موقع متخصص بالشؤون الصينية

القوات والحزب نحو انضباطية عميقة

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد السلام عثمان محمد الفارس*:

بعد التصريحات الأخيرة للأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، شي جين بينغ، بضرورة الاستعداد القتالي الحقيقي للدفاع عن الوطن، والتي كان لها ردود أفعال كثيرة لم يَسبق لها مثيل على الصُعدِ الإعلامية والسياسية والدبلوماسية عالمياً، بدأت فعاليات جديدة في الصين لجهة إخضاع العسكريين لمزيد من الرقابة وإشراف “فِرق الفحص” والانضباط الشامل “على مدار الساعة”.

ولمزيد من الإلمام بهذا الأمر الذي يُعتبر في غاية الأهمية، نشرت صحيفة (الشعب) الصينية وهي الصحيفة الرئيسية في الصين الناطقة بإسم قيادة الحزب الشيوعي الصيني، مادة إعلامية جاء فيها مؤخراً، أن لائحة تنظيمية عسكرية صدرت وأشارت الى “أن أعضاء بارزين في الحزب الشيوعي الصيني على مستوى الفيالق أو ما فوق ذلك، سيخضعون لرقابة وإشراف فرق الفحص والانضباط على مدار الساعة” .وأضافت الوثيقة الصينية، التي دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من يوم الاثنين15 يناير الحالي، الى أن فرق الفحص والتفتيش الدورية “ستراقب عمل لجان الحزب الشيوعي الصيني للجنة العسكرية المركزية للحزب والجيش والقوات البحرية والصاروخية وقوات الدعم والإمداد الاستراتيجي لجيش التحرير الشعبي الصيني، إضافة إلى قوات الشرطة المسلحة”. وتؤكد الصحيفة أن الوثيقة الصادرة “تُنظم المبادئ والسلطات والواجبات المنوطة بفرق الفحص والتفتيش وموظفيها، والأصول التي يتوجب عليهم إتّباعها ومراعاتها خلال تنفيذ مهامهم”. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري صيني، “أن من المنتظر أن تقوم فرق الفحص والتفتيش بأداء دورها في كشف مواطن الخلل والضعف التي تهم قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وإدارة منظمات الحزب، وتنفيذ قواعد الانضباط داخل صفوف القوات المسلحة الصينية”.

مَن يَعرف الصين جيداً ومنهج الحزب القائد والحياة الداخلية فيه، يُدرك أن الحديث يدور في حقيقته عن إطلاقية الولاء للحزب، وتنفيذ أوامره ورؤاه كجزء من عملية هي الأهم للدفاع عن الصين، فهكذا كان في كل سنوات الحروب التي فُرضت على الصين سابقاً. والحزب في الصين وغيرها من البلدان ذات التوجه الاشتراكي، هو الذي يقود الدولة، لذلك هو لا يتهاون في مسألة الولاء له بخاصة من جانب القوات المسلحة ومؤسسات الدولة العسكرية والمدنية، لأن ذلك يعني الولاء للبلد والشعب وراهن الوطن ومستقبله. وما الفساد الولائي والفكري والايديولوجي وغيره سوى أحد مظاهر عمليات الفساد والإفساد العام، وهو التسيب بعينه، الذي يُمكنه في غفلة زمنية ما، الإطاحة بكل الانجازات الوطنية وبالوطن نفسه، لصالح قوى طامعة، وعلى الاغلب فإن الاشارات العسكرية والحربية والانضباطية الداخلية التي نقرأها هذه الايام في الإعلام الصيني، هي جزء من عملية تصليب منعة الدولة وجيشها وأجهزتها السيادية، من خلال صفوف الحزب الذي تتبع له كل مؤسسات البلد.

وأمام هذه الوقائع يتنادى الحزب الى عملية تطبيق سيادة كاملة من قيادة الحزب على الهيئات الحكومية والحزبية المختلفة، وهذا يعني أيضاً ان الصين تستعد لخوض مرحلة جديدة للتقدم الداخلي والدفاع تفترض مزيداً من الانضباطية الحياتية الداخلية، والسياسية والفكرية التي تقود الى مختلف الانتصارات، في حالة تمتعها بالسيطرة الشاملة على الهيئات الأدنى التي تضمن تنفيذ قرارات القيادة في القاعدة، وفي مختلف الساحات الاخرى على إختلاف تسمياتها.

نتمنى للصين كل تقدم وازدهار وبأن تقود عمليات السيادة للحزب، الى مزيد من تعزيز المسيرة التاريخية الصينية التي يُعوّل العالم عليها الكثير، والتي من شأنها التأثير على الشعوب وعلى كل الافراد والمجموعات البشرية ومستقبلها ضمن المجتمعات الإنسانية.

*عبد السلام عثمان محمد الفارس: كاتب و إعلامي وصديق قديم للصين، وخريج تخصص صحافة وإعلام من جامعة اليرموك – الاردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.