موقع متخصص بالشؤون الصينية

الاتحاد الدولي في الصين: الذرى.. منذ اللقاء الأول

1

موقع الصين بعيون عربية ـ
بكين ـ محمود ريا:

يثير الدخول إلى تلك الدائرة شعوراً بالهيبة لا يمكن إنكاره، بالرغم من أنها ليست المرة التي أتشرف بزيارتها، ولكن في كل مرة يكون الولوج من ذلك الباب الكبير إلى الداخل الدافئ فرصة للتمعن أكثر بالشعارات المرفوعة على جدار المدخل، باللغة الإنكليزية والصينية: الفوز المشترك، التعاون من أجل الأفضل للبشرية وغيرها من الشعارات المشابهة.

إنها إدارة الدعاية والتعاون الدولي في الحزب الشيوعي الصيني، مخّ الدولة الصينية والحزب القائد فيها، لا بل الحزب المرجع في كل كبيرة وصغيرة في هذه الدولة المترامية الأطراف. ولذلك فإن الالتقاء بمسؤولي هذه الدائرة في مقرّهم يشكّل فرصة لا تعوّض لمعرفة كيف يفكر هؤلاء القادمون على صهوة الاقتصاد الأكبر ـ أو يكاد ـ في العالم، وما هي رؤيتهم للأحداث التي يشهدها العالم، وللعلاقات العربية الصينية التي تشكل لب اهتمام القسم الذي زرناه، قسم غرب آسيا والشرق الأوسط في دائرة الدعاية.

اللقاء هو المحطة الأولى، والأهم ربما، من جولة يقوم بها وفد “الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين” إلى جمهورية الصين الشعبية، بناء على دعوة كريمة من لجنة الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، هدفها تكريم الاتحاد وأعضائه بعد مرور عشر سنوات على تأسيسه.

كمّ الحفاوة الظاهر في وجوه الصدقاء الصينيين يشعرك بالدفء بالرغم من لسعة البرد التي ما زالت تسيطر على أجواء العاصمة الصينية بكين، والاستقبال الحار من قبل نائب مدير القسم، السيد “تشانغ تيانواي” جعل أعضاء الوفد يشعرون أنهم في بيتهم. كيف لا، وعبارات الشكر التي لهج بها السيد تشانغ كانت كفيلة بإظهار حقيقة التحالف القائم بين “الاتحاد الدولي” ودولة الصين الشقيقة.

 

السيد تشانغ الذي رحّب بالوفد استمع من رئيس الاتحاد الأستاذ مروان سوداح إلى تعريف مختصر عن كل عضو من الأعضاء المشاركين في هذه الجولة، والذين يبلغ عددهم ستة عشر عضواً، وبدأ بعد ذلك في تقديم شرح مسهب عن سياسات الصين في الداخل الصيني وفي قبالة العالم، مؤكداً على مواقف الصين الثابتة تجاه القضايا المطروحة على الساحة العالمية، وعن عمق مشاعر الصداقة التي تكنّها الصين للعرب وللدول العربية، راغباً إلى الاتحاد أن يواصل دوره في تحقيق مزيد من التواصل بين الطرفين لما فيه خيرهما وخير البشرية جمعاء.

كان السيد تشانغ واضحاً جداً في عرضه لمنطلقات السياسة الصينية والتي تقوم على أساس الفوز المشترك، ورفض الهيمنة من أي دولة على الدول الأخرى.

تطرق السيد تشانغ إلى الكثير من المواضيع التي تستحق مقالاً لوحدها، شارحاً دور الحزب الشيوعي الصيني في قياد الدولة والشعب في الصين، وعن أهمية المهمة التي يقوم بها في تطوير البلاد ورفع مستوى معيشة الناس والتخطيط لمستقبل قائم على رفاهية المواطنين وخلاصهم من الفقر والفساد والتلوّث.

حول منطقتنا لم يخيّب السيد تشانغ آمال الوفد في الاستماع إلى برامج وخطط تضعها الصين لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية، دون أن يغيب عن ذهنه لفت النظر إلى أن هذه الرغبة في تعزيز العلاقات لا يمكن أن تكون من طرف واحد، لافتاً إلى بدء نشوء وعي في العالم العربي بأهمية العلاقة مع الصين. وقد رفض السيد تشانغ بشدة الحديث عن حياد صيني في قضية فلسطين، مؤكداً على الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة الصينية للفلسطينيين في أكثر من مجال حياتي وإنساني وسياسي، ولا سيما في مجال التأكيد على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية المختلفة.

من هذه النقطة بالذات، أكد السيد تشانغ على الدور الكبير الذي لعبه “الاتحاد الدولي” في التعريف بالصين ومواقفها في العالم العربي، من خلال المقالات التي يكتبها أعضاؤه، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الأستاذ مروان سوداح، والتي تُنشر على موقع الصين بعيون عربية الملتصق عضوياً بالاتحاد والمعبّر عن آرائه وأفكاره، متمنياً على الاتحاد والاتحاديين بذل المزيد من الجهد في هذا المجال، ومعبراً عن الرغبة في المزيد من تعزيز التعاون معه ومعهم لما فيه مصلحة الأمتين الصينية والعربية.

هي زيارة بزيارات متعددة، بدايتها كانت بهذا الزخم، وهي مستمرة في محطات عديدة، فيها تكريم لهذه المؤسسة العاملة بصمت من أجل خدمة العلاقات العربية الصينية، وفيها وضع حجر الأساس لانطلاقة أكثر قوة ونجاحاً للعلاقات بين الاتحاد والدولة الصينية العظيمة.

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليق 1
  1. عبداللطيف عبدالودود يقول

    أتمني نجاح لكل أفراد الإتحاد الكتاب العرب أصدقاء الصين وهذا لقاء الذي جمع بين القيادة و أعضاء الإتحاد يعني الإهتمام القيادة الصين الكبيره لهاذا الكيان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.