موقع متخصص بالشؤون الصينية

منتدى بكين بين الأردن والصين

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
فادي زواد السمردلي
*

رعاية رئيس جمهورية الصين الشعبية، الصديق شي جين بينغ، لمنتدى التعاون العربي الصيني والذي كان تأسس في عام 2004، وإلقاؤه الكلمة الافتتاحية في الدورة الثامنة له المعقودة قبل أيام قليلة، شكلت إطاراً جديداً وشاملاً للتعاون العربي الصيني، وليُعطي مؤشراً هاماً في كل الاتجاهات لتطوّر العلاقات العربية الصينية، وتعزيز مفهومها في كافة المجالات، وبخاصة الاقتصادية والسياسية والثقافية منها.

خطاب الرئيس توجّه لناحية تقوية أركان المنتدى المذكور بتأكيداته السياسية واقتراحاته المادية التفعيلية، والتي تتمثّل في شكل قروض أو مشاريع، تقيمها الصين على مراحل، لتعميق مسيرة الصين والعرب الى التعاون الفعّال.

وقد أكد الرئيس شي في كلمته، على ضرورة تعزيز مبدأ المشاركة والثقة، وتشعّب سُبل التواصل لتحقيق النهضة المأمولة، فالعرب هم من المشاركين في تأسيس حضارة طريق الحرير الأول في التاريخ، والعرب هم كذلك الشركاء الطبيعيون لبناء الحزام والطريق، لهذا فقد أصبح هذا التاريخ المجيد وهذه الأعمال الأساس في العلاقات العربية الصينية.

كما حث الرئيس شي على تطوير التعاون في العديد من المجالات المتجددة، مثلاً في مجال الفضاء وتكنولوجيا الأقمار الصناعية، والتعاون في مجال الطاقة والتنقيب عن النفط والغاز والتعدين، والإستخدام السلمي للطاقة النووية. وهنا نلمس تواصلية واستمرارية الجهود الصينية العربية، التي لا زالت تعمل لتعزيز الشراكة، ولمواءمة الخطط والمشاريع التنموية والتعاون في مختلف المجالات لتحقيق التقدم النهضوي، ولذلك فقد تم التوقيع صينياً على العديد من الوثائق مع الدول العربية وبضمنها الاردن الذي شارك بفعالية في الاجتماع الوزاري للمنتدى، وبقصد التشارك الفعّال في بناء مشروع (الحزام والطريق) العالمي.

ومن أشكال التعاون بين الاردن والصين، كما سبق وأشار السيد بان وي فانغ سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الاردنية الهاشمية، في مؤتمر صحفي عقده في السفارة الصينية بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة لهذا المنتدى الدولي، مشاريع صينية ضخمة، تم إنجازها أو في العمل على إنجازها، ومساعدات مالية لشؤون أردنية داخلية شتى..

ويُستشف من نجاح العلاقات الأردنية الصينية على مختلف المستويات، وجود توافق سياسي جاد بين الطرفين، يتمثل في تطابق وجهات النظر في القضايا المفصلية. فمواقف الصين ثابتة ولم تتغير وهي تدعم السيادة والاستقلالية للدول العربية ولا تتدخل أبداً في شؤونها، وكذلك الأمر دعمها للحق الفلسطيني المُستند للشرعية الدولية والقانون الدولي، بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وتطبيق حل الدولتين، استناداً لقرارات الامم المتحدة، باعتباره الحل الوحيد لإقامة فلسطين المستقلة.

بالمِقابل، فإن ركيزة السياسة العربية تجاه الصين هي دعم مبدأ “صين واحدة”، وهو المَبدأ الذي يتوافق مع الرؤية الاردنية والعربية الصينية، سيّما بعِدم السماح لجزيرة تايوان بالإنفصال عن الوطن الأُم – جمهورية الصين الشعبية.

من خلال لقائنا في المؤتمر الصحفي مع سعادة السفير الصيني في الاردن، استمعنا إلى حديثه عن اهتمام الصين بالاستثمار في الأردن وتفعيل الشراكة الاستراتيجية الصينية الاردنية، والتي أعلن عنها جلالة الملك عبداللة الثاني بن الحسين وفخامة الرئيس شي جين بينغ عام في أيلول سبتمبر 2015، واستمعنا من السفير إلى حديث مسهب عن مميزات الاستثمار في الاردن، وإشارته الى أن بلاده الصديقة هي أكبر مستثمر في الأردن، بالإضافة إلى مساهماتها في تقديم مساعدات إنسانية للاجئين السوريين.

كما أكد السفير التزام الصين بتقديم منح للأردن في عملية تمويل وتنفيذ المشاريع التنموية، ومنحة للمرحلة الثانية لمشروع تطوير وتوسيع شبكة تزويد المياه في مدينة الرصيفة الذي يستفيد منه   300 ألف شخص، كذلك مشروع توسعة طريق السلط العارضة، وتوفير أجهزة فحص جمركية، ومعدات للدفاع المدني، وقطع غيار أجهزة مياه وري، وكذلك مشروع نظام كاميرات لقوى الأمن العام، وغيرها الكثير من المشاريع الحيوية التي تعني شيئاً واحداً هو الأهم: أن علاقاتنا بالصين الآن هي إستراتيجية وعميقة ونافعة في مختلف الاتجاهات، وستكون أفضل وأكثر إثماراً من واقعها الحالي في قابل الأيام والسنين بفضل جهود البلدين لتنميتها بإتساع مضطرد.

 #فادي_زواد_السمردلي: ناشط إجتماعي وسياسي وعضو في الهيئة الاردنية للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.