موقع متخصص بالشؤون الصينية

ندوة: الحل السياسي للقضية السورية يستوجب التخلي عن عقلية الحرب الباردة

0

صحيفة الشعب الصينية:
(الصور من موقع إذاعة الصين الدولية على الإنترنت)

تحت شعار “مستقبل وطريق الخروج من الأزمة السورية”، نظمت أكاديمية شانغهاي للقضايا الدولية بالتعاون مع جامعة شانغهاي للدراسات الدولية أول ندوة دولية حول القضية السورية تنعقد في الصين خلال الفترة من 13 الى 14 مايو الجاري، بحضور أكثر من 30 خبيرا من الصين ودول أخرى من بينها سوريا ومصر والسعودية وبريطانيا وفرنسيا والولايات المتحدة، كما حضر الندوة شيه شياو يان المبعوث الصيني الخاص الى سوريا.

الحكمة الصينية

قال شيه شياو يان المبعوث الصيني الخاص الى سوريا خلال مداخلته في الندوة أن جهود الصين للتوسط في الازمة السورية يعكس الحكمة الصينية بشكل رئيسي في المفاهيم والأفكار الأربعة التالية: أولا، ” السلام في المقام الأول”، حيث لا يمكن تحقيق تقدم المجتمع وسعادة الشعب إلا بالسلام والاستقرار. ثانيا، “الالتزام بالقواعد“، حيث يعمل العالم حسب القواعد، وتطبيق هذا المفهوم على مجال العلاقات الدولية، والالتزام بجميع أهداف ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ التوجيهية للعلاقات الدولية، ولا يمكن انتهاكها ولا يمكن استغلالها ولا يمكن التخلي عنها. كما لا يمكن التعامل مع المشاكل ب “المعايير المزدوجة”، ولا يمكن مكافحة الإرهاب بـ ” محاربة الإرهاب بشكل انتقائي”. ثالثا، ” التعايش السلمي”، حيث يمكن لدول المختلفة والشعوب المختلفة والثقافات المختلفة العيش في سلام. رابعا، ” علاج شامل”، ويؤكد مفهوم الطب الصيني التقليدي العلاج الشامل وتكييف العام وتحقيق تأثير إزالة وعلاج المرض أخيرا. ويتطلب تطبيق هذا المبدأ في المجال الدبلوماسيين ألا يقتصر على ملاحظة الظواهر السطحية فقط، ولا يقتصر على حل مشكلة منفردة، وفي الوقت الذي يحل فيه القضايا العاجلة، يجب وضع مزيدا من التركيز على العلاج الشامل من منظور طويل الاجل.

التأثير الصيني

قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة دمشق، بسام أبو عبدالله خلال مداخلته في الندوة حول ما يتعلق بنزاهة الصين وموقفها الواضح في القضية السورية:” الصين بلد كبير في الساحة الدولية، وصديق حقيقي للشعب السوري أيضا. لقد قامت الصين بحماية سيادة سوريا ومصالح الشعب السوري في التصويت المتكرر لمجلس الامن التابع للأمم المتحدة.”

تعتبر المشاركة المدمرة للقوى الخارجية في سوريا هي واحدة من أكثر الأسباب المباشرة في إعاقة القرارات ذات الصلة بالقضية السورية. ويعتقد قاصد أحمد، باحث في مركز أبحاث استراتيجية للأزمات العربية في الشرق الأوسط في الأردن أن اللاعبون الكبار في القضية السورية لا يريدون حقا حل القضية، وأن الوضع في سوريا لا يمكن أن يستقر في ظل ذلك. والمطلوب في الشرق الاوسط هو القوة التي تملك الإرادة والقدرة على تعزيز عملية السلام، والصين أحد أكثر الدول ذات الشعبية.”

باتت التسوية السياسية للقضية السورية إجماعًا دوليًا، ولكن بسبب عدم وجود استعداد للتعاون بين البلدان ذات الصلة لا تزال “اللعبة الصفرية المحصلة” و”الفائز يأخذ كل شيء” وغيرها من عقلية الحرب الباردة سائدة في المسرح الدولي. ويعتقد لي وي جيان باحث في معهد شانغهاي للدراسات الدولية أن العديد من البلدان تحت مظلات مختلفة تدخلت في شؤون سوريا لمصالحها الخاصة، حيث اصبحت سوريا اليوم ساحة للتنافس على المصالح الجيوسياسية بين القوى الخارجية. وقد وجد في كل عقدة مفتاحية احداث تخريبية تستخدم كأداة لمهاجمة المعارضين.

وقال المبعوث الصيني الخاص الى سوريا أنه قيل عن سوريا عند العرب: “ما وصفت الجنة بشيء، إلا وفي دمشق مثله”. في حين أصبحت في عيونهم اليوم الأرض المدمرة، والشعب السوري الذي يعاني من المصاعب. ودعا شيه شياو يان الى ان لا تبقى الجنة في الذكريات فقط، ويجب على المجتمع الدولي العمل معا لمساعدة سوريا على استعادة مجدها الماضي بأسرع وقت ممكن، واستعادة الشعب السوري للسلام والهدوء في وقت مبكر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.