موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقابلة خاصة: السفير الباكستاني في لبنان يتحدث عن آخر تطورات “الممر الاقتصادي” والعلاقات بين الصين وباكستان

0

 

 

يستقبلك بكل ترحاب، ويتجاوز تأخيرك عن الوصول على الموعد (بسبب أزمة السير طبعاً) بابتسامة لطيفة، تزيد عن حد الدبلوماسية المفترض أن يتقنها شخص عريق بالعمل الدبلوماسي، لتصل إلى حد التعبير عن مكنون مليء بمشاعر الصداقة والودّ.
إنه سفير جمهورية باكستان الإسلامية السيد أفتاب أحمد، الذي نلتقيه للمرة الثانية في موقع الصين بعيون عربية، للحديث عن العلاقة المميزة التي تربط باكستان بالصين، والتي تثير الكثير من الأسئلة على مستوى العالم.

العلاقة الباكستانية الأميركية المتوترة، العلاقة الباكستانية الصينية المتطورة والقلق الأميركي منها، التعاون العسكري بين الصين وباكستان، ماذا بالنسبة لموقع الهند من هذه العلاقات بين بكين وإسلام آباد، وكيف يؤثر الإرهاب سلباً على الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.

أسئلة حملها فريق الموقع، ممثلاً برئيس التحرير محمود ريا، والزميل النشيط الباكستاني ـ اللبناني هادي حسين، الذي يحرص دائماً على مدّ جسور التواصل بيننا وبين ممثل باكستان في لبنان، وكانت إجابات السيد أفتاب أحمد مليئة بالصراحة والوضوح والمعلومات القيّمة التي نرجو أن يستفيد منها القارئ المتابع لقضايا الصين..
فإلى الحوار:

 

ـ نتحدث بداية عن العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان، إذ أنها تعاني في الفترة الأخيرة من الكثير من المشاكل. كيف تقيّمون واقع هذه العلاقات الآن وإلى أين تتجه في المستقبل؟

ـ نعم صحيح، العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة تمر بأوقات صعبة، ولكن ينبغي العمل لتجاوز هذا الواقع، انطلاقاً من تاريخ العلاقات بين البلدين. الدبلوماسية لا تقف عند الأزمات. ينبغي علينا العمل على معالجة المشكلات وإيجاد حلول لها.

هذه هي مقاربتنا للعلاقات مع أي دولة، ولكن بالتحديد بالنسبة للولايات المتحدة التي اتخذت ردود فعل قوية تجاه باكستان بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة.

بالتأكيد، إنه أمر مهم لباكستان أن تكون على علاقة طيبة مع الولايات المتحدة الأميركية، ولكن في الوقت نفسه فإن هذه العلاقات يجب أن تكون متوازنة، وأن لا تكون مبنية على أي مزاعم خاطئة.

الأزمات في أفغانستان لا ترتبط بباكستان.  ربما تكون الإدارة الأميركية محبطة من الفشل الذي تعانيه في أفغانستان. وباكستان تنصح دائماً بإيجاد حلول تعيد السلام والاستقرار إلى أفغانستان، لأنه في حال كانت أفغانستان مستقرة فإن باكستان ستكون كذلك أيضاً. ومن أجل ذلك نحن نرى أن الحلول السياسية مطلوبة بشدة. باكستان جاهزة للعب دورها لتقديم أي مقترحات للوصول إلى حلول، ولكن ينبغي أن يكون الحل منطلقاً من مسار أفغاني، وبعملية أفغانية خاصة وتقودها أفغانستان نفسها، ويجب أن لا تكون هذه العملية مفروضة من الخارج. الدول الأخرى يمكنها أن تسهّل وتقدّم المساعدة لهذه العملية، ولكنها لا يمكنها أن تفرض حلولاً على الشعب الأفغاني.

هذه هي مقاربتنا للموضوع. وما نقوله للولايات المتحدة إننا نبذل كل جهودنا من أجل البدء بحوار معها، وتلقينا إشارات عديدة من الإدارة الأميركية تفيد بالاستعداد للتوصل إلى حلول للمشاكل الموجودة بيننا، وقد تبادلنا العديد من الزيارات، ومن ضمنها زيارة وزير الخارجية الأميركية السيد ريكس تيليرسون. لقد زار باكستان، وتحدثنا بشكل واضح حول قواعد سياستنا وحول الخطوط الحمر لدينا وحول كيفية حل القضايا العالقة.

نحن نأمل أن تأخذ الحكومة الأميركية بالاعتبار رؤيتنا للأمور وأن تسعى للوصول إلى حل سلمي لهذه الأزمة.

 

ـ لقد تحدثنا عن موقع أفغانستان في الأزمة الباكستانية الأميركية، ولكن أين هو موقع الصين في هذه الأزمة؟

ـ الصين تلعب دوراً إيجابياً كبيراً. لدينا منتدى حوار ثلاثي بين الصين وباكستان وأفغانستان. لقد انعقد مؤخراً لقاء لوزراء خارجية البلدان الثلاثة في الصين، وكان منصة جيدة للحوار، لأنه جمع باكستان وأفغانستان مع الصين في مكان واحد. لقد جرى نقاش للقضايا المطروحة ووافق الحاضرون على وجوب التوصل إلى حلول لها. لذا فالصين تلعب دوراً إيجابياً، حيث جلبت باكستان وأفغانستان للجلوس سوياً، كما يمكن للصن أن تجلب الولايات المتحدة وروسيا للجلوس إلى الطاولة من أجل الحوار.

ـ هذا بالنسبة إلى الحلول، ولكن ماذا بالنسبة للمشكلة الأساسية والتي تتمثل في قلق الولايات المتحدة من التقارب الكبير بين الصين وباكستان.

ـ هذا تصوّر خاطئ. السياسة الدولية تقوم دائماً على الصداقات والتحالفات، وهي تتطور بهذا الشكل. في الوقت الحاضر نحن نرى عالماً متعدد الأقطاب، ليس عالماً أحادي القطب ولا عالماً ثنائي الأقطاب، حيث العالم منقسم إلى كتلتين. الآن العالم متعدد الأقطاب، ويمكن القول بشكل أدق أنه عالم متشابك الأقطاب. هناك أقطاب مختلفة، ولكن في الوقت نفسه نجد هذه الأقطاب تتعاون مع بعضها البعض في الكثير من القضايا.

إذا نظرنا إلى التجارة والاستثمارات، نجد أن الصين تجري تبادلات مكثفة مع الولايات المتحدة وبالعكس، وكذلك بالنسبة للصين وروسيا. وفي الوقت نفسه فإن هذه القوى مستقلة ومترابطة في وقت واحد.

في الماضي كان لدينا تقسيمات واضحة، كتلة هنا وكتلة هناك. الآن الأمور ليست على هذا الحال. من أجل ذلك أنا أعتقد أن المستقبل واعد جداً، ولن نشهد حروباً كتلك التي شهدناها خلال الحرب الباردة أو صراعات على مختلف الأصعدة.

الصين، ومن خلال مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها، تلعب دوراً كبيراً في ربط الدول بعضها ببعض. وربما للمرة الأولى يصبح الترابط بين الدول قائماً على الاقتصاد وليس على الفلسفات السياسية.

لذلك أنا أعتقد أن الصين تلعب دوراً إيجابياً.

بالطبع، فالولايات المتحدة ترى الصين قوة ناشئة، وربما تعتبر أنه ستؤثر عليها سلباً، وهذا رد فعل طبيعي. المطلوب الآن هو أن تكون الولايات المتحدة صبورة، وأن تتشارك الولايات المتحدة والصين معاً، وهما يقوما بذلك فعلاً. ولكن السياسة لديها ديناميكيات خاصة، سيكون هناك سوء تفاهم وسيكون هناك تصورات خاطئة وصعوبات عديدة، ولكن الدبلوماسية يجب أن تلعب دورها، وأن تستخدم كوسيلة لإيجاد حلول للخلافات عبر الحوار.

 

ـ الصين وباكستان الآن صديقان مقربان، إلى أي حد هما قريبان من بعضهما البعض، وما هو الجديد على صعيد العلاقات بين البلدين؟

ـ الصين وباكستان هما قريبان من بعضهما أكثر من أي وقت مضى.

مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني هو واحد من ستة ممرات، وقد شهد تقدماً كبيراً في إنجازه.

اليوم يحضر الصين وباكستان المعرض الدولي الأول في ميناء غوادار، وهذا يضيء على حجم التطور في العلاقات الاقتصادية بين البلدين. الصين قامت بتطوير هذا الميناء، وفي الوقت نفسه هناك العديد من محطات التطوير داخل باكستان، ونحن نرى الآثار الفعلية لهذا الممر الاقتصادي في عدة مجالات.

في مجال الطاقة مثلاً كنا نعاني من مشاكل كبيرة لسنوات خلت، ولكننا الآن أمّنا الحل لهذه المشاكل. لقد ساعدت الصين باكستان على تطوير العديد من مشاريع الطاقة بقيمة 3 مليارات دولار.

هذه المشاريع ستساعد باكستان كثيراً، والشعب الباكستاني سيستفيد كثيراً منها، وكذلك الاقتصاد الباكستاني.

في مجال الطرق أيضاً، تم بناء الكثير من الطرقات التي تربط العديد من المناطق الباكستانية، وتساعد الصين في تطويرها بشكل كبير، ما يساعد في تنمية باكستان.

ميناء غوادار يساعد كثيراً في تنمية التجارة الإقليمية، وبما أن باكستان تستفيد كثيراً من هذا التواصل على الصعيد الإقليمي، فإن هذا الأمر سيكون له تأثير إيجابي كبير على نوعية الحياة في باكستان.

ـ ولكن ماذا على صعيد التعاون العسكري بين الصين وباكستان. هناك حديث في الإعلام العالمي عن قاعدة عسكرية صينية يتم بناؤها في ميناء غوادار؟

ـ كلا. أنا أعتقد أن هذا تصور خاطئ لدى الإعلام. لدينا تعاون عسكري مع الصين، وهذا الأمر ليس جديداً، إنه قديم جداً. ولا بد أنكم سمعتم عن الدعم الصيني لباكستان في العمل لبناء طائرة حربية مقاتلة باكستانية. هذا النوع من التعاون العسكري يكبر ويتوسع.

ولكن الحديث عن وجود عسكري صيني في باكستان هو تصور خاطئ. ما نقوم به هو تعاون دفاعي لمصلحة البلدين، وباكستان تستفيد من الخبرة والتقدم في الصين، وفي الوقت نفسه باكستان تفيد الصين بما لديها من طاقات.

ـ لا يوجد قاعدة عسكرية صينية في باكستان إذاً؟

ـ لا، لا يوجد قاعدة عسكرية.

ـ وماذا بالنسبة للمستقبل؟

ـ ما هو موجود في غوادار هو ميناء تجاري، للقيام بنشاطات تجارية، وحجم النشاط التجاري في هذا الميناء كبير جداً. الصين تخطط لتطوير منطقة سينكيانغ (غرب الصين) الآن، وميناء غوادار هو الطريق التجاري الأفضل لتحقيق هذا التطوير. وبالنسبة للصادرات إلى مناطق العالم المختلفة ولا سيما الشرق الأوسط وأوروبا فإن هذا الطريق هو الأكثر فاعلية. إذاً هذا المشروع هو مشروع تجاري بحت.

أما بالنسبة للدفاع فإن البحرية الباكستانية موجودة هناك للقيام بدورها في الدفاع عن حدود باكستان.

 

ـ ما هو تأثير الهند على العلاقات الصينية الباكستانية؟ هل يؤدي الموقف من الهند بكين وإسلام آباد لتوثيق العلاقات أكثر؟

ـ بعض التحليلات ترى أن الصين وباكستان يوثقان علاقاتهما بسبب الموقف من الهند، ولكن العلاقات الصينية الباكستانية واضحة جداً، وهي مستقلة تماماً عن أي مؤثرات خارجية.

أنظر إلى حجم التجارة بين الصين والهند، إنه كبير جداً، وأكبر من حجم التجارة الصينية مع باكستان.

لذا، نعود من جديد إلى السياسات الدولية: الهند تحاول الحصول على دعم الولايات المتحدة في هذه المنطقة من العالم، كما تحاول أن تثبت نفسها كقوة إقليمية، ومن أجل ذلك هي تعتبر التعاون الصيني الباكستاني تهديداً لهذا الدور الإقليمي.

باكستان تؤكد أن كل دولة لها دورها الخاص، وتستطيع باكستان أن تلعب دورها في المنطقة، كونها دولة إسلامية قائدة، وقوة نووية، وموقعها الجغرافي مهم جداً على المستوى الاستراتيجي، إذ أنها تربط جنوب آسيا ووسط آسيا والشرق الأوسط ومنطقة الخليج، ولذلك فإن باكستان لديها مقوّمات أكبر من الهند لكي تكون قوة إقليمية.

ـ لنتحدث عن موضوع الإرهاب على خط الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، ما هو تأثير هذا الإرهاب على التجارة والتواصل بين الصين وباكستان، وماذا فعلتم لتلافي خطره؟

ـ الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (سيباك) يتعرض فعلاً للتهديد من قبل الإرهاب، هذا أمر صحيح، ولكن تحقيقاتنا كشفت أن هذه التهديدات خارجية، والمؤشرات تدل على أن الوجود الهندي في أفغانستان يتعاون مع الإرهاب من أجل إرباك العمل في الممر الاقتصادي. من أجل ذلك ينبغي أن تعلم الهند أن دورها المخرّب هذا ليس مساعداً. ولكنها لن تستطيع عرقلة وإيقاف هذا المشروع.

الإرهاب هو تحت السيطرة في باكستان، وإذا نظرنا إلى عدد الحوادث التي حصلت خلال الأشهر والسنوات الماضية، نجد أن نسبتها تقلّ بشكل كبير، وذلك بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الباكستانية، وهي إجراءات حاسمة في مواجهة الإرهاب.

لا بد انكم سمعتم عن توقيف جاسوس هندي يدعى كولبوشان جاداف، وهو ضابط بحري هندي، كان يعمل لمصلحة الاستخبارات الهندية، وقد اعترف بدوره في السعي لتخريب العمل في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني. ونحن ـ ولأسباب إنسانية ـ دعونا والدته وزوجته لزيارة باكستان من أجل اللقاء به. العملية القانونية بحقه مستمرة وستتم معاقبته وفقاً للقوانين المرعية الإجراء في باكستان.

ـ على الصعيد الداخلي: ما هي القضية الأولى في سلّم الاهتمامات الباكستانية الآن؟

ـ لدينا الكثير من التحديات الكبرى:

اقتصاد البلاد نما في العام 2017 بنسبة تزيد عن خمسة بالمئة، وهذه السنة سيتجاوز النمو الستة بالمئة، ومع حلول العام 2020 ستزيد نسبة النمو عن سبعة بالمئة. إذاً على المستوى الاقتصادي نحن نعمل بشكل جيد جداً.

بالنسبة للتحديات الأخرى فهي مشابهة لما هو موجود في الدول الأخرى. نحن لدينا مجتمع ديموقراطي فعّال جداً، وسيكون لدينا انتخابات في الأشهر المقبلة، ربما في شهر تموز/ يوليو، وكل حزب سياسي يجهّز نفسه لهذه الانتخابات. وربما من أجل ذلك يسمع العالم بالعديد من النشاطات السياسية المختلفة في باكستان، وهذا بالتأكيد جزء من العملية الانتخابية، ويجب أن لا يُنظر إليها على أنها نشاطات سلبية. المعارضة تحاول الوصول إلى الحكم، من خلال اتهام الحكومة بالفشل في تحقيق وعودها، فيما الحكومة تقدّم نفسها على أنها قامت بما وعدت به.

المؤشرات إيجابية، الاقتصاد الباكستاني ينمو، المجتمع الباكستاني حيوي، الإعلام فعّال، القضاء مستقل، وكل هذه إشارات إيجابية.

ـ كيف تستطيع الصين مساعدة باكستان في هذه القضايا، بعد أن تحدثنا عن التعاون الاقتصادي بين البلدين؟

ـ اعتقد أن هذه القضايا هي قضايا داخلية مرتبطة بطبيعة وطريقة عيش الشعب في باكستان، ولا يمكن لأي دولة المساعدة في هذا المجال. الأصدقاء يمكنهم أن يلعبوا دوراً كبيراً من خلال تأمين البيئة المناسبة ومن خلال الدعم الاقتصادي، وأيضاً من خلال مواجهة الدعاية السلبية المثارة حول باكستان، وهذا ما تقوم به الصين بشكل فعاّل.

ـ هناك في بلادكم من يرى أن باكستان “تضع كل بيضها في السلّة الصينية”، كما يقال، فما هو ردّكم على هذا التصوّر؟

ـ لا. أعتقد أنه وهم خاطئ القول إن باكستان تضع كل بيضها في السلّة الصينية. لدينا علاقات ممتازة مع العديد من دول العالم، ونحن الآن لدينا تطور كبير في العلاقات مع روسيا مثلاً، وقد أجرينا مناورات عسكرية ضخمة مع روسيا في الفترة الأخيرة، وكما لدينا تعاون اقتصادي كبير مع موسكو. والأمر نفسه بالنسبة لتركيا، التي تقيم علاقات اقتصادية واسعة مع باكستان، ولديها استثمارات كبيرة على الأراضي الباكستانية. المملكة العربية السعودية هي صديق مقرّب، وإيران هي جار ونعمل معها في مجالات مختلفة، وفي الوقت نفسه نحن نعمل من خلال العديد من المنتديات الاقتصادية الإقليمية المتعلقة بجنوب آسيا وغيرها من المناطق.

إذاً نحن لا نضع بيضنا في سلّة واحدة، نحن نعمل في عالم متعدد الأقطاب، ولدينا علاقات مهمة مع العديد من الدول، وهناك العديد من الاتفاقات الموقعة مع الاتحاد الأوروبي بشكل عام ومع الدول الأوروبية كلّ على حدة.

ولكن بالطبع فإن الصين هي أكبر مستثمر في الصين في هذا الوقت، ولذلك يرى البعض وجوداً صينياً أكبر في باكستان. مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ضخم جداً وهو مفيد جداً، ليس فقط لباكستان، ولكن لكل المنطقة وللدول الأخرى خارج المنطقة أيضاً.

إنها منصة واحدة مقدّمة من قبل الصين وباكستان للدول المختلفة للقدوم إلى هذه المنطقة والاستثمار فيها والحصول على الفائدة من هذا الاستثمار.

 ـ خلال زيارة إلى كاشغر في إقليم سينكيانغ العام الماضي لاحظتُ مدى اهتمام الناس هناك بمشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وحجم الأمل الذي يعلّقونه عليه، نظراً لانعكاساته الإيجابية على حياتهم اليومية. فهل هذه النظرة الإيجابية موجودة أيضاً في باكستان تجاه هذا المشروع؟

ـ نحن نعلم حجم الاهتمام الشعبي في سينكيانغ بهذا المشروع، لأنه سيؤدي إلى تطوير المنطقة بشكل كبير، والوضع هو نفسه في باكستان. لقد حالت السياسات الدولية في الماضي دون تنفيذ مشاريع بهذا الحجم، واليوم ما زالت هناك بعض العقبات التي تعترض تحقيق المزيد من التعاون. فكما لدينا في الشرق الأوسط أزمة فلسطين التي تحتاج إلى حل، كذلك الأمر في جنوب آسيا لدينا مشكلة كشمير التي تحتاج إلى حل. وهذا الحل يكمن في اقتناع الهند بالجلوس إلى الطاولة والمشاركة في محادثات سلمية للوصول إلى اتفاقات تفيد الجميع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.