موقع متخصص بالشؤون الصينية

العالم بنكهة صينية

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
الدكتور سمير حمدان*

يَستغرب الكثيرون ممن لا يعرفون الثقافة والحضارة الصينية ما وصلت إليه الصين في عُمر جيل من البشر. هذه القارة العملاقة مساحةً وسكاناً ضربت جذورها عبر التاريخ والزمن، وكانت لديها القدرة دوماً على النهوض دون أن يترك الانحناء ندوباً في ظهرها.

عرفت الصين في العصر الحديث الاستعمار البريطاني والاستعمار الياباني، وكان البريطاني أكثر ضراوة ووقاحة فيما سمُيّ بحرب الأفيون. وفي مطلع الخمسينات اجتمع ثلّة من شباب الصين، وهم نواة الحزب الشيوعي الصيني، بزعامة الرفيق ماوتسي تونغ، وما هي إلا سنوات معدودة وإذا بالحزب يصبح قائداً للدولة، حيث خرجت الصين من حقبة الاستعمار والتخلّف إلى فضاء جديد. أنجزت مرحلة التحرير والثورة الوطنية وتدعيم الاستقلال، ولكن التحديات الكبرى بقيت ماثلة مُتمثلة في نمط زراعي قديم، وبداية نهضة صناعية وبُنى تحتية تحتاج للتطوير، ونِسب فقر.

واليوم والصين تحتفل بعيد ميلاد قائدها الشجاع، شي جين بينغ، تقف على أعتاب مرحلة جديدة يمكن أن نطلق عليها “العالم الصيني الجديد”، أو “العالم بنكهة صينية”.

لا يمكن تصوّر عَظمة الصين بدون التّماس مع واقعها. وقد أتيحت لي الفرصة لزيارة الصين مع ثلة من الرفاق أعضاء الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلامييين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين، لمدة عشرة أيام. ما أن وطأت أقدامنا أرض مطار بكين العِملاق وإذا برائحة التنين تزين جو المكان. بلد غاية في النظافة، طرق حديثة وعملاقة، وسائط نقل حديثة ومن كل الانواع، أبنية سكنية عملاقة وجميلة، مدارس وجامعات وأسواق ومصانع وأبراج وطبيعة خلابة تسلب النظر والخضرة سيدة المكان.

الصين الحديثة بقيادتها الشجاعة أوجدت نمطها الاشتراكي وحرية السوق، زاوجت بين متطلبات التقدم والانخراط في السوق العالمي ورعاية المواطن الصيني محور التنمية. لم يعد يساور المواطن الصيني أي قلق في ظل نظام اشتراكي يكفل له كل متطلبات الحياة من مسكن وصحة وتعليم ووسائط نقل ودور رعاية للمسنين ونظام تقاعد يصون كبر الإنسان وحدائق ومكتبات وأماكن ترفيه تُسعد الجانب الروحي الإنساني. ما حدث في الصين في سبعين عام معجزة ستظل موضع دراسة لصنّاع السياسة والاقتصاد والاجتماع.

أما في المجال الدولي والعلاقة مع الشعوب فقد انتهجت سياسة الاحترام المتبادل وتبادل المنافع، وهكذا عُرفت الصين في العالم الحديث بمنتجات شعبها المكافح. مَن يتصوّر أن الصين على سبيل المثال أكبر دائن للولايات المتحدة الامريكية ؟. ولعل هذا التمدّد هو ما بدأ يُثير الخوف والرعب لدى مؤسسات وبيوتات المال العالمية، والتي بدأت في الحقبة الترامبية بسياسات تعتقد أنها قادرة على كبح جماح المارد الصيني. إن ما يجري قفزات في الهواء ستُلحق الضرر البالغ بأصحابها كالدب الذي حاول قتل الذباب بذيل!

*الدكتور #سمير_حمدان: النائب الثاني لرئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحلفاء) #الصين ورئيس فرع فلسطين للاتحاد الدولي (الضفة الغربية وغزة)، وصديق قديم للصين و روسيا، وعضو عامل في قيادة #الاتحاد الإلكتروني الدولي للصحفيين والإعلاميين و الكتَّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين و #رابطة القلميين الإلكترونية مُحبي #بوتين وحلفاء #روسيّه للاردن والعالم العربي؛ وناشط اجتماعي وثقافي، ومتخصص بارز باللغة الانجليزية وعلومها – الاردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.