موقع متخصص بالشؤون الصينية

بايدن في مهمة الى الصين على خلفية ازمة الدين الاميركية

0


وكالة الصحافة الفرنسية:
يتوجه نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى الصين الثلاثاء وسط انتقادات بشأن ازمة الديون الاميركية وسعيا لكسب ود الزعيم المقبل للدولة المتنامية القوة.

وقد انطلقت الطائرة التي اقلت بايدن من قاعدة اندروز التابعة لسلاح الجو الاميركي قرب واشنطن متجهة الى الصين حيث سيمضي خمسة ايام في رحلة طويلة على غير العادة، قبل ان يزور منغوليا الشريك الصاعد للولايات المتحدة واليابان الحليف التقليدي لواشنطن.

وقد تم الاعداد لزيارة بايدن للصين منذ شهور وتأتي تلبية لدعوة من نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يتوقع ان يتولى قيادة الصين بحلول عام 2013، وهو شخصية غير معروفة كثيرا في اوساط السياسة الاميركية.

وبينما سيركز بايدن زيارته على بناء علاقة عمل مع شي، يخشى ان يخيم على الزيارة النزاع حول التوبيخ الذي وجهته الصين للولايات المتحدة التي كادت بفارق ساعات ان تتخلف عن سداد دينها هذا الشهر قبل التوصل الى اتفاق في اللحظة الاخيرة ما حال دون ذلك.

وتعد الصين اكبر دائن خارجي للولايات المتحدة وقد وجهت وسائل الاعلام الحكومية الصينية انتقادات لاذعة للولايات المتحدة بشأن مسألة الدين، حيث نعتت الولايات المتحدة بعدم المسؤولية وطالبتها بالعيش في حدود امكاناتها بدلا من الاعتماد على الاقتراض.

غير ان لايل برانارد، نائب وزير المالية للشؤون الدولية اصر على ان الاقتصاد الاميركي لا يزال “الاكثر مرونة والاكثر ابتكارا” في العالم وان اتفاق الثاني من اب/اغسطس مع الكونغرس حول رفع سقف الدين مثل “خطوة رئيسية” نحو الوفاء بالمسؤوليات المالية لبلاده.

وقال برانارد الاثنين انه سيشجع بدوره بكين على القيام باصلاحات تتعلق برفع قيمة عملتها لتعكس قيمتها الحقيقية والتحول من الاعتماد على التصدير الى اقتصاد قادر على الاستهلاك.

ويرى بعض الخبراء الاميركيين ان انتقادات الصين لواشنطن تأتي ردا على الولايات المتحدة التي عادة ما تشير الى النموذج الاميركي الديموقراطي كنموذج يحتذى به، غير ان اخرين يقولون ان بكين قلقة حقا بشأن ما استثمرته من اموال بقيمة 1,2 تريليون دولار في سندات خزانة اميركية.

وتقول بوني غلاسر، الباحثة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، “انهم قلقون بشأن المسار الاقتصادي للولايات المتحدة ويطلقون انتقاداتهم تجاوبا مع مخاوف مستثمريهم، لذا فهم يشعرون بأنهم تحت ضغط ما يزيد من المخاوف لديهم فعلا”.

ومن جانبه قال سكوت بول المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الاميركية ان انتقادات الصين كشفت ما وصفه باستراتيجية تهدف للابقاء على عملتها بسعر ارخص لتعزز صادراتها.

واضاف “لقد اوقعوا انفسهم في تلك الورطة، اذ لم يجبرهم احد على شراء سندات اميركية. والامر المثير للسخرية حقا هو انهم اشتروا تلك السندات للابقاء على سعر اليوان منخفضا بشكل مصطنع في اطار استراتيجيتهم للتنمية الاقتصادية”.

وتابع “لن يقروا ابدا بذلك اذ سيثبت ذلك صحة مخاوف الكثيرين”.

وكان الكونغرس قد وافق هذا الشهر على رفع سقف المديونية الاميركية في اطار خطة تنطوي على خفض للانفاق يصل الى 2,5 تريليون دولار.

وكان تيار الشاي اليميني المحافظ ماليا قد ضغط من اجل خفض النفقات الحكومية التي يراها تبذيرا وترهلا في البيروقراطية الحكومية غير ان الاتفاق على ذلك لم يرق لكثير من اعضاء الكونغرس من حزب الرئيس باراك اوباما من الديموقراطيين الذين وصفوا الخفض بانه غير مسؤول مع غياب زيادة للعائدات.

كما تأتي زيارة بايدن وسط تزايد المخاوف في الولايات المتحدة ازاء سجل الصين في مجال حقوق الانسان، فقد طوقت قوات من الجيش والشرطة الصينية الثلاثاء احد الاديرة البوذية بعد ان اشعل راهب بوذي النار في نفسه وتوفي احتجاجا.

ويقع دير نييتسو الذي شهد الحادث في اقليم سيتشوان قرب التيبت، ومن المقرر ان يزور بايدن عاصمة الاقليم برفقة شي.

كما ان محاميا للكاتب المنشق المعتقل ليو شياوبو، الحاصل على جائزة نوبل للسلام العام الماضي، حث بايدن على الاجتماع بزوجة ليو، ليو شيا.

وقال جيريد جينزر، الذي يرأس منظمة “الحرية الان” للدفاع القانوني عن المعتقلين، ان بامكان بايدن اختبار نفي الصين اخضاع زوجة الكاتب للاقامة الجبرية.

وقال جينزر “لو صح ما تقوله الصين فلن يكون هناك ما يحول دون زيارة نائب الرئيس بايدن لليو شيا”.

ومن جانبها قالت صوفي ريتشاردسون من منظمة هيومان رايتس ووتش ان على بايدن ان يتحدث جهرا عن المعاملة التي يلقاها المنتقدون للنظام ومن بينهم المحامي الحقوقي جاو جيشنغ المسيحي المدافع عن الاقليات والنشطاء الذي اتهم الحزب الشيوعي الصيني بانتهاج التعذيب كسياسة دولة وتحدث عن تعرضه هو نفسه للتعذيب على ايدي البوليس السري. وقد اختفى جيشنغ منذ نيسان/ابريل 2010 ولم يسمع عنه او يشاهد منذ ذلك الحين، وتشين غوانغتشنغ الناشط الكفيف الذي فضح انتهاكات جرت في اطار سياسة الطفل الواحد التي تفرضها الصين، متحدثا عن عمليات اجهاض قسري في المناطق الريفية.

وقالت ريتشاردسون “على نائب الرئيس بايدن ان يوضح جليا لمضيفيه الصينيين ان تكثيفهم لقمعهم يقوض نمو علاقات ثنائية دبلوماسية واقتصادية مستقرة ونافعة للطرفين”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.