موقع متخصص بالشؤون الصينية

الإشتراكية الصينية وأجواء عيد الفطر

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع شياع*:

لا تختلف أجواء عيد الفطر المبارك في جمهورية الصين الشعبية كثيراً عن أجوائه في الدول العربية والإسلامية. ففي الصين أولت الحكومة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، وعلى رأسها الرفيق شي جين بينغ، اهتماماً كبيراً لمسلمي الصين، ويأتي ترتيبهم بالمرتبة الثانية بعد الديانة البوذية، حيث لم تميّز الدولة الصينية بين دين وآخر، بل اعتبرتها فسيفساء جميلة، تفاخر بها الصين في إطار مبادىء الحريات الشخصية التي تصونها قانوناً، ومن منطلق الاستمساك بضمانات حقوق الاعتقاد بالديانة التي يراها المرء مناسبة له، وبما يتلاءم وتصوراته عن العالم و الحياة.

تهتم الاشتراكية الصينية في العصر الجديد، التي يختطها الرفيق “شي”، بالقوميات والديانات المختلفة في الصين، ومنها الأقليات القومية التي تدين بالاسلام، لذلك منحتهم حقوقاً متقدمة، وهو ما يدحض الأصوات الناشزة والمعادية للصين التي ما زالت تحرّف الواقع بما يتصل بحرية وحقوق المسلمين، في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني، الذي لم يتبّن يوماً ومنذ تأسيسه منهجاً مختلفاً عن الحالي، لذلك كانت الإدارات الصينية المحلية تتمتع بالحرية في اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة، في مختلف المناحي، ومنها منحى العلاقة مع الأديان والمتدينين ومتطلباتهم اليومية والإدارية والدينية.

ومن الحقوق المهمة التي يتمتع بها مسلمو الصين، ولا يُشير إليها الإعلام المُبغض للصين، عدد من الامتيازات التي منها تمتع المسلمين بإجازات الأعياد، وتلقي رواتبهم كاملة برغم تغيّبهم عن العمل خلالها، والإنجاب بدون مُحدّدات كالتي تلزم قومية “هان” – الأكبر عدداً في الصين.

في أول أيام عيد  الفطر المبارك، يتوجّه الملايين من المسلمين الصينيين إلى المساجد المنتشرة في الصين، لأداء صلاة العيد، كما هو الحال في جميع الدول الاسلامية، وللاستماع لخطبة إمام المسجد، التي يتطرق فيها لمواضيع مختلفة وإرشادية، وتأتي الخطبة باللغتين الصينية والعربية في معظم الأحيان .

وبعد الانتهاء من الخطبة، يتبادل المسلمون التهاني بهذه المناسبة، ويزورون الأهل والأقارب والأصدقاء، حيث تُقدّم المشروبات والحلويات للزائرين المهنئين والمباركين بهذه المناسبة، كما يتناول الحضور الأطعمة الشهية المحلية، وهي متعددة، وبعضها يتم إعداده من اللحوم والفطائر التي تُحضّر عشية العيد للضيوف، وهذه العادة تنم عن كرم الضيافة، ورفعة الأخلاق، طيبة التعامل وحسن الاستقبال .

وبشأن شراء الملابس الجديدة في العيد للأطفال والكبار، وغالباً هي زاهية الألوان، فهي من العادات التي يتّبعها المسلمون الصينيون في العيد، وبخاصة لإضافة مشاعر من البهجة والسرور على عائلاتهم ولإعطاء أجواء مميزة للعيد.

وتختلف الاحتفالات والممارسات في الصين الشعبية بالعيد باختلاف المناطق التي يتواجد فيها المسلمين المتوزعين على عشر قوميات هي (هوى / ويغور / قوزاق / قيرغيز / تتار / أُوزبيك / طاجيك / دونغشيانغ / سالار وياوآن)، ولكنهم يتوحّدون في صلاة العيد، وفي الاستماع إلى خطبة العيد في كل المساجد المنشرة في ربوع جمهورية الصين الشعبية الحليفة .

*بهاء مانع شياع:  رئيس (المجموعة الرئاسية العراقية الاولى – الأول من أُكتوبر-2016 الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية) للفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) الصين، ورئيس منتديات مستمعي الاذاعة الصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر صحفي في جريدة الاضواء المستقلة ووكالة الاضواء الاخبارية، وعضو في نقابة الصحفيين العراقيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.