موقع متخصص بالشؤون الصينية

تحسن العلاقات الصينية اليابانية يفتح مجالا جديدا للتعاون

0

اختتم عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس زيارته الرسمية إلى اليابان التي استمرت ثلاثة أيام والتي رأس خلالها الحوار الاقتصادي الرابع رفيع المستوى بين البلدين مع وزير الخارجية الياباني تارو كونو.

وقال خبراء إنه من المتوقع أن تعزز زيارة وانغ والحوار الذي تم عقده بعد توقف دام ثمانية أعوام الاتجاه الودي للعلاقات الثنائية ويفتح مجالا جديدا للتعاون.

*الاحتفال بتوطيد العلاقات

وقال كاورو إيموري الباحث البارز في جامعة خاصة في طوكيو “زاد زخم تحسن العلاقات الثنائية بين الصين واليابان بعد عدد من المحادثات رفيعة المستوى ونشعر بسعادة حقيقة لرؤية هذا.”

وأضاف أن أحدث جولات هذه المحادثات رفيعة المستوى كانت بين وانغ وكونو.

وتعرضت العلاقات الصينية اليابانية إلى بعض التقلبات خلال الأعوام القليلة الماضية، ما أثر على التواصل والتعاون الثنائي في مجالات مختلفة.

ومنذ العام الماضي أرسل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي رسائل إيجابية في عدد من المناسبات حول تعزيز العلاقات الثنائية، التي رحبت بها الصين.

وبفضل الجهود المشتركة أظهرت العلاقات الثنائية مؤشرات تحسن. وبلغت التجارة الثنائية حوالي 300 مليار دولار أمريكي عام 2017 ووصل عدد السياح الذين يذهبون من البر الرئيسي الصيني إلى اليابان 7.3 مليون، بزيادة 15 في المائة على أساس سنوي.

وقال أموري “تحسن العلاقات الذي اظهرته زيارة وانغ يصب في مصلحة الصين واليابان الشريكتين الاقتصاديتين الوثيقتين وسيكون له أيضا تأثير إيجابي على استقرار ورخاء المنطقة.”

وقال جين جيان مين، الزميل البارز في معهد فوجيتسو للبحوث في طوكيو إن التحسن له أهمية خاصة في ظل الظروف الحالية، حيث ما زال الاضطراب مستمرا وما زالت الحمائية التجارية في العالم في تزايد.

وقال الدكتور شين تشي با الأستاذ المتخصص في النظريات السياسية في الجامعة المسيحية الدولية “تعزيز العلاقات الثنائية اليابانية الصينية جيد للبلدين ليس في العلاقات الاقتصادية فقط ولكن في مجالات أخرى، بينها العلاقات الثنائية في الحاضر والمستقبل.”

ويؤيد ليو دي الأستاذ في جامعة كيورين في طوكيو وجهة النظر نفسها، قائلا إن تعزيز العلاقات مع الصين في هذا الوقت له أهمية سياسية بارزة بالنسبة لليابان.

وقال ليو “في ظل عوامل زعزعة الاستقرار والشكوك الموجودة في العالم، فإن الحكومة اليابانية والعامة أدركوا بشكل كبير أهمية تأسيس علاقات جيدة مع الصين من أجل التأقلم مع الظروف الجديدة.”

* فرص تاريخية جديدة.

أشار خبراء إلى أن توطيد العلاقات الثنائية سيفتح أيضا مجالا جديدا للتعاون الثنائي والتعاون متعدد الأطراف وخاصة في ظل خطط الصين لتوسيع الإصلاح والانفتاح ومبادرة الحزام والطريق.

وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن تدابير جديدة لتوسيع الإصلاح والانفتاح الصيني في منتدى بوآو 2018 السنوي لآسيا والذي سيقدم بالتأكيد فرصا جديدة للتعاون بين الصين واليابان، وفقا للخبراء.

وتكثف الدوائر الاقتصادية الصينية أيضا مناشداتها للإنضمام لمبادرة الحزام والطريق الصينية من أجل مشاركة نتائج التنمية في الصين.

وقال جين إن الصين واليابان أكدتا في الحوار الاقتصادي على أهمية التجارة الحرة وفقا للاطار متعدد الأطراف لمنظمة التجارة العالمية، وناقشتا الشؤون المتعلقة بالتعاون في الحزام والطريق والجهود التي يتم بذلها لتعزيز التجارة الإقليمية الحرة، بينها تأسيس منطقة تجارة حرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية.

وأفاد تشي با “اعتقد أن العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الصين واليابان ستصبح أكثر أهمية، حيث أن الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير مستقرة بالمرة.”

وقال جين “هذا التنسيق في سياسات تحرير التجارة والاستثمار بين البلدين سيساعد في كبح الحمائية التجارية في العالم وسيقدم بيئة سياسية مستقرة ويمكن التنبؤ بها للتعاون بين الشركات.”

وأضاف جين أنه إلى جانب المجالات التقليدية، تعهد البلدان أيضا بتوسيع التعاون في مجالات اقتصادية جديدة، بينها تقاسم الاقتصاد والرعاية الطبية ورعاية كبار السن، مما سيرفع التعاون الاقتصادي الثنائي إلى مستوى أعلى.

وقال ليو “الحوار الاقتصادي لا يغطي العلاقات الاقتصادية الثنائية فقط ولكن يغطي أيضا الاندماج الاقتصادي في آسيا والتجارة العالمية الحرة، مما سيضع مثالا إيجابيا للحفاظ على النظام الاقتصادي العالمي وتطويره.”

*هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود

وأشار خبراء أيضا إلى أن العلاقات الصينية اليابانية الحالية ما زالت مضطربة بسبب عوامل عديدة معقدة وحساسة، بينها شؤون تاريخية وإقليمية.

وحث وانغ اليابانيين خلال زيارته لليابان على العمل مع الصين والالتزام بشكل صارم بالمبادئ التي تم وضعها في الوثائق السياسية الأربعة المهمة بين الصين واليابان.

وقال وانغ إنه يتعين على الجانبين التعامل بشكل مناسب مع الشؤون الحساسة المتعلقة بالأساس السياسي للعلاقات الثنائية وتطبيق توافقات التعامل مع بعضهما البعض كشركاء في التعاون بشكل كامل.

وقال هيروشي أونيشي أستاذ الاقتصاد في جامعة كيئو في طوكيو إنه ما زال هناك بعض المتشددين في اليابان. وحث على المزيد من تبادلات الافراد والتبادلات الثقافية لتعزيز الثقة والتفاهم المشترك.

وقال ليو إنها مهمة طويلة المدى وتحد لتخطي التوترات والتدخلات لتحسين العلاقات الثنائية وستحتاج جهودا مشتركة من حكومتي وشعبي البلدين.

ويشعر إموري بالتفاؤل بمستقبل العلاقات الصينية اليابانية إذ قال “اعتقد أن التغيرات التي حدثت في الآونة الأخيرة في العلاقات هي الاتجاه الذي يتعين دائما على اليابان والصين السير فيه حتى إذا كان هناك بعض العقبات في الطريق، ويؤكد هذا أيضا على أهمية الحفاظ دائما على حوار مفتوح وصريح.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.