الأخلاقي دون وازع أخلاقي حتى، فهل يُؤتمن “هذا” الأمير ومَن يُشايعه الى الآن على شعبه نفسه؟ بالطبع لا، فمَن يَقتل شعباً جاراً له، لا يتورع عن قتل شعبه والتمثيل به، في سبيل إنجازٍ ما، ولشرود عقلي ما يُعاني منه!

فإلى جِنان الخلود يا شهداء الصين، ونحن إذ نؤبّنكم مرات ومرات ومدى الدهر سوياً مع شعب الصين، نتطلع جميعنا الى وقف كل المجازر بحق البشرية وفي كل بِقاع العَالَم، ومن أجل سَلامَ وأمَانهُ.

*عبد الحميد الكبي: رئيس الاتحاد الدولي للتنمية وحقوق الإنسان في اليمن، وعضو عامل في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) جمهورية الصين الشعبية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.