موقع متخصص بالشؤون الصينية

زيارة بعدة زيارات: سانيا وبوآو.. مكافحة الفقر واحترام الأقليات

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
محمود ريا:

بدعوة كريمة من إذاعة الصين الدولية وصحيفة الشعب الصينية والأمانة العامة لمنتدى بوآو، شاركت خلال الأسبوع الماضي بأعمال قمة قادة الإعلام في مدينة سانيا أقصى جنوب جزيرة هاينان في جنوب الصين، كما حضرت الجلسة الافتتاحية لمنتدى بوآو العالمي، والذي حضره أكثر من ألفي ضيف من أنحاء العالم، وشكّل علامة فارقة لجهة شموليته ومستواه الرفيع ومشاركة كبار السياسيين والاقتصاديين من أنحاء العالم فيه، بالرغم من أنه مؤتمر مختص بقارة آسيا.

يمكنني أن أقول إنني حققت بزيارتي الحالية إلى الصين عدة أهداف، وقد تميزت الزيارة التي كان وقتها قصيراً بكثرة المحطات التي شهدتها، وكأنما هي مجموعة زيارات في زيارة واحدة:

ـ لقد شاركت في قمة قادة الإعلام في آسيا، وهذه فرصة مهمة بالنسبة لي لإبداء الرأي حول كيفية تعزيز التواصل بين دول آسيا عبر استخدام وسائل الإعلام كجسر ومحفز لهذا التواصل، إضافة إلى التعرف على الكثير من قادة الرأي في آسيا وإقامة علاقة عملية وصداقة معهم.

ـ شاركت في افتتاح مؤتمر بواو، وتابعت بشكل مباشر الكلمات المهمة التي أُلقيت في الافتتاح، ولا سيما كلمة فخامة الرئيس شي جين بينغ، والتي طرح فيها قضايا مهمة جداً تتعلق بمستقبل الصين وانعكاسه على مستقبل آسيا والعالم. وكانت مشاركة ذات تأثير كبير عليّ كونها المرة الأولى التي أحضر فيها افتتاح هذا المؤتمر، بحيث اطّلعت على مستوى الحضور الكبير والرفيع المستوى الذي شارك في هذا المؤتمر المهم جداً وعلى القضايا التي تشغل بالهم وتقع في محيط دراستهم.

ـ اطّلعت على الأجواء الرائعة في جزيرة هاينان، وهي جزيرة ساحرة، وكل شيء فيها جميل، وتستحق أن تكون مقصداً سياحياً أساسياً، ليس للصينيين فقط، ولكن لكل السيّاح من أنحاء العالم. وسأتحدث عن هذا الجمال بشكل دائم، وسأنشر صوره في كل مكان.

ـ كذلك اطّلعت على مدى التطور الذي تعيشه جزيرة هاينان، ومن خلال ذلك تعرّفت على سياسة التنمية المتوازنة التي تعتمدها الدولة الصينية لكل مناطق الصين، في الشمال والجنوب، وفي الشرق والغرب، وهذا أمر يثير الإعجاب الكبير لدى المراقب من خارج الصين. ومن خلال هذه الزيارة شاهدت دلائل جديدة على سياسة مكافحة الفقر التي تعتمدها الصين، والتي كنت اطّلعت على شواهد لها في أكثر من منطقة صينية، سواء في بكين وشانغهاي، أو في غويتشو، أو في أورومتشي وكاشغر. إنها سياسة تتقدم بشكل دائم وتحقق إنجازات كبرى، إلى حد القضاء النهائي على الفقر في الصين خلال فترة قريبة جداً.

ـ من خلال زياراتي الميدانية في الجزيرة، تعرّفت على سياسة حماية الأقليّات التي تنفذها الدولة الصينية، وهي سياسة ملهمة لكل دول العالم، فهنا يتعايش الجميع بكل محبة وسلام، مع احتفاظ كل مجموعة بخصائصها العرقية، والتي تعزّز الدولة المركزية عملية حمايتها بشكل رسمي ودون أي إبطاء، ما يعطي المواطنين الشعور بالراحة والانتماء إلى الدولة بشكل كبير.

ـ هناك الكثير من الوجوه الأخرى للزيارة، ولكن يبقى الإنجاز الأكبر الذي اعتقد أنني حققته خلال هذه الزيارة هو ما رغبت به طويلاً، وهو رؤية القائد الصيني الكبير شي جين بينغ وجهاً لوجه، وهذا شرف كبير لي، وفوق ذلك الحصول على صورة رسمية معه، وهذه صورة لن أنساها أبداً، كونها الأولى، وإن كنت آمل أنها لن تكون الأخيرة مع فخامته، حيث أرجو أن تهيئ لي الظروف لقاءه أكثر من مرة في المستقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.