موقع متخصص بالشؤون الصينية

ريف الصين.. قفزة نوعية وعالمية

1

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع شياع
:*

عندما توجّه وفدنا الاتحادي الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين وحلفاؤها لزيارة الريف الصيني، في مقاطعة قويتشو الغربية، التي توجهنا إليها بالطائرة، كنا نتصوّر أن نرى ريفاً كريف دولنا العربية! ونشاهد بيوتات قد بُنيت من مواد بسيطة أولية وغير منسقة وغير منظمة وعشوائية، وطُرق تفقد الانتظام وخدمات بسيطة ومرابط للحيوانات التي يعمل على تربيتها سكان الريف!

لكننا تفاجأنا بغير ذلك تماماً! هناك في قويتشو لم نشاهد ما توقعناه وتخيلناه من تصورات، فقد كان بناءً متطوراً ومذهلاً، وخدمات كبيرة وطرقاً واسعة ومرتبة ومنسقة ونظيفة جداً، وريفاً متطوراً ومتقدماً يحمل اسم الريف فقط، وهو مدينة، في الحق والحقيقة مدن غنّاء. هناك وجدنا المواطن الصيني الريفي يعمل في عدة مجالات كالزراعة والصناعة والإنتاج الأنفع عموماً، وقد هيأت له الدولة كل سُبل ومستلزمات النجاح والتطور، وهو ناجح لأنه يعتبر نفسه الجزء من الكل، جُزءاً من شعب كبير وذكي..

هناك في الصين رأينا الشعب المحب للعمل، الشعب المتفاني لوطنه. وعند وصولنا إلى معمل النسيج اليدوي وجدنا هناك من هم كبار في السن، يعملون بكل جد ونشاط، بعد أن وُفرت لهم وسائل العمل الضرورية، فكانوا فخورين ومجدّين بما يعملون، وقد وضعت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد معالجة الفقر ضمن أهدافها فيهم، وقد نجحت بذلك نجاحاً باهراً من خلال انخراط جميع فئات الشعب بالعمل المتواصل دون استثناء، شيباً وشباباً، نساءً ورجالاً، واستطاعوا مقاتلة الفقر والانتصار عليه وجعله من مخلفات الماضي البعيد.

الصور خاصة بـ “موقع الصين بعيون عربية” .. تصوير محمود ريا وفيصل ناصيف

إن التدابير الجديدة التي سلكها الحزب الشيوعي الصيني بقيادة الرفيق العظيم شي جين بينغ في محاربة الفقر عن طريق توفير العديد من فرص العمل للشعب في الزراعة والصناعة ناجحة جداً. ففي المجال الزراعي شجع الحزب والدولة الفلاح على زيادة إنتاجه الزراعي. وبالرغم من كون معظم الأراضي في مقاطعة قويتشو جبلية، إلا أن الإنسان هناك تمكن من استغلال جميع المساحات التي تصلح للزراعة، فزرعها واستفاد منها واستغلها، كما دعم الحزب ودعمت الدولة المزارع في شراء جميع محاصيله وتسويقها.

أما في الجانب الصناعي فقد عملت الدولة بتخطيط وجهد دؤوب ومراقبة من الحزب، على إنشاء العديد من المصانع، ومنها الحرفية واليدوية، وخير دليل ما شاهدناه، وهو مصنع النسيج اليدوي الذي يضم الكثير من العاملين، ومعظمهم من كبار السن، الذين انخرطوا في مجرى العمل ليكونوا منتجين، وليس مستهلكين فقط. هذا المصنع هو مؤسسة متكاملة، بدءاً من صناعة القماش، وانتهاء بتصنيع الملابس الفاخرة، وهي ذات جودة عالية جداً، ما يساعد على تسويقها ويمدّها بمقومات المنافسة في السوق المحلية وحتى في السوق العالمية والأوروبية والأمريكية، وهذه قد ساعدت سكان الريف بالقضاء على الفقر وتذليله، وهي سياسة حكيمة وناجحة للحزب الشيوعي الصيني وأمينه العام الحكيم شي جين بينغ.

إن التدابير الناجعة التي انتهجتها قيادة الحزب الشيوعي الصيني برئاسة الرفيق شي جين بينغ الحكيم، في الارتقاء بواقع الريف، كانت مثمرة وفعّالة. وزاد من تلكم النجاحات المتحققة عناية ومتابعة الرفيق الصدوق شي جين بينغ للأعمال في قويتشو، وتطبيق مبادئ وعملانية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، التي غدت أولى أولويات أهدافها القضاء على الفقر، وتحسين معيشة الأفراد، والاهتمام بهم كلهم، وتقديم الرعاية لهم، وكان للأمر الأثر الكبير في انتعاش الريف الصيني وتطوّره حتى أصبح الريف اسماّ فقط، وهو المدينة المزدهرة بحق، وقد ارتقى إلى مستوى العواصم حتى في كل مرافقه وآليات الأعمال فيه وملامحه، وفي غيرها الكثير، فكان إذ ذاك “الرُقي الأرقى” بقفزة نوعية وعالمية ، وكانت مقاطعة قويتشو مثلاً مُصّغراً يُحتذى به لبقية أنحاء الصين، بل والعالم أجمع من شرقه الى غربه، ومن شماله الى جنوبه.

#بهاء_مانع_شياع:  رئيس (المجموعة الرئاسية العراقية الاولى – الأول من أُكتوبر-2016 الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية) للفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) الصين، ورئيس منتديات مستمعي الاذاعة الصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر صحفي في جريدة الأضواء المستقلة ووكالة الاضواء الإخبارية، وعضو في نقابة الصحفيين العراقيين.

تعليق 1
  1. مروان سوداح يقول

    مقالتك جميلة جدا صديقي بهاء.. الى الامام في مقالاتك اخرى عن حقول صينية اخرى..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.