موقع متخصص بالشؤون الصينية

إعلامي جزائري: الصين والدول العربية تعيشان لحظات مهمة في تاريخهما المعاصر

0

 

أثار خطاب الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي يوم 10 يوليو، والذي كان بعنوان “يداً بيد لدفع الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية في العصر الجديد”، أثار الكثير من ردود الأفعال الإيجابية لدى مختلف الأوساط العربية بما فيها الإعلامي حيث أعرب بعض الإعلاميين العرب لوكالة أنباء “شينخوا” عن تقديرهم العالي لأهمية خطاب الرئيس شي.

وفيما يلي ملاحظات لطفي مقدم خبير إعلامي جزائري في إذاعة الصين الدولية على خطاب الرئيس شي.

من خلال خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ، التمسنا كل الثقة والمحبة والأخوة التي تكنها الصين حكومة وشعباً للدول العربية والعالم العربي.

لقد ذكرنا هذا الخطاب بالخطاب الذي ألقاه سنة 2016 في الجامعة العربية بالقاهرة، والذي كان خطاب برنامج، وها هو الرئيس الصيني اليوم ومن منبر منتدى التعاون الصيني العربي يؤكد بأن العلاقة بين الصين والدول العربية هي علاقة تقليدية لديها جذور تاريخية، واليوم ربما حان الوقت وقد حان الوقت فعلا لفتح صفحة جديدة وبناء مستقبل لعصر جديد للعلاقات الصينية العربية.

ولقد تحدث الرئيس شي في الماضي عن معادلة تعاون تعرف بـ1+2+3، واليوم من خلال خطابه نرى بأن الفكرة قد تبلورت وأصبح لها برنامج وهذا ما لوحظ من خلال النقاط التي تطرق إليها والاقتراحات والدعوات التي قدمها للدول العربية، والتي جاء فيها أن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية من أجل تحقيق الفوز المشترك وخاصة وان الرئيس هو من وقف وراء مفهوم مجتمع المصير المشترك للبشرية الذي أصبح شائعا في المحافل الدولية. وللتذكير؛ فقد خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوما عالميا تحت اسم “اليوم العالمي للعيش معا في سلام ” الذي يصادف 16 مايو من كل عام بناء على اقتراح الجزائر .

وشملت المقترحات التي تحدث عنها الرئيس شي جميع الميادين والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والعلمية والثقافية والإنسانية، ومن هذا نلاحظ أن الرئيس الصيني في خطابه أعطى أهمية كبيرة للعلاقات الصينية العربية واصفا إياها بالفريدة من نوعها وقدمها لا غبار عليه .

من اهم النقاط في خطابه، أولا الجانب الاقتصادي فقد تحدث عن ان العلاقات بين الصين والدول العربية التي ارتفعت إلى مستوى شراكة استراتيجية وهذا معناه أن اليوم يمكن أن يكون هناك تعاون بين الصين والدول العربية في جميع المجالات التي تحدثنا عنها سابقا بعمق كبير.

ثانيا الربط بمبادرة القرن التي أطلقها في 2013 (مبادرة الحزام والطريق)، والتي يرى أن للدول العربية دورا كبيرا يمكن الاستفادة منه بشكل كبير، حيث أنها بوابة لزيادة انفتاح الصين نحو الغرب، وهي أول المناطق الغربية للصين والتي تتمثل بالشرق الأوسط وشمال افريقيا، وتمثل العالم العربي على الخريطة.

ثالثا البعد الانساني والثقافي؛ وفي هذا الباب تحدث الرئيس الصيني عن مشروع تأسيس المركز الصيني العربي للتواصل الإعلامي، و إطلاق مشروع المكتبة الرقمية، ما سيسهم في تعزيز الفهم والاحترام والتشارك بين الامتين الصينية والعربية .

من جهة أخرى و فيما يخص الشرق الاوسط فقد اكد الرئيس شي ان الصين دائما و ابدا ستبقى مع القضايا العربية العادلة في العالم، و انها ستدعم اي مشروع منبثق من الشرعية الدولية من أجل رجوع الأمن في الشرق الاوسط، وأيضا من اجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية، حيث أكد على أن الصين تدعم عقد مؤتمر دولي جديد للقضية الفلسطينية.

اليوم الصين والدول العربية تعيشان لحظات مهمة في تاريخهما المعاصر ألا وهي التأسيس لبدء عهد جديد بينهما، ولهذا يجب على الدول العربية أن تستفيد وتعمل على إثراء هذا المشروع بتوحيد الصف العربي والانطلاق من زاوية السلام والتنمية والكسب المشترك .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.