موقع متخصص بالشؤون الصينية

من بغداد… إلى بكين

1

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
عبدالاله جبر المهنا*:

يا صين: هناك شيء ما ربط بين قلبينا.. لقد بدأت آنس أليه مَيلاً وحناناَ.. فقد امتلك الشوق بكِ قلبي وفاض به، وحين شرع الإعجاب يتغلغل في دمائي وشراييني صرت أطير فرحاً، بخاصة حين أُفكر بالوصول الى مبتغاي، وكأني طائر يُحلّق عالياً في الأجواء، ومنها أُشاهد ماذا الذي يجري دون أي ستار.. على الأرض الصينية الفسيحة والغنّاء.

هناك ألف أُمنية راودت عقلي، ولا أمنية منها تعلو على أمنية زيارة بكين وشنغهاي وقويتشو في الصين…

زيارة الصين هي أعظم زيارة بلا شك. وحينما هبطت الطائرة على أرضها أحسست بتدفق الدماء في وجهي، فأحمرّ دهشةً مع قليل من الارتباك، وانا أخطو بين عشرات الآلاف من الواصلين لأُنجز اجراءات المطار…

في هذه اللحظة أحسست أني أعيش عيداً. فزيارة بكين كانت حلماً وقد تحقق. فمن شدة الدهشة كنت أسير وأنا ابطى الخطوات لا أرادياً. ولكن من شدة فرحي… فبالرغم من كثرة الناس لكن الهدوء كان الطابع المميز هناك في المطار الصيني.. وهذا لم يكن مألوفاً لي في مكان آخر. فبالعادة العلاقة تكون عكسية بين كثرة الناس والهدوء، لكني لاحظت أن العلاقة بين بكين والناس هي علاقة طردية، فكلاهما ينبض في قلب الآخر، المواطن يزرع الحياة للمدينة وهي تمنحه حياة أخرى بعيدة عن الرتابة.

هناك في بكين لم أشعر بالغربة ولو للحظة واحدة.. فبكين هي المدينة الكبيرة، وها أنا أتجول في شوارعها وأزقتها بالرغم من اختلاف اللغة واختلاف ملامح وجهي عن ملامح وجوه أهلها.. لكني لم الاحظ أي امتعاض من أهلها لوجودي بينهم.. وأكرر أنني رأيت الناس وبكين، وكلاهما ينبض في قلب الآخر ويحنو عليه، وعلى الأجنبي أيضاً!

ولو سألوني عن أجمل أيام قضيتها في حياتي لأخبرتهم أنها كانت زيارتي إلى بكين.. ففي حياة كل واحد منا مناسبة وحدث هو الأجمل والأهم، وأنا كانت زيارتي إلى بكين ذلك الحدث الجميل، لا سيما وأنا أتجول في شوراعها الفسيحة المقسمة حسب استحقاق المواطن والأولويات، ابتداء من المشاة ومروراً بسائقي الدراجات الهوائية، هناك شعرت بقيمة الإنسان الذي يحترم القانون والذي ينظم حياته نحو غد أفضل.. وأنا في السيارة كان يشدني مظهر النهر الجميل والذي كانت مياهه صافية، فترى فيها الجهد الإنساني للمحافظة على نظافته. وإنك حينما تنظر إلى ما تحت سطح الماء تكاد ترى عمقه وقاعه لشدة صفائه ونظافته.

بكين فيها نحو ستة ملايين سيارة، لكنك بالكاد تلاحظ اختناقاً مرورياً. هناك في شوارعها هدوء تام ونظام كامل، فهناك كل شيء منظم، على عكس ما نشاهده في مدن عالمية أخرى..

في شوارع الصين بالعام لا تلاحظ أي انبعاثات كاربونية غير مألوفة من عوادم السيارات، وتشدك بكين كذلك إلى عماراتها الجميلة حيث التطور العمراني، وتلاحظ الجهد الهندسي الرائع مع اللمسات الجمالية لأبنيتها الشاهقة، وذات الطراز الصيني القديم، ليتناغم القديم بالجديد والأصالة بالمُعَاصرة. فكلاهما يضيف على المدينة جمالاً على جمال وهي التي يعيش فيها أكثر من ثلاثين مليوناً، لكنها لا تعاني من أية أزمة سكن.

بكين مدينة امتازت بأن لها ثلاثة طوابق من شبكة الطرق، والتي هي بمثابة العمود الفقري للمدينة، هناك تشاهد الطرق التي تخترق المدينة من السيارات الصغيرة وكذلك حافلات نقل الركاب الكهربائية، والتي تعمل بالوقود السائل، وتحتها طرق من الأنفاق للمترو، ويعلوها الطريق السريع مما جعلها مدينة سهلة يمكن لك أن تتنقل بها بسهولة.

ومن هنا، من بكين، أستطيع أن أقول إن مدن الصين هي عبارة عن قلادة جميلة، وبكين هي إحدى الجواهر التي ترصّع هذه القلادة، وهكذا كانت انطباعاتي خلال أيام زيارتي إليها.

صباحك يا بكين هو ماء صافٍ وعذبٌ لا يُعكّره شيء. وسماؤك صافية ربيعية جميلة، وأزهارك شرعت تزهر بلونها الربيعي أمام بصائرنا.. فربيعك قادم وهو دائم لا ينتهي زمنه، فيا لك من رائعة الروائع.. لكنك أنت الوحيدة معجزة العصر والأزمان.. فلك المجد وللرئيس شي جين بينغ مجد على مجد، وهو المجدّ والمجاهد في سبيلك وسبيل الصين وشعب الصين الذي صار بقيادته مُفاخراً وعزيزاً ومرهوب الجانب.

#عبدالاله جبر المهنا:  عضو ناشط في المجموعة الرئاسية #العراقية الأُولى – الأول من أُكتوبر2016/ الذكرى الـ67 لتأسيس جمهورية #الصين الشعبية، ومسؤول متابعة الأنشطة في مجموعة #الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب ومهتم بالتاريخ والنشاط الصحفي، وناشط في التيار الديمقراطي من أجل الاصلاح.

تعليق 1
  1. مروان سوداح يقول

    استاذ عبدالأله.. مقالتك جميلة في دقة الوصف.. ننتظر مقالات اخرى مشابهة.. الى الامام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.