موقع متخصص بالشؤون الصينية

سور الصين العظيم انعكاس لطبيعة الشعب الصيني في صنع السلام والاستقرار

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
علي مشعل:

 

عندما يجري الحديث عن الصين لا بد لنا إلا أن نقف بذهول عند سور الصين العظيم الذي أصبح لاحقا من عجائب الدنيا السبعة، والذي يبهر العالم كله… فهو يعكس عظمة الحضارة الصينية القديمة والتاريخ العريق للأمة الصينية والتي تمتد إلى أكثر من ستة آلاف عام، فهي من أقدم الحضارات الإنسانية على الكرة الأرضية، وهو أطول مبنى بناه الإنسان في تاريخه، إذ يبلغ طوله حوالي 6400 كيلومتر. وبذلك اعتبره المهندسون المختصون بأنه أعظم وأضخم مشروع قديماً وحديثاً لفن بنائه وضخامته، فهو البناء الوحيد الذي شاهده رجال الفضاء من القمر.

ولكن ليس ما ذكر أعلاه هو الموضوع الذي سأكتب عنه في هذا المقال، فما جاء في المقدمة ما هو إلا تمهيد لأكتب عن أمة عظيمة عاشت على أرضها متجذرة في عمق ترابها لتصنع حضارة مستندة للعلم والفن والمعرفة، وفي الوقت نفسه أمة مسالمة لا تعرف العدوان وغزو الآخرين، ولا تعرف السيطرة أو الهيمنة على مقدرات وثروات الشعوب المجاورة، فهي مؤمنة منذ القدم بالعيش المشترك بسلام واستقرار، وتبادل المنفعة والاحترام المتبادل. فقد كان طريق الحرير التجاري الصيني، الذي ربط الصين بمناطق الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا منذ ألفي عام، يستند إلى مبادئ الاحترام والمنفعة المتبادلة لكل الشعوب التي تعاملت معها الأمة الصينية. فالأمة الصينية لم تعتدِ على أحد يوماً ولم تقم بغزو شعب آخر، فقد كانت الصين على الدوام هدفاً للغزاة، لذلك قامت الأمة الصينية ببناء سور الصين العظيم دفاعاً وحماية وصداً لهجمات الغزاة والأعداء المتكررة على الصين.

من هنا يحق لنا أن نكتب عن هذا الشعب العظيم، صاحب الحضارة التي تمتد في عمق التاريخ، والذي شكل وما زال يشكل نموذجاً للمحبة والسلام. فقد تمكن الرئيس الحالي شي جين بينغ من طرح أفكاره الاشتراكية مستنداً إلى الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ ، وتوحيد أفكارهم وأفعالهم بأفكاره، ومتعمقاً في خصوصية الأمة الصينية  حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وزيادة وعيهم وصلابتهم لدراسة وتنفيذ هذه الأفكار، وتطبيقها في سائر عملية بناء التحديثات الاشتراكية وتجسيدها على الأرض في كل المجالات ليصنع منها النظرية الاشتراكية الصينية الجديدة ذات الخصائص الصينية التي تسعى إلى تجنب الصراعات التي تضرّ بالأمة الصينية وإحلال السلام والاستقرار والعيش الرغيد لكل فئات الأمة الصينية وصولاً إلى الفوز المشترك للشعوب، والمساهمة في صنع السلام والأمن على كوكب الأرض. فقد كانت الصين قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، دولة شبيهة بعملاق فقير وضعيف للغاية. وبعد تسع وستين عاماً من تأسيسها، وخاصة منذ الإصلاح والانفتاح والتنمية الاقتصادية السريعة، أصبحت الصين اليوم إحدى الدول الاقتصادية الكبرى ذات القدرة التنموية الكامنة، وعلى حافة احتلال مركز الصدارة في العالم. ففي جولة قمت بها بأسواق شنغهاي شاهدت ما لم أشاهده في شعوب أخرى. فالصين، لأن أمتها عظيمة وذات تاريخ عريق، لا يمكنها أن ترضى بمنزلة دونية، فقد وجدتهم الأكثر قدرة على الإبداع والابتكار والإضافة. فيا لها من قوى حية وطاقات بشرية، قادرة على النهوض بدور يتجاوز التقليد والاستنساخ إلى مستوى أرقى، قوامه الخلق والإبداع والاستشراف، وبضائع الصين الزهيدة أصبحت إغواءً للملايين عبر العالم، فأمتها إرادتها عظيمة بقدر عظمة سور الصين العظيم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.