موقع متخصص بالشؤون الصينية

“الصّين اليَوم”.. ذِكريات وشُكر

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
الأكاديمي مَروان سوُداح*:

كان نشر مقالتي عن زيارة وفد (الإتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء “وحُلفاء” الصين)، في العدد مايو/ أيار 2018م في مجلة “الصين اليوم”، حَدثاً مُتميّزاً لجهة تكريس الفكرة الرئيسة التي تُحرِّك (الإتحاد الدولي) وتدفع أنشطته متواصلة الى الأمام، والفكرة هي باختصار (التحالف الإستراتيجي العربي – الصيني)، الذي غدا الأكثر ألقاً وجذباً وإثماراً على أرض الواقع.

إلى ذلك، كانت مُبادرة هذه المجلة العريقة إلى نشر المقالة بقلمي، إشارة واضحة لتكريم جميع أصدقاء وحُلفاء الصين في مختلف أرجاء العالم العربي، ذلك أن هؤلاء يَحملون هذا المبدأ وهذا الهَم عن قناعة فأصبحوا “جَمال المَحَامِل” يحملونه على أكتافهم وأكفّهم. ويَعني ذلك أيضاً، احترام الصين رئيساً وقيادة ودولة وشعباً لجهودهم وأنشطتهم المبدئية اليومية والدؤوبة في هذا الإتجاه، والتي بدأت تُثمر في العالم العربي بعد سنوات طويلة من دعوتنا المُثابرة إليها، بفضل جهودنا الجماعية المَبذولة يوماً بعد يوم، وسنةً بعد أخرى، وعقد بعد آخر.

قصتي طويلة وممتعة مع مجلة “الصين اليوم”، التي بدأت أقرأها منذ طفولتي، وتعود إلى نحو نصف قرن، حيث كنت أبتاعها من مكتبة تقع بالقرب من منزلي، إسمها مكتبة الرينبو، لصالحبها أنذاك جورج عكاوي  (أبو إلياس). آنذاك، كان أبو إلياس يبيع مجلات “الصين اليوم” قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاردن والصين بنحو عقد من الزمن، فسبق بذلك الجميع بإقامة هذه العلاقات في مجال إعلامي وثقافي. وكنت حينها، وإلى جانبي كان الأخ (المهندس) فاروق خوري، أبتاع هذه المجلة من جورج عكاوي – أبو إلياس، بقروشي القليلة التي كانت مصرفي الشهري الذي كنت أتسلّمه من والدي المرحوم موسى، ووالدتي سعاد دبدوب، وبذلك لم يكن يبقى في جيبي نقود للتوجه الى المدرسة والعودة منها الى البيت بتاكسي أو بحافلة عامة، فكان “المشي حليفي”، وكانت رياضة لا بد منها يومياً مقابل نيل جزء من ثقافة الصين، البعيدة جغرافياً عنا، لكنها قريبة جداً من خلال مجلة “الصين اليوم”.

منذ سنوات وسنوات تستمر مجلة “الصين اليوم” بنشر مقالات أعضاء (الإتحاد الدولي)، على صفحاتها الورقية أولاً، وعلى مواقعها الشبكية ثانياً، وهو بحدِ ذاته تأكيد على التوجّه الحزبي والحكومي والإعلامي والشعبي الصيني، لتكريم اتحادنا الدولي برمّته، هيئاتٍ وقياداتٍ وأعضاءً وتوجهاً وفكراً وتحالفاً وصداقةً. فلم يسبق للصين، كما أعلم من خلال تاريخي الطويل معها، أن كرّمت جهة أجنبية ما، كما تقوم اليوم بتكريم اتحادنا الدولي والحدب عليه، وتعاطفها معها ومع قضيته، لإعجابها بتوجهاته الموضوعية وتثمينها، ولجهوده المُخلصة والمُستقيمة في بناء طريق الألف ميل العالمي للصداقة والتحالف الحقيقي والأخوي والرفاقي مع الصين، في إطار معادلتي “الكسب المشترك” و (رابح – رابح)، ليَعم الخير الجميع ويَشمل كل الأُمم والشعوب صغيرها قبل كبيرها.

تُعتبر مجلة “الصين اليوم” صرحاً إعلامياً متميزاً ومرموقاً، وهو يحمل خبرات مهنية تاريخية طويلة، فقد صدرت المجلة سنة 1952، وتطبع الآن ورقياً بسبع لغات بينها العربية، وتنشر المجلة على مواقعها بالإنترنت مقالاتها وأخبارها وتحقيقاتها بست لغات من بينها العربية، وكانت المجلة قد تأسست على يد السيدة سونغ تشين لينغ (1893 – 1981)، عقيلة سون يات صن. وتطبع المجلة في عدة بلدان منها مصر والولايات المتحدة الأمريكية، بينما كانت الجهة التي رعت تأسيسها “جمعية الرعاية الاجتماعية الصينية”، ويقع المكتب الرئيس في بيجين، بينما مكتبها الإقليمي يقوم في القاهرة.

وفي تكريم المجلة، فقد سبق وأن احتفلنا في حفل مهيب في الاردن، في عام 2014، بالذكرى الخمسين لصدور العدد الأول من الطبعة العربية من المجلة، وكان نظّمه الاتحاد الدولي، وآنذاك أعلن الرفيق “هو باو مين” مدير عام دار المجلة في الصين، والذي حضر خصيصاً إلى الأردن للمشاركة في الاحتفال، عن “قرار الصين بتعيين الزميل مروان سوداح رئيساً على أول منتدى لقراء وأصدقاء المجلة بالأردن”، وأشاد بجميع أصدقاء الصين في الأردن، وأشار إلى أن المنتدى والاتحاد الدولي “يُعبّران عن نموذج رائع وعملي للدبلوماسية الشعبية التي باتت تلعب دوراً بالغ الأهمية في التقريب بين الأمتين العربية والصينية”، وأثنى على أجواء الانفتاح وحرية الكلمة والإعلام والصداقة التي تربط الأردن بالصين رسمياً وشعبياً.

ولفت الرفيق “هو باو مين” في الحفل، إلى أن وفد المجلة يزور الأردن “للتعبير أولاً عن الشكر والامتنان لأصدقاء الصين في الاردن، وهم كثيرون، فهؤلاء الأصدقاء يُجسّدون أسمى معاني التسامي ونكران الذات، وهم يعملون لتوطيد العلاقات الصينية – الأردنية والصينية – العربية بشكل عام”. واستطرد، “إننا نتابع نشاطاتكم ونقدّر جهودكم المخلصة، ومن هنا فقد أتينا إليكم لنعلن، ثانياً، عن تدشين منتدى قراء ((الصين اليوم)) في المملكة الأردنية الهاشمية برئاسة الصديق الكريم مروان سُوداح، من أجل تعزيز أواصر التواصل بيننا ولخدمة أهدافنا الإنسانية النبيلة التي تجمعنا”.

وبيّن الرفيق باو مين، إن بينكم أصدقاءً نلتقي بهم لأول مرة ولكننا نعرفهم من خلال كتاباتهم ونشاطاتهم المتنوعة التي تساهم مساهمة بالغة في تعزيز العلاقات الصينية – العربية، وتعد نموذجاً رائعاً للدبلوماسية الشعبية التي باتت تلعب دوراً بالغ الأهمية في التقريب بين أبناء الصين والدول العربية، في ظل الانتشار الواسع لوسائط التواصل الاجتماعي الإلكترونية. ومن هنا، فإن أهدافكم تلتقي مع رسالة مجلة ((الصين اليوم)) بعامها الخمسين على صدور طبعتها العربية. وشكر الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين” على مختلف جهوده المبدئية المبذولة للصداقة والتحالف مع الصين. كما استمعنا من الزميل باو مين لشرح عن المجلة تاريخياً، وقال: لقد استطاعت ((الصين اليوم)) بالعربية خلال الخمسين عاماً الفائتة، أن تؤكد نفسها كأحد الجسور الفاعلة في تعميق الصداقة الصينية- العربية. وما زالت ((الصين اليوم)) تواصل هذا الدور برغم التحديات الجمّة التي تواجهها وسائل الإعلام الورقية، وذلك من خلال تطوير أدوات تواصل تتناسب مع العصر وتقديم مُنتَج إعلامي متميز يجعلها دائما فريدة في مضمونها ويحفظ لها قسماتها الخاصة.

وألقى المستشار السياسي لسفارة جمهورية الصين الشعبية بالاردن، ليو شين شيان، كلمة مُعبِّرة عن العلاقات الأردنية الصينية في شقيها الرسمي والشعبي، واستعرض النجاحات التي حققتها، ومعانيها السامية، والمحبة التي يشعر بها الشعب الصيني تجاه الشعب الأردني، والصداقة الوطيدة التي تربط الجانبين. وأسهب المستشار الإعلامي في سفارة جمهورية مصر العربية بالأردن أنذاك، أشرف كيلاني، في تناوله قضايا العلاقات الثنائية العربية الصينية ومعانيها.

ومن لطائف مجلة “الصين اليوم”، أنها شاملة لمختلف المواضيع، وتنشر المقالات التي تجد اهتماماً من القرّاء من مختلف الأعمار، وتنشر أسماءهم ومقالاتهم، وتجتذبهم بعدة طرق منها المسابقات مقابل جوائز قيّمة، وصفحات للرياضة والفكر والحِكمة والترفيه بكل أشكاله المُحرّكة للعَقل، كما وتنشر الدعايات التجارية للشركات والمصانع الصينية لربطها بمثيلاتها العربية والمستوردين العرب، كما وتعلن عن كل ما يتصل بالصناعة والتجارة والتبادلات وفي صدارتها الثقافية والإنسانية والسياحية، زد على ذلك كله تتطرق المجلة إلى مختلف الدول والشعوب التي ترتبط بعلاقات صداقة مع الصين، وتزور إدارتها هذه الدول لتعزيز هذه الصداقة، كون المجلة سفيراً قديماً ومتجوّلاً للصين في العالم، وتهدف الى تجسير الصِّلات الإنسانية والتناغم العالمي وتوحيد العقول حول رسالة سلمية ونافعة ورابحة للجميع بدون أي استثناءات.

شكراً لمجلة “الصين اليوم” ممثلة بمديرها العام  الرفيق هو باو مين،  ونائب رئيس التحرير الرفيقة تشانغ جيوان، ونائب مدير دار المجلة جيا تشون مينغ ولنواب رئيس التحرير فو تشي بين و حسن وانغ ماو هو، ومساعد رئيس التحرير لي وو تشي؛ ورئيسة تحرير الطبعة العربية ما جيا،  ولنائبي رئيسة التحرير حسين إسماعيل، وتشانغ يا مينغ،  ومساعدة رئيسة التحرير لي بنغ، ولمختلف المحررين والفنيين لكل ما يبذلونه من جهد موصول عبر السنين وعشرات السنين، لتقديم المجلة على أحسن صورة وهيئة، وللإبقاء عليها سفيراً دولياً ومتجولاً وتاريخياً متالقاً للصين في العالم العربي وفي كل العالم، وللعناية بمقالات قيادات وكوادر الإتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وُحلفاء) الصين.

*رئيس الإتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العَرب أصدقاء “وحُلفاء” الصين – الأُردن.

التعليقات مغلقة.