موقع متخصص بالشؤون الصينية

اشتراكية ذات خصائص صينية.. ضمانة لرفاه وأمن البشرية

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
الدكتور سمير حمدان*:

مع انتهاء أعمال المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، واعتماد تقرير اللجنة المركزية الذي قدمه الرفيق الأمين العام للحزب ورئيس الدولة شي جين بنغ، تكون الصين قد دخلت المرحلة الحاسمة من تحقيق الاشتراكية الصينية ذات الخصائص الصينية، لتكون واقعاً معاشاً وملموساً من كل أبناء الشعب الصيني.

يأتي هذا التوجه في ظل عودة للحرب الباردة وتباطؤ في النمو الاقتصادي وانتشار الارهاب في العالم، وعودة لسياسات الحماية الاقتصادية، وآخرها العقوبات الأمريكية على الصين وفرض رسوم جمركية على الحديد والألومنيوم.

من هنا جاءت نتائج المؤتمر لتوائم بين حاجات الداخل وتناقضات الخارج. الشعار المركزي الداخلي يتمثل في تحقيق الانتقال من مجتمع الكفاية إلى مجتمع الوفرة ورغيد العيش، وهذا شعار تنفرد فيه الصين دون غيرها على مستوى العالم. فقد وضع الحزب نصب عينيه المواطن الصيني كمحور وهدف للتنمية، وهذا يتطلب تجنيد كل طاقات الحزب والدولة لتحقيق هذا الهدف الأسطوري.

إن التنمية الاقتصادية والسياسية والثقافية والأيكولوجية إن لم تخدم الإنسان تصبح ضرباً من الخيال. وهذا ما يتحقق بالتدريج حيث تترقب الصين إعلان القضاء على الفقر وإلى غير رجعة خلال عدد محدود من السنوات. وهذا يعني تحقيق طفرة اقتصادية وثورة علمية تكنولوجية. ولتحقيق هذه الغاية تسعى القيادة الصينية لتطبيق سياسة العيش المشترك والمصير المشترك للبشرية جمعاء وعلى أساس رابح رابح. وهذا ليس شعاراً، بل واقع يتمثل في إحياء طريق الحرير والتي يشترك فيها عشرات دول العالم، لتكون جسراً اقتصادياً يحقق أمن العالم الاقتصادي ويساهم في تحقيق حياة أفضل لشعوبه.

إن ما تطرحه القيادة الصينية يمثل طوق نجاة للدول النامية والفقيرة، والتي شهدت استقلالها في نفس فترة استقلال الصين، ولكنها تعرضت لنهب ثرواتها وإفقار شعوبها من خلال أنشطة الهيمنة للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الذين يسعون لإشعال الحروب في كل أرجاء المعمورة.

إننا في المنطقة العربية أكثر حاجة من أي وقت مضى لنضع يدنا في يد الصين ونستند لدعمها وتجربتها الملهمة. إننا نعاني من الآثار السلبية للحقبة الاستعمارية ولتباطؤ التطور في منظومة الحكم وسيادة النمط الرأسمالي المشوّه في الإنتاج، وفوق كل ذلك انتشار الإرهاب الذي يضرب المنطقة منذ أكثر من سبع سنوات مع استمرار الاحتلال الاسرائيلية للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية.

إن تجربة الصين عظيمة، ويحاول الإعلام الغربي حجبها عن شعوبنا وذلك بهدف منعنا من إقامة علاقات وطيدة مع الصين الصديقة التي ما انفكت تقدّم العون والمساعدة في أحلك الظروف والأوقات. إن ما تشهده الصين من نهضة اقتصادية وعلمية وثقافية وبيئية تؤكد سلامة السياسات الحكيمة للحزب الشيوعي ولقيادته المبدعة والخلاقة التي جعلت من سياسة الإصلاح واقعاً معاشاً لا تخطئه عين المراقب.

لقد جاءت زيارة وفد الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين، بدعوة كريمة من مديرية العلاقات الدولية الخارجية في الحزب، تشكل محطة هامة في عملنا وصداقتنا للصين. لمسنا بالعين المجردة التطور العمراني وانتشار الطرق والتطور الاقتصادي وإحياء الريف من خلال الوصول للفلاحين ودعمهم وتقليل نسبة الفقر بينهم. وشاهدنا جهود الدولة البارزة في حماية البيئة وحماية مصادر المياه انسجاماً مع شعار الحزب: الصين الجميلة.

إن الشعب الصيني شعب مضياف ومنضبط وينظر للعالم بكل التفاؤل ويؤمن بأن شمس كل يوم تحمل الجديد. إننا لعلى ثقة بأن سياسات الحزب وتفاني الشيوعيين ستكون رصيداً هاماً لإدخال الأمة الصينية في عهد الثورة التكنولوجية الجديدة. وإن سياسات الصين الهادئة والمتزنة ستمكّن البشرية من طي صفحة الحروب والصراعات واستبدالها بتبادل المنافع وتحقيق الرفاه لكل شعوب العالم.

وفي النهاية نقول شكراً للصين وللحزب والشعب والدولة الذين أشعلوا في نفوسنا الأمل وزودونا بكل ما يجعل من جسور العلاقة بيننا أكثر قوة ومتانة.

عاشت الصين قوة سلم وازدهار للبشرية جمعاء!

الدكتور #سمير_حمدان: النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحلفاء) #الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.