موقع متخصص بالشؤون الصينية

الرفيق “شي” وأسباب نجاح القائد بالاشتراكية

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع شياع*:
بينما تباطأت معظم الأحزاب الشيوعية في العالم، وبالخصوص في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي، عن تطوير الفكر الاشتراكي وتطبيقاته، لأسباب لا مجال لذكرها هنا، حقّق الحزب الشيوعي الصيني نجاحات متلاحقة في التطور والبناء والازدهار المجتمعي.
ومنذ إنتهاج سياسة “حركة الإصلاح والإنفتاح” التي إختطها المصلح دنغ شياو بنغ وانتهجها الحزب الشيوعي الصيني، حقّقت الصين الشعبية قفزات كبيرة نحو الرقي حتى أصبحت من أقوى إقتصادات العالم، حيث انعكس هذا الإنجاز على الشعب الصيني في جميع النواحي السياسية والروحية والمادية، ونتيجة لهذا أصبح الشعب الصيني متمسّكاً بشدة بقيادة الحزب الشيوعي، بفعل السياسة الناجحة للحزب في قيادة الشعب نحو الازدهار والاستقرار وبالتالي نقل الصين إلى التألق والنجومية.
إن تمسّك الشعب الصيني بقيادة الحزب الشيوعي وقيادة الرفيق شي جين بينغ المخلص له ولشعبه الصيني ومصالح البشرية كجزء من مصالح الصين، لم يأتِ من فراغ أو صدفة كما يدّعي عدد من “الخبراء” الغربيين، وإنما جاء بفعل النتائج التي حققها الشعب الصيني داخلياً ودولياً، وذلك لتعزيز مكانة الصين الشعبية بين دول العالم، إذ بدأت عملية تطوير القطاع الاستراتيجي في الدولة، برغم المعاناة الكبيرة التي كابدها الصينيون بفعل الماضي الاستعماري والنهب الأجنبي الطويل الأمد لمُقدّرات الصين، ونشر وانتشار الفقر، حيث كانت الصين تعتمد على الزراعة، برغم المَكننة الحديثة التي كانت تمتلكها والصناعات المختلفة التي كانت أُرسيت بعد التحرير وفي حقبة الاستقلال.
كان لإرساء مشروع مارشال الامريكي في دول شرقي آسيا يهدف إلى تحدّي الصين وزعزعتها، ومحاولة لإثبات قدرات الرأسمالية وتفوقها على الاشتراكية، لكن هذا المشروع صار يتراجع ويضمحل بفضل بزوغ فكرة الإصلاح والانفتاح الصينية وتطبيقاتها اليومية بنهج مُحكم، والتطور المتسارع للدول الصينية، مما أذهل دول جوار الصين وشعوبها وأعاد الألق العالمي للاشتراكية.
ونتيجة للسياسة الحكيمة للحزب الشيوعي الصيني بقيادة الرفيق شي جين بينغ، تغيّرت الحالة الصينية منذ 2013 تغيراً كبيراً، فقد أصبح المواطن الصيني يتمتع بدخل عالٍ يفوق معظم دخول مواطني غالبية دول العالم، وازدادت رفاهيته كثيراً، وأضحى الصينيون من أكثر شعوب العالم سياحة، بالرغم من أن الصين جنّة الأرض بطبيعتها الخلابة، زد عليها أن الصينيين هم الأعمق ثقافة والأكثر اجتراحاً للاختراعاتً والاكتشافات، وهذا يعود إلى المردود الاقتصادي والمادي الكبير لتطوّر حياة الصينيين والقاعدة المادية التقنية، وثبات الحكم وحكمة القيادة ولغيرها من الأسباب الأساسية، ولكن الأهم هو تمسّك الشعب الصيني برمّته بقيادة الحزب وبرفيقهم المخلص شي جين بينغ وبطروحاته في “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد”، وفي مقدمتها تحويل الصين إلى دولة أكثر ازدهاراً، بعد القضاء المبرم على الفقر/ واجتثاث منابع وشخوص الفساد/ ومعالجة القضايا التي تختص بالانضباط ومخالفة القوانين، والتي تفضي إلى احترام النظام والقوانين، وتحول دون التجاوز عليها من قبل الجميع بمختلف مُسمّياتهم، إضافة الى نجاحه في خلق نظام اقتصادي يمتاز بالملكية لوسائل الانتاج، وتوظيف ومساهمة أموال الأغنياء الصينيين في تطوير اقتصاد جمهورية الصين الشعبية ونموه.
في الاشتراكية بألوان صينية، فقد جاءت تصريحات الأمين العالم شي جين بينغ في تقرير قدمه إلى المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني نيابة عن اللجنة المركزية الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني، “أن التغيرات التي طرأت على الأوضاع المحلية والدولية وتطورات مختلف القضايا في البلاد منذ اختتام المؤتمر الوطني الـ18 للحزب، طرحت موضوعاً هاماً يواجهه العصر، ألا وهو وجوب الإجابة بشكل شامل عبر الدمج بين النظرية والممارسة على سؤال حول ماهية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، التي يجب التمسّك بها وتطويرها في العصر الجديد، وكيفية التمسك بها وتطويرها، بما في ذلك مسائل أساسية حول الهدف العام، والمهمة العامة، والتخطيط العام، والتخطيط الاستراتيجي، واتجاه التنمية ونمطها وقوتها الدافعة، والخطوات الاستراتيجية، والظروف الخارجية، والضمان السياسي، التي تتعلق جميعها بالتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها في العصر الجديد، بالإضافة إلى القيام على أساس الممارسات الجديدة بالتحليل النظري والتوجيه السياسي للاقتصاد والسياسة وحكم القانون والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتربية والتعليم ومعيشة الشعب والشؤون القومية والشؤون الدينية، والمجتمع والحضارة الإيكولوجية وأمن الدولة والدفاع الوطني والجيش وممارسة مبدأ “دولة واحدة ونظامان” وتوحيد الوطن والجبهة المتحدة والشؤون الدبلوماسية وبناء الحزب، وغير ذلك من المجالات، تسهيلاً للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها على نحو أفضل”.
وأضاف شي:”حول هذا الموضوع العصري الهام، ظل حزبنا متمسكاً باتخاذ الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار التمثيلات الثلاثة الهامة ومفهوم التنمية العلمية مرشداً له، ومثابراً على تحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الواقع ومواكبة العصر والتحلي بالواقعية والبراغماتية، ومتمسكاً بالمادية الديالكتيكية والمادية التاريخية، فتعمَّق في معرفة قانون ممارسة الحزب الشيوعي للسلطة وقانون البناء الاشتراكي وقانون تطور المجتمع البشري برؤية جديدة وبالاندماج الوثيق مع مستجدات ظروف العصر ومتطلبات الممارسات، وأجرى استكشافا نظرياً شاقاً، توصل منه إلى منجزات عظيمة في الابتكار النظري، وبلور أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد”، ويستطرد “شي” أن أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد أوضحت أن المهمة العامة للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها، هي تحقيق التحديثات الاشتراكية والنهضة العظيمة للأمة الصينية، وإنجاز بناء بلادنا لتصبح دولةً اشتراكيةً حديثةً قويةً ومزدهرةً وديمقراطيةً ومتحضرةً ومتناغمةً وجميلةً على خطوتين بحلول أواسط القرن الحالي، وذلك على أساس إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل”.
وهنا بالذات نتوقف عند التطوير الإبداعي للاشتراكية عموماً وتوليد الاشتراكية بألوان صينية، من خلال ولأجل النجاح في التصدي لتحديات العصر على اختلافها، وإحراز النصر فيها وسعادة الشعب، بطريق التطوير الداخلي أولاً ليحاكي التطور العالمي ويقفز عنه للأمام بقفزات نوعية كان لا يمكن تحقيقها دون تطوير النظرية وتطبيقات الاشتراكية والنـأي عن التباطؤ المتواصل في فهم الاشتراكية التي ليست كتاباً مقدساً، بل نتاجاً للفكر العالمي الديالكتيكي ومصالح الإنسان في الحياة، وهو ما أدركته الصين والقيادة الصينية لأجل اكتساب الجديد الأميز للصين في العالم وجعل الأمة متميزة ومتناغمة وبلا تضارب في المصالح الوطنية، بل تعاون وانسجام، فكانت ألوان صينية للاشتراكية وظهرت كأبرز شكل وفكرة بين غيرها، لا سيّما في تلخيص الفكرة على أنها خدمة للإنسان ومصالحه، الإنسان الصيني أولاً، ثم غير الصيني ببناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.
إن التمسّك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، هو دون أدنى شك دلالة على التفكير الدقيق والعميق للرفيق شي جين بينغ بمستقبل وضّاء لجمهورية الصين الشعبية، وإيجاد السُّبل الكفيلة للنجاح من أجل النهوض المتواصل بالدولة والحزب والشعب الذي زاد من منسوب تمسكه بالقيادة المخلصة للأمين العام للحزب.
لقد نجح الحزب الشيوعي الصيني بقيادة شعبه عبر أجيال عديدة، وجعل صفوف الحزب واحدة وموحّدة ويصعب اختراقها من جميع القوى التي تحاول النيل منه لشعورها بخطر القوة المتنامية لجمهورية الصين الشعبية وحزبها الأضخم والأعمق نفوذاً في العالم، فكان التفاف الشعب حول قيادة الحزب وقائده الأوحد الرفيق شي جين بينغ، حتى أصبحت الصين قوة هائلة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً يُحسب حسابها، وهي قوة متأتية من تماسك الشعب الصيني وقيادته الفذة الملتفة حول الرفيق “شي” كالسوار حول المِعصم.

#بهاء_مانع_شياع: رئيس (المجموعة الرئاسية العراقية الاولى – الأول من أُكتوبر-2016 الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية) للفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) #الصين، ورئيس منتديات مستمعي #الاذاعة الصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر #صحفي في جريدة الأضواء المستقلة ووكالة الاضواء الإخبارية، وعضو في #نقابة الصحفيين العراقيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.