موقع متخصص بالشؤون الصينية

57 مليار دولار أرباح (الخمسة الكبار) في القطاع المصرفي الصيني خلال 6 أشهر

0


صحيفة الاتحاد الاماراتية:
ارتفعت الأرباح المجمعة لأكبر خمس بنوك صينية بشكل لافت خلال النصف الأول من العام لتتجاوز مجموع ما حققه أربعة عشر بنكاً أميركياً وأوروبياً من كبار منافسيها، في دلالة واضحة على قوة الدفع التي يقدمها نمو الاقتصاد الصيني لشركات البلاد بالتزامن مع وهن أصاب المنافسين في أوروبا والولايات المتحدة بسبب ضعف النمو. في الوقت نفسه، قال الاقتصادي الأميركي مايرون سكولز، الحائز على جائزة نوبل، إن العملة الصينية (اليوان) ليست في حالة تسمح برفع قيمتها بشكل سريع حالياً، وان رفع وضعها الدولي في حاجة إلى “صبر”.

ومع إعلان البنك الصناعي والتجاري الصيني أمس الأول ارتفاع أرباحه بنسبة 29% خلال النصف الأول إلى 17 مليار دولار، فإن أرباح أكبر خمسة بنوك تصل إلى 57 مليار دولار، تزامناً مع تحقيق “بنك أوف أميركا” و”رويال بنك أوف سكوتلاند” لخسائر نظراً لضعف الانتعاش والتأثير السلبي لأزمة الديون الأوروبية.

والبنوك الصينية الخمسة هي: البنك التجاري الصناعي، بنك التعمير، بنك أوف تشاينا، البنك الزراعي، بنك أوف كومينكيشنز. وقد عانت أسهم تلك البنوك من هبوط بنسبة 18% في المتوسط هذا العام تزامناً مع تشديد الجهات الصينية لشروط الإقراض ورفع أسعار الفائدة. لكن في المقابل، فإن البنوك الخمسة الكبار في السوق الأميركية شهدت تراجعاً بنسبة 28% خلال تلك الفترة بقيادة أكبرها “بنك أوف أميركا” الذي تراجعت أسهمه بنسبة 43%. وتظل البنوك الأوروبية أسوأ حالاً خصوصاً بعد الإعلان خلال شهر واحد عن خطط تسعى لتسريح 40 ألف موظفاً من كبار المقرضين في أوروبا بما في ذلك “إتش إس بي سي” و”يو بي إس”. لكن ذلك لا يعني أن الأمر لا يخلو من العثرات في طريق البنوك الصينية، حيث إن هناك قلق من ديون الحكومات المحلية لتلك البنوك بقيمة تصل إلى 1,7 تريليون يوان تزامناً مع تحقيق البنوك طفرة ائتمانية بدأت عام 2009 في أعقاب الأزمة المالية العالمية.

وأعلن البنك الزراعي الصيني أمس الأول ارتفاع صافي أرباحه بنسبة 45,4% خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ليصل إلى 10,42 مليار دولار).

وأرجع البنك هذه الزيادة في أرباحه إلى الارتفاع الكبير رسوم الخدمات المصرفية والعمولات. وأشارت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” إلى وصول إجمالي أصول البنك إلى 11,46 تريليون ين بزيادة نسبتها 10,9% عن النصف الأول من العام الماضي. كما تحسن معدل الملاءة المالية للبنك بعد أن أصدر سندات بقيمة 50 مليار يوان خلال النصف الأول من العام الحالي ليصل المعدل إلى 11,91% في يونيو الماضي، متجاوزاً بنسبة طفيفة المعدل المحدد من جانب السلطات المالية الصينية ويبلغ 11,5%.

على صعيد أخر، نقلت “شينخوا” عن مايرون سكولز، الحائز على جائزة نوبل، قوله إنه “من الواضح أنه لا بد من رفع قيمة اليوان بمرور الوقت.. كما تعرفون إنه ليس من الصحيح القيام بهذا حالياً نظراً؛ لأن الاقتصاد الصيني غير ناضح”. وأضاف أن “الصين لا تزال تحتاج إلى الاقتصاد القائم على التصدير في الوقت الراهن، كما أن مستويات الاستهلاك المحلي منخفضة جدا في الصين حالياً بما لا يمكنه من دعم الاقتصاد بأكمله”.

وعلى الرغم من ذلك، أعرب سكولز عن ثقته في أن مستوى الاستهلاك المحلي سيرتفع مع زيادة دخل الصينيين. وقال “إن هذا سيشكل فرصة عظيمة للسوق العالمية وللدول التي تعتزم تصدير البضائع والخدمات إلى الصين”، وذكر الاقتصادي الأميركي أن رفع القيمة الدولية ليوان ليس مهمة سهلة بأي حال من الأحوال. وأضاف أن الصين تحتاج إلى “الصبر”؛ لأن “النظام المالي الصيني لا يزال حديث العهد للغاية”. واقترح على الصين أن تتعلم من الغرب، خاصة في مجال تشييد البنى التحتية وفهم سوق المال. وقال “لا تجر سريعاً جداً، امش أولاً. كن صبوراً. أعتقد أن أهم شيء هو الصبر”. وأضاف سكولز “في ما يخص اندماج اليوان في سوق المال العالمية، أعتقد أنه من الضروري للصين، على وجه الخصوص، أن تسمحها بقابلية تحويل عملتها بمرور الوقت. لكن ليس من الصحيح القيام بهذا حالياً”. وفيما يتعلق بأفق الاقتصاد العالمي، أعرب سكولز عن شعوره بالتفاؤل نحو الصين والولايات المتحدة. وذكر أنه يرى أن الولايات المتحدة لن تقع في نفس المأزق مثل اليابان ولن تواجه ما يسمى بـ”العقد المفقود”. وقال “لا أعتقد ذلك. ما زال لدينا ابتكار هائل ومصادر بشرية هائلة في الولايات المتحدة. وأعتقد أنه إذا تجاوزنا هذه الفترة وتم إعادة تشكيل الأمور، سترون النمو السريع في الولايات المتحدة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.