موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تنجح في كسر حاجز التفوق الطبي مع الغرب

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
محمد زريق:

 

يقول المثل الصيني الشهير: “علمني كيف أصطاد ولا تعطني سمكة كل يوم”. إنَّ الصين تعمل على مبدأ الاكتفاء الذاتي والاعتماد على مقدراتها البشرية ومواردها الطبيعية والعمل على تطوير كافة القطاعات من أجل النهوض ومنافسة كافة القوى العالمية بشكل سلمي.

هكذا، ومن خلال سياسة الصين الحكيمة وعلى رأسها الرئيس الحالي السيد شي جين بينغ، فإنَّ الصين تتطور بشكل هائل وبسرعة خيالية وها هي اليوم تُحَلِق في سماء الابداع العالمي، ونجمها المُشِع ساطع على كافة شعوب العالم المؤمن بالتطور السلمي، فمن مبادرة الحزام والطريق إلى الدبلوماسية الفريدة والمميزة وصولاً إلى الحدث الأهم والأبرز حيث أعلنت الصين منذ عدة أيام عن استنساخ اثنين من قردة “المكاك” بالطريقة نفسها التي استُنسخت بها النعجة دوللي، وقد أطلق على القرد المستنسخ الأول اسم “تشونج تشونج”، فيما أعطى القرد المستنسخ الثاني اسم “هوا هوا”.

إنَّ مفهوم الدولة القوية ليس مستنداً فقط إلى عامل القوة العسكرية، فمما لا شكَ فيه أن ارتفاع منسوب القوة العسكرية والجهوزية الدائمة للدفاع عن البلد والتصدي لأي اعتداء يشكل جزءاً مهما من معادلة القوة، ولكن الأهم هو التطور العلمي والتقني والتكنولوجي، لأن الحرب اليوم هي حرب أفكار وتكنولوجيا (أي حرب ناعمة). بناءً على هذه النظرية، يمكن تصنيف الصين كواحدة من أكثر الدول المهمة والمؤثرة عالمياً، بسبب التطور الدائم على الصعد العسكرية والتكنولوجية والطبية والتقنية.

إنَّ الطب الصيني المشهور والموصوف منذ قديم الزمن لا يزال موجوداً، لا بل تطور بشكل كبير؛ فالحكومة الصينية تخصص التمويل اللازم والكافي لهذا القطاع، بالاضافة إلى التجهيزات ودعم مشاريع تبادل الخبرات، وبحلول عام 2012 وفر نظام التأمين المدعوم من الحكومة الصينية التغطية الصحية الشاملة لحوالي 95% من السكان، هذا يدل على العمل الدائم من قبل الحكومة من أجل رفع جودة ونوعية القطاع الطبي في الصين وتوفير الخدمات الصحية للمواطنين كافةً. وقد حققت الصين فوزاً جديداً أمام التطور الطبي الغربي، فبعد استنساخ النعجة دوللي، ها هي الصين اليوم تنجح باستنساخ أول قرد في العالم.

إنّ التطور العلمي والطبي في الغرب قد أدى إلى التمكن من استنساخ أول نعجة بنجاح من خلية جسمية عام 1996، في معهد روزلين في جامعة إدنبرة في اسكتلندا بالمملكة المتحدة، وقد أطلقَ على النعجة اسم دوللي، ونجاح هذه العملية ما كان ليتم لولا الجهود العلمية والبحثية المكثفة وتزعم الغرب بدون منازع لكافة القطاعات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ولكنَّ الزمن قد تغير فالرياح الصينية تهب لتقتلع أمجاد الأحادية القطبية وتُريح الدول والشعوب التي تأثرت سلباً بالسيطرة الغربية على العالم.

من جديد تحقق الصين نقلة نوعية في قطاع الطب وتحرز هدفاً ثميناً من خلال النجاح في استنساخ أول قرد في العالم، عن طريق اتباع نفس التقنية التي استخدمت في عملية استنساخ النعجة دوللي في العام 1996. وقد تمَّ اطلاق اسم “تشونج تشونج” على القرد المستنسخ الأول واسم “هوا هوا” على القرد المستنسخ الثاني، ومن الجدير بالذكر أن تسمية الصين باللغة الصينية هو “تشونج هوا”.

إنَّ هذا الحدث المهم في تاريخ التطور العلمي الصيني ما كان ليكون لولا سياسة الدولة الجادة في سبيل التطور والريادة، وهو أيضاً شاهد حسي على أنَّ الصين اليوم هي الدولة القادرة والتي تفعل في كافة المجالات، ولديها ما يكفي من الطاقات البشرية والعلمية والتكنولوجية لتحدي العالم والنجاح، ففي العقيدة الصينية التحدي هو عبارة عن إرادة وعزيمة صلبة، هذه الارادة ترفع من مستوى التقدم الصيني وتجعلها أمّة عظيمة وقوية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.