موقع متخصص بالشؤون الصينية

شي جين بينغ..على خطى الانفتاح والإصلاح

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
الدكتور سمير حمدان*:

مَن لا يعرف تاريخ الصين القديم لا يمكن له فهم التحولات الكبيرة التي طرأت على المجتمع الصيني خلال السنوات السبعين الماضية . ومما يبعث على الدهشة هذه المكانة التي حققتها الصين داخليا وخارجيا بقيادة الحزب الشيوعي الصيني في سنوات معدودة تظهر قيمتها بالمقارنة مع الدول الرأسمالية الكبيرة ذات التاريخ القديم مثل أمريكا وبريطانيا، قلاع الرأسمالية قديمها وحديثها .

لم تكن كل تلك الانجازات لتحدث لولا الادراك المبكر لأهمية سياسة الاصلاح والانفتاح التي انتهجها الحزب مبكرا منذ أيام القيادة للرفيق دينغ شياو بينغ،  حيث استطاعت الصين التغلب وبشكل كبير على قضايا تتعلق بالتنمية وتطوير قطاعات الطب والعلاج والتعليم وإحداث التنمية المتوازنة وتحقيق الوفرة ومحاربة الفقر والفساد وإرساء نظام قانوني يحفظ أمن المجتمع ويحقق ديمقراطية القرار ويحفّز الجماهير نحو المشاركة الفاعلة .

لقد تقدمت الصين بخطوات تشبه القفزات، فهي تمتلك اقتصادا يعد من أكبر الاقتصادات العالمية وسبق بعض نظرائه ممن لهم باع طويل في التنمية والحداثة. وما يميّز الصين عن غيرها جملة من الميزات أهمها القيادة الواعية للحزب، والتزامها بقضايا الجماهير والسير في المجتمع نحو آفاق التطور والحداثة. وقد تناولت مقررات مؤتمر الحزب الشيوعي التاسع عشر أكثر التحديات التي تواجه المجتمع الصيني. ومما يعزز الثقة بصحة النهج هو استمرار سياسة الإصلاح والانفتاح التي تبناها الحزب منذ السبعينات يوم كان الاقتصاد يواجه انعطافة خطرة كادت تذهب بمنجزات الثورة الصينية .

وكما يؤكد الرفيق شي جين بينغ فإن الاصلاح ليس وصفة يمكن إنجازها في مرحلة معينة والخلاص منها إلى غير رجعة، بل عملية مستمرة، كلما أنجزت مرحلة تدخل في مرحلة جديدة من التحديات. ومع وعي القيادة الصينية لهذه التطورات فإنها نضع على سلم أولوياتها العديد من المهمات مثل تعميق الإصلاح على نحو شامل والتمسك باقتصاد السوق الاشتراكي ذي الخصائص الصينية والدفع المتواصل للتحسين والتطوير الذاتي للنظام السياسي الاشتراكي وتعميق الإصلاح الثقافي وبناء منظومة قيم مستندة إلى ثقافة وتراث الشعب الصيني وتطوير هياكل الدولة لتستوعب الجديد .

لكل ذلك نلحظ أن القيادة الصينية رفعت شعاراً خاصاً بها المسمى بالفوز المشترك وهو مبدأ اقتصادي حديث يحقق التوازن في العلاقات الدولية ويمنح الدول الفقيرة والنامية فرصة الاستفادة من فائض الاقتصاد العالمي. من هنا جاءت مبادرة الحزام والطريق كتطبيق خلاق لهذا المبدأ وقد رصدت الصين مليارات الدولارات لتحقيق هذه الغاية .

ستشهد الصين خلال سنوات قليلة، أي في العام 2021 الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الذي قاد البلاد نحو مدارج التقدم. وهذا يرتب مسؤوليات جديدة على قيادة الحزب. فالذكرى تتقدم والرأسمالية تسير نحو مزيد من الوحشية بسبب انكماشها وتآكل بناها الداخلية، حيث لا زالت الرأسمالية تعتمد على تجارة السلاح كدخل أساسي، ما يستدعي خلق بؤر توتر دائمة تزيد من تجارتها الدموية وسيطرتها على العالم.

إن من يتابع السياسات الأمريكية الحالية، وخاصة في عهد الرئيس ترامب، يلحظ انقلاباً على كثير من السياسات العالمية، مثل العودة لفرض الحماية الجمركية على مئات السلع ومعظمها موجه ضد الصين بهدف إعاقة تطورها الاقتصادي وحرمانها من بعض الاسواق العاليمية. وما انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران وتشجيعها للتمردات المسلحة في سوريا وليبيا سوى محاولات يائسة لإعادة عقارب الساعة للوراء.

إننا على ثقة بأن سياسات الصين الرصينة، وبالتعاون مع القوى العالمية مثل روسيا الفيديرالية وإيران ودول بريكس، لقادرة على فرملة السياسات الحمائية العدائية. ولكن هذا يتطلب المزيد من الحذر وفي الوقت نفسه المزيد من الأصلاح والانفتاح. إن الحلم الصيني وجد طريقه للحياة وأصبحت الصين قوة مهابة اقتصاديا وعسكريا ولن يطول الوقت الذي ستصبح فيه الصين لاعباً دولياً يرسم مستقبل سلام العالم ورخاؤه.

إن الفترة الرئاسية الثالثة للرفيق شي ستضع الصين أمام مسؤوليات وتحديات في الطريق نحو مئوية الحزب ومئوية الدولة واللتين تشكلان محطتين هامتين في تاريخ العالم.

ولعلّنا في المنطقة العربية من أكثر الشعوب استفادة من قوة وتقدم الصين، حيث نعاني من احتلالات اجنبية من بقايا الاستعمار القديم وحروب أهلية وإثنية وتدهور في البُنى الاقتصادية ومزيد من سياسات الانغلاق.

إننا نثق بالرفيق القائد “شي” وبرفاقه في قيادة الحزب الشيوعي الصيني بأننا سائرون نحو عالم أكثر امنا وسلاما ورخاء .

*الدكتور #سمير_حمدان: رئيس فرع #فلسطين للاتحاد الدولي (الضفة الغربية وغزة) والنائب الثاني لرئيس #الاتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب #العرب #أصدقاء (و #حلفاء) #الصين، ورئيس رابطة الاكاديميين الاردنيين أصدقاء وحلفاء الصين التابعة للاتحاد الدولي، وصديق قديم للصين وروسيا، وعضو عامل في قيادة #الاتحاد الإلكتروني الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء (و#حُلفاء) #الصين و #رابطة القلميين الإلكترونية مُحبي #بوتين وحلفاء #روسيّه للاردن والعالم العربي؛ وناشط اجتماعي وثقافي، ومتخصص بارز باللغة الانجليزية وعلومها – الاردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.