موقع متخصص بالشؤون الصينية

سورية والصين والدورة الثامنة

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
محمد سعيد طوغلي*:

استضافت بكين الدورة الثامنة لمنتدى التعاون العربي الصيني في نهاية الثلث الأول من الشهر الحالي (يوليو2018م)، بمشاركة عربية واسعة على المستوى الوزاري، وترأسها رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، وحضرها أمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح، وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى 21 وزيراً عربياً.

هذا الحشد الصيني والعربي الكبير في الدورة يرتدي مَعنىً عميقاً في السبيل القويم للعلاقات السورية والعربية الصينية، إذ أن فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، أعلن عن بدء الدورة بكلمة مفتاحية “شبه نارية” كما وصفها الباحث السياسي والكاتب الصحافي الأستاذ مروان سوداح رئيس “الاتحاد الدولي”. الرئيس “شي” تطرّق في خطابه التاريخي إلى الشأن السوري وإعادة الإعمار، وأعلن عن أن بلاده ستقدّم نحو مئة مليون دولار لسورية والأردن واليمن وفلسطين، على شكل مساعدات إنسانية.

التبرع الصيني ليس بالمظهر الجديد، ولا هو نقلة صينية نوعية، إذ أن الصين كانت وما زالت تقدم المساعدات الملموسة لمختلف الدول العربية وللشعب الفلسطيني. وعلى سبيل المِثال، قدّمت الحكومة الصينية أشكالاً متعددة من المساعدات والدعم لبلدي العزيز سورية.  فمنذ بداية العام الحالي، وقّع الجانبان عدداً من إتفاقيات المساعدات بقيمة 340 مليون يوان، وتشمل كذلك حقول عدّة منها المعونة الغذائية/ والتجهيزات الكهربائية/ والنقل العام والجمارك.

وعلى صعيد إعداد الكوادر الوطنية، وهو ما تحتاجه سورية بصورة مُلحّة في هذا الوقت بالذات، حين يستهدف الإرهابيون مختلف الكوادر الوطنية بخناجرهم وطعناتهم في ظهور الوطن وأبنائه، فقد استقبلت الحكومة الصينية العشرات من الممنوحين السوريين للدراسية العليا في بلاد “شي” الحليفة، كما ووجّهت دعوات تدريبية الى ترابها الوطني لأكثر من 200 مواطن سوري، بهدف رفع شأن ومستوى كوادرنا الوطنية السورية في مختلف المجالات.

إن كلاً من البلدين سورية والصين مهد للحضارة القديمة في العالم، وقد دشّن طريق الحرير القديم واستخدم جسراً مباشراً للصداقة والتعاون بين البلدين. ولإحياء هذا الطريق، أطلقت الصين مشروع الحزام والطريق الذي يُجسّد الرؤيا الصينية لتغيير وجه آسيا، ولنقلها إلى عصر الحَداثة والعلوم والتقنيات. وخلال وبعد الملتقى السابع للتعاون العربي الصيني، شهد الواقع السوري حِراكاً هائلاً للشركات الصينية، وشكل هذا اهتماماً كبيراً للسوق السورية، حيث قامت العشرات من الشركات الصينية بزيارات ميدانية لإجراء المفاوضات مع الجانب السوري في مناحي الطاقة والكهرباء ومواد البناء، كما وتم تجميع وتسويق العديد من العلامات التجارية الصينية بخاصة للسيارات، وهذا يدل على ثقة الشركات الصينية بالسوق السورية.

ومن الجدير ذكره والتذكير به، أن حجم التبادل التجاري بين سورية والصين بلغ مع نهاية عام 2008 حوالي2.27 مليار دولار، وفي الفترة الممتدة بين عامي 2010 و 2012 التي شهدت بدايات الأزمة السورية، بلغت3.5 مليار دولار،  واليوم وبعد انتهاء الملتقى التعاوني الصيني العربي الثامن، نُشدّد على التمسّك بمبادرة الحزام والطريق، ورفع مستوى التفاهم والتكاتف وتعزيز الخبرات وتطوير العلاقة نوعياً بين بلدينا، في مختلف الفضاءات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية، لنجسّد بالتالي روح الصداقة الحقيقية التي تعتمل في صدورنا وتتأجج تجاه أصدقاءنا الصينيين.

كما ونثمن عالياً دور الصين قائداً ودولة ونظاماً وشعباً لمواقفها السياسية اتجاه الأزمة السورية، ووقوفها الى جانب الشعب السوري، وتوجُهِهَا الرائد في الأمم المتحدة من بلادنا وشعبنا، وأهمية دورها على الساحة السياسية والدولية في مكافحة الإرهاب الفالت من عقاله، وللتخفيف من معاناة شعبنا السوري، ومد يد العون إليه من خلال مساعداتها الإنسانية المتواصلة له، والتي ساهمت بشد أزره الى مزيد من الصمود بوجه الإرهاب الدولي، الذي هو نفسه بجوهره وشكله الارهاب الذي يُحاول الإعتداء على الصين بين حين وآخر.

ونحن لن ننسى ما قاله القائد “شي”: ((إننا سنشارك في إعمار سورية دون أية شروط)). وهذا يدل على حرص الصين كل الحرص على حليفتها سورية، التي عانت من ويلات الإرهاب،  كما لن ننسى أن الصين فتحت أبوابها على مصاريعها في وقت أزمة ألمّت ببلادنا، حين أغلقت الكثير من الدول أبوابها بوجوهنا نحن الدولة والشعب السوريين. وإن ما قدمته الصين لشعبي السوري البطل لم تقدّمه معظم دول العالم، ومِن بينهم “الأشقاء”،  فألف ألف شكر للصين الحليفة، وألف ألف شكر بخاصة للقائد العظيم الرفيق شي جين بينغ، لنهجه السياسي والاقتصادي الثابت والذي يدعو للفخار.

#محمد_سعيد_طوغلي: عضو مُرشح في هيئة الإتحاد الدّولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين في سورية، وسفير سلام ورئيس المكتب الإعلامي لمنظمة HWPLالعالمية، وعضو في إتحاد الإعلاميين العرب، ورئيس تحرير، وإعلامي وصحافي سوري ودولي، وأُستاذ صحافة، وسفير لجامعة الشعوب العربية للإعلام الإلكتروني في سورية.  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.