موقع متخصص بالشؤون الصينية

مزيدا من أعمال الإنيمي الصينية تدخل السوق العالمية

0

ينتج صانعو الرسوم المتحركة الصينيون في الوقت الحالي المزيد من الأعمال ذات الجودة العالية، ويقومون بتسويقها في الأسواق الخارجية.

عندما عادت وو جيا في عام 2007 من كندا للعمل في شركة أبيها بهانغ تشو وكان عمرها 23 سنة، وجدت حينها صناعة الرسوم المتحركة في الصين لاتزال باهتة.

لم تلق الأعمال الصينية التي عرضت في المناسبات الدولية أصداءا جيدة، على غرار مهرجان ميبكوب للصور المتحركة بمدينة كان الفرنسية.

لكن سرعان ما تغيرت الأمور في أعقاب ازدهار صناعة السينما والتلفزيون في الصين.

بحلول عام 2011، أصبحت الصين واحدة من أكبر منتجي الرسوم المتحركة في العالم، حيث حقق انتاجها السنوي من منتجات الرسوم المتحركة رقما قياسيا، بلغ 260 ألف دقيقة. لكن هذا الرقم شهد تراجعا خلال السنوات الأخيرة.

تظهر أحدث الإحصائيات الصادرة عن الإدارة الحكومية للإذاعة والتليفزيون أن الصين لم توزع سوى 244 عملا من الرسوم المتحركة خلال عام 2017، يبلغ إجماليها 83.6 ألف دقيقة.

لكن غاو تشانغ لي، مدير قسم الدعاية بإحدى شركات الصور المتحركة، يرى بأن هذا التراجع يعود إلى تحول الرسوم المتحركة الصينية من التركيز على الكمية إلى التركيز على الجودة.

ويضيف غاو إن الرسوم المتحركة الصينية تنتج الآن المزيد من الأعمال ذات الجودة. كما باتت هذه الصناعة في الوقت الحالي تشجع المواهب المحلية على إنجاز الأعمال المتميزة.

أظهر تقرير سنوي صادر عن مؤسسة “انتقروب”ببكين أن إجمالي ناتج الصناعات الكوميدية والرسوم المتحركة في الصين قد بلغ 150 مليار يوان (حوالي 23.7 مليار دولار)، وهو ما يمثل 24٪ من صناعة الثقافة والترفيه في الصين، البالغ حجمها 630 مليار يوان.

السيدة وو، رئيسة شركة زولاند للرسوم المتحركة، تعد شاهدة على إزدهار صناعة الرسوم المتحركة في الصين. تقول إن الشركة وزعت حتى الآن أكثر من 8000 ساعة من المحتوى المتحرك لـ 93 دولة ومنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكوريا الجنوبية وروسيا.

سلسلة “العين السحرية”، التي تعد واحدة من أشهر أعمال الرسوم المتحركة لشركة “زولاند”، بعد أن بيعت لسنغافورة فقط في عام 2006، عرضت لاحقا في قرابة 80 دولة ومنطقة. كما تم تسويق سلسلة “تشنغ خه” التي تمتد على 52 حلقة، وتروي قصة البحار الصيني تشنغ خه الذي عاش في أسرة مينغ إلى 23 دولة ومنطقة، بما في ذلك كازاخستان.

كما ترجمت سلسلة “الباندا فانفير” إلى 11 لغة في 15 دولة ومنطقة من آسيا وأفريقيا وأوروبا.

وفي معرض حديثه عن النجاح الذي حققته شركته في الخارج، يقول وو: “أولاً، يجب أن تكون الأعمال جيدة، إلى جانب فريق ذي خبرة ويعرف الأسواق الدولية.”

يقول تشن بويان، المؤسس والمدير التنفيذي لاستوديو “بوه يان بيكتشيرس” للرسوم المتحركة في بكين، أنه يجد بأن الجمهور الأجنبي حريص على معرفة المزيد عن الصين. ويضيف إن القصص التي لديها علاقة بتاريخ وثقافة الصين تتمتع بجاذبية عالية للأجانب. كما أن الأعمال ذات الجودة العالية يمكن أن تتجاوز الحدود.

أما ليو جي جيانغ، منتج فيلم “القرد الملك”، فيقول: “قبل النجاح المحلّي، قمنا بالترويج للفيلم في المعارض الأجنبية، لكن قليل منهم من كان مهتما”.

غير أن إيرادات شباك التذاكر في السوق المحلية، التي بلغت 960 مليون يوان قد أثارت إعجاب المشترين الأجانب، وهو ما ساعد الفيلم على الدخول إلى الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة واليابان. ويعتقد ليو بأن فيلم “القرد الملك” قد أسهم في تحسين سمعة أعمال الإنيمي الصينية في الخارج.

وفي حديثه عن المستقبل، يقول ليو، وهو أيضا مدير مركز أبحاث صناعة الأفلام والرسوم المتحركة في أكاديمية الصين للفنون: “الرسوم المتحركة الصينية يجب أن تطرق أبواب الأسواق الخارجية أولا، ثم توسع نفوذها شيئا فشيئا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.