موقع متخصص بالشؤون الصينية

صورة الكلب في الثقافة الصينية

0

سينقضي عام الديك بعد أيام ويحل عام الكلب. يعد الكلب أول الحيوانات التي دجّنها الإنسان، وهو الحارس الأكثر وفاءا للإنسان، والمساعد الموثوق والصديق القريب. ومع حلول عام الكلب، من الطبيعي أن نتحدث عن الكلب كحيوان.

تعود العلاقة القريبة بين الإنسان والكلب من جهة إلى أن الكلب يعد أول الحيوانات التي دجّنها الإنسان، حيث يربطه تاريخ طويل من الإحتكاك بالإنسان؛ ومن جهة ثانية، يمتلك الكلب الحكمة والموهبة، مخلص للإنسان ومتفائل. في الصين، قامت أسرة هان (220 ق.م –202 ق.م) بوضع مهنة لرعاية الكلاب داخل القصر، تعنى أساسا برعاية كلاب الصيد للإمبراطور. وفي حقبة أسرة تهانغ، قام القصر الإمبراطوري بتخصيص مبنا خاصا بتربية الكلاب، حيث يمثل جهازا يعمل بشكل أساسي على تدريب كلاب الصيد للإمبراطور.

وبمرور آلاف السنين،ظلت فصائل الكلاب تتنوع وتتغير. حيث أصبحت الكلاب في حقبة تشين الأولى هدية يتبادلها الناس. وأحيانا تقدم في شكل قربان. وخلال الصين القديمة، تم إستيراد عدة فصائل مشهورة من الكلاب من منطقتي وسط آسيا وغرب آسيا، وتحفل كتب التاريخ الصينية القديمة بقصص الكلاب المشهورة. وقد أسهم إدخال فصائل الكلاب الأجنبية إلى الصين في تنويع فصائل الكلاب في الصين وإثرائها.

وفي حقبتي أسرة تشينغ ومينغ، أصبح الكلب وسيلة للمرح داخل قصر الإمبراطور وفي شوارع المدن. ويعد كلب العاصمة الذي اشتهر باسم”هابا” أحد رموز الكلاب الصينية في هذه الفترة.

يتراوح عمر الكلب عادة بين 10 و15 سنة، بمتوسط 12.6 سنة، وفي أقصى الحالات يصل إلى 20 سنة. ورغم عمره القصير، إلا أن الكلب يتمتع بالكثير من الخصال الفريدة. وتعتقد الروايات الشعبية الصينية بأن الكلب يمتلك ثمانية خصال، وهي: الوفاء، الصلاح، الشجاعة، الشراسة، الطيبة، والجمال المثابرة. حيث يتفوق على الديك الذي يمتلك “5 خصال” بثلاثة خصال.

في اللغة الصينية، هناك عدة مقولات عن الكلاب. مثلا “الكلب لايتأفف من فقر صاحبه”، وهي مقولة تعكس وفاء الكلب؛ وهناك مقولة أخرى تقول “كثرة الكلاب تنزع عنك الخوف من الذئاب”، وهي مقولة تتغنى بشجاعة وشراسة الكلاب. لكن، على العكس من ذلك، نجد أن “قاموس اللغة الصينية الحديثة” و”قاموس الأمثال الشعبية” يتضمن العديد من الأمثلة التي تذم الكلب. والسبب قد يعود في النهاية إلى إعجاب مختلف الناس بوفاء الكلب. لكن إذا ربطنا هذا الوفاء بالآخرين أو حتى الأعداء، فإن صورة الكلب تتغير بالنسبة لنا. لذا، نجد مقولات من قبيل “الكلب التابع”، و”الكلب يتشجع بصاحبه”، و”فم الكلب لاينبت أسنان العاج”، وغيرها من الأمثلة السيئة عن الكلاب. حيث يتغير وفاء الكلب هنا إلى خضوع يجلب الإحتقار.

كان القلب قديما يمثل احدى الحيوانات التي ترمز إلى البركة قديما. لذا كان الصينيون يسمون أبنائهم باسم الكلب. مثل الأديب الصيني المعروف سيما شيانغ، الذي كان يحمل اسما آخرا، هو “ابن الكلب”. لاحقا شاع عند كثير من الصينيين استخدام اسم “ابن الكلب”، كاسم تدليع لأبنائهم.

وبمناسبة اقتراب حلول عام الكلب الصيني، يسعدنا أن نتقدم مسبقا لجميع قرائنا بأفضل التهاني والأماني.
/

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.