موقع متخصص بالشؤون الصينية

زيارة الصين حلم يتحقق (2).. “مرحبا بكين”

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
مراد بن عيسى

كانت أيامي الأولى في العاصمة الصينية بكين، من شهر مايو (أيار) سنة 2013، شبيهة بزخات المطر أو نسمات هواء عليل ، دغدغت كياني وحرّكت مشاعري وأحاسيسي، لكنها مرّت بسرعة، و يا ليتها لم تمر، فكنت مثل ذاك الطفل الصغير المُنبهر بما يراه من حوله، ويتأمل في كل شيء وفي جميع الاتجاهات.

وكم كنت محظوظاً حيث وبلا  فخر تم تعييني من طرف مسئولي الدورة التكوينية في الصين: المُمثَّل الرئيسي للمجموعة كاملة، بالرغم من أننا كنا 13 متربصاً، قدموا من 7 دول عربية، ونلت هذا الشرف، فكانت تجربة رائعة بالنسبة لي، تجربة جميلة ومثيرة عشتها  في الصين خلال شهرين كاملين، حيث كنت جزءاً من انضباط المجموعة وطرفاً فعّالاً في البرمجة وتجسيد البرنامج المسطر، وكنت همزة وصل ومُنسِّقاً فعالاً بين الإدارة الصينية المسئولة عن الدورة التدريبية (التربص) ورفاقي الإخوة العرب المشاركين معي في هذه الدورة الهامة، فمارست مهمتي بمتعة وسعادة ونجحت في ذلك بامتياز وبشهادة الجميع، خاصة الإدارة الصينية التي تقدّس التحلي بروح المسؤولية والانضباط  في العمل والالتزام بالنصائح والتوجيهات، إنها الصفات الجيدة التي يتميز بها الشعب الصيني الصديق، مما جعل الصين دولة متقدمة ومتطورة.

كانت دائما تراودني أفكار وأسئلة  كثيرة: ترى ما السر وما السياسة والطريقة المنتهجة في قيادة شعب ودولة بهذا الحجم بهذه الحكمة والنوعية، دون شك الحزب الشيوعي الصيني الحاكم له الدور الكبير، خاصة أن أمينه العام هو رئيس جمهورية الصين الشعبية الرفيق شي جين بينغ، وتمنيت أن أقابل سعادة الرئيس الصيني الرفيق ” شي” لا لشيء، إلا لأشكره وأعبر عن انبهاري بشخصيته الفذة، التي  نجحت وبامتياز في نقل هذا البلد العظيم نقلة نوعية، و قيادته الرشيدة في تطوير وترقية شتى مجالات الحياة اقتصادياً واجتماعياً ، وجعلته في مصاف الدول المتقدمة.

لقد كان عدم التحاق كل المشاركين من باقي الدول  في الموعد المُحدّد فرصة لتكون أيامي الأولى سياحية، للتعرف على بعض المعالم الرائعة في العاصمة الصينية بكين، حيث زرت فيها المعبد السماوي وهو معلم من التراث العالمي التاريخي. إنه تحفة معمارية غاية في الروعة، وهو عبارة عن مجموعة من البنايات في شكل هندسي متميز ومساحة جغرافية هائلة، و التجول في أرجائه يحكي حكاية شعب عظيم، وبناؤه الذي لا يزال في حالة جيدة رغم قدم إنشائه، يدلّ على تاريخ بلد عظيم اسمه الصين، فيه حركة كبيرة لقوافل سياحية من كل مكان، ورحلات مدرسية، وكان المرافق الصيني لنا المدعو “يانغ” صديق العرب، وكان يحبذ أن  نناديه بإسمه العربي”لبيب” يشرح ويقف عند كل كبيرة وصغيرة في هذا المعلم التاريخي المتناغم.

في اليوم الموالي زرنا تحفة معمارية أقل ما يُقال عنها أنها من الأحجار الكريمة النادرة، وهي الملعب الوطني العش الطائر. عجز لساني عن التعبير وأنا اقترب شيئاً فشيئاً من هذا الإنجاز العظيم.. منشأة رياضية تأسست بأنامل صينية ضخمة وبمواصفات حديثة وعصرية.

أما ثالث يوم فقد أمضيناه في مدينة الفن في بكين “منطقة الفنون 798 ” هكذا كان إسمها تاريخياً، هي منطقة كلها مصانع ومنشآت اقتصادية،  لكنها اليوم منطقة تعج بالحركة والحيوية والنشاط، فهي نسيج متناغم يجمع  بين التراث التقليدي والعصري الحديث، ومزيج  بين الفن والتجارة. بصراحة كل شيء رائع وجميل بفضل سواعد المواطنين الصينيين المخلصين لبلدهم، والحريصين على أن تكون الصين الأفضل والأجمل والأنجح  في شتى المجالات، وهذا ما تعمل من أجله الدولة الصينية بتوجيه وتسيير أمثل للرجل الأول في البلاد الرئيس الرفيق شي جين بينغ الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني.

وفي اليوم الرابع والذي صادف يوم الجمعة ذهبنا إلى المسجد للسياحة والصلاة  بمسجد “نيوجيه”، الذي يعتبر واحداً من أقدم المساجد في بكين وجمهورية الصين الشعبية، وتقول الروايات التاريخية إن هدا المسجد بناه سنة 996م أحد العرب المسلمين، إسمه ناصر الدين في الناحية الجنوبية من بكين، حيث يُحكى أنه جاء إلى الصين رفقة أخويه وأبيه ، حيث أحد أخويه إسمه سعد الدين، بنى مسجداً آخراً في دونغقوه الناحية الشرقية من بكين.

في مسجد “نيوجيه” تبادلنا أطراف الحديث مع القائمين عليه وتجولنا في المعرض الإسلامي  به، كما كنا محظوظين بأداء صلاة الجمعة في هدا المعلم التاريخي والإسلامي العريق.

كنت دائماً سعيداً وأنا أدرس وأقرأ عن حضارة جمهورية الصين وتاريخ الفن فيها ، وزادت سعادتي وإعجابي عندما شهدت عن قرب هذه الحضارة، وهذا الشعب العظيم الذي صنعها، فحقاً تستحق الإعجاب والإشادة والتنويه.

كانت هذه الأيام الأربعة الأولى لي في بكين العاصمة الصين الجذابة، مرت بسرعة كنسيم عليل، فهي تجربة متميزة عايشتها قبل بداية الدراسة في الدورة التدريبية المقررة لنا بالصين لمدة شهرين متتاليين، وسوف أترك الحديث عن أجواء الدراسة والتدريب في المعاهد الصينية الراقية إلى مقالات قادمة.

–  يُتبع الجزء الثالث…

*#مراد_بن_عيسى: نائب رئيس المجموعة الرئاسية الاتحادية لفرع #الجزائر للإتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين  والكتّاب العرب أصدقاء الصين، ورئيس مصلحة النشاط الثقافي بدار الثقافة لولاية ورقلة (الجزائر)، وعضو رابطة أصدقاء #الصين في الجزائر ونوادي قراء مجلة “الصين اليوم” وأصدقاء إذاعة الصين الدوليةCRI، ومتابعي الفضائية الصينية العربيةCGTN.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.