موقع متخصص بالشؤون الصينية

بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة للمنتدى الصيني العربي.. السفير الصيني بالاردن بان ويفانغ: العلاقات الصينية العربية قديمة قِدم التاريخ نفسه

1

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
مروان سوداح:
للمرة الأولى في الأردن، يعقد سفير صيني مؤتمراً صحفياً مكرساً لإجتماعات منتدى الأعمال الوزاري الصيني العربي، للتأكيد على أهميته القصوى للعلاقات العربية والأردنية الصينية، ولتبادل وجهات النظر مع جمهرة الصحافيين المحليين “حول التعاون الصيني العربي والعلاقات الصينية الأردنية”.
استهل السفير “بان ويفانغ” حديثه في المؤتمر الصحفي باستعراض للعلاقات الصينية العربية منذ قديم الزمان، مؤكداً بأنها تضرب جذورها الحضارية والتبادلات الودية في أعماق تاريخ العالمين الصيني والعربي، ومُشيراً إلى أن طريق الحرير البري والبحري القديم نجح في إرساء التواصل العميق بين الأمتين الصينية العربية.
وبيّن السفير بان ويفانغ أن المنتدى المذكور كان تأسس في عام 2004، وأصبح فوراً إطاراً للتعاون الجماعي ويشمل مجالات عديدة، وتنبثق عنه أكثر من 10 آليات، كما ولعب المنتدى دوراً متزايد الأهمية في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية في القرن الحادي والعشرين، وبخاصة منذ أطلقت الصين مبادرة ”حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق حرير القرن الحادي والعشرين البحري“ في عام 2013، حيث تكثّف التواصل الرفيع المستوى وتعزّزت الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين، وكذلك تبادلات الدعم للقضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية بين بعضهم البعض، فأصبح للعلاقات الصينية العربية مشهد جديد.

 

وعرّج السفير ويفانغ على دور فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ في الإعلان عن مبادرة “الحزام والطريق”، ومشيراً إلى أن فخامته كان ألقى في حزيران/يونيو 2014 خطاباً هاماً خلال حفل الافتتاح للاجتماع الوزاري السادس للمنتدى، أشار فيه إلى أن الجانبين الصيني العربي شركاء طبيعيون لتشاركية صينية عربية في بناء”الحزام والطريق“، وبأنه “يجب على الطرفين بناء معادلة التعاون “3+2+1″ المتمثلة في إتّخاذ مجال الطاقة كمحور رئيسي، والبُنية التحتية وتسهيل التجارة والإستثمار كجناحين، و3 مجالات ذات تكنولوجيا متقدمة وحديثة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق”.
واستطرد ويفانغ بأنه وخلال السنوات الأربعة الماضية، أقامت الصين و/أو رفعت العلاقات الإستراتيجية مع 11 دولة عربية، بما فيها الأردن. وفي عام 2017، بلغ حجم التبادل التجاري الصيني العربي ما يقارب 200 مليار دولار أمريكي، وبلغ حجم الاستثمار الصيني المباشر في الدول العربية ما يقارب 1.3 مليار دولار أمريكي، كما لاقى مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية والمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية ترحيباً جمّاً من شخصيات مهمة في الجانب العربي، بإعتبارهما منبراً لتبادل الخبرات حول الحكم والإدارة والإصلاح والتنمية، ومنوهاً الى أن التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية “أصبح مثالاً حيّاً للعلاقات بين البلدان النامية وتعاون جنوب – جنوب”.
ولاحظ السفير أن العالم يعيش اليوم مرحلة حاسمة للتطورات والتغيرات والتعديلات الكبيرة، وبأن تنمية الصين تدخل إلى العصر الجديد، حيث “سيزداد الإصلاح عُمقاّ وإتساعاً، وتزداد الصين انفتاحاً على الخارج”، وأصبح مفهوم التنمية للجانبين الصيني والعربي أكثر تطابقاً، والمزايا التكاملية بينهما أكثر وضوحاً، وقد أوصل ذلك العلاقات الصينية العربية إلى منطلق تاريخي جديد”.
واستعرض السفير الحضور في المنتدى الثامن للتعاون العربي الصيني والذي رعاه الرئيس شي جين بينغ، وشارك في إعماله في بكين صاحب السمو الأمير الكويتي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ومعالي السيد أيمن الصفدي وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، وأمين عام جامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيت، سوياً مع وزراء الخارجية والممثلين من الدول العربية الأخرى.
وأكد السفير التعاون الصيني العربي المُثمر في شق طريق الحرير الجديد بقوله، أن الجانبين الصيني والعربي يبحثان بحثاً مُعمّقاً في سُبل بناء “الحزام والطريق”، وتعزيز التعاون الجماعي، بما يرسم سوياً الخطة العريضة للعلاقات الصينية العربية في العصر الجديد، وسيعمل الجانبان الصيني العربي أيضاً وسوياً على إقامة “النسخة المطورة” للعلاقات الثنائية ومواصلة الدعم المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر، وتعزيز تبادل الخبرات حول الحُكم والإدارة ورفع مستوى التعاون العملي وجودته.
وقيّم السفير ويفانغ عالياً التعاون الصيني الأردني والذي اعتبره “جزءاً هاماً من التعاون الجماعي الصيني العربي، وتمثل في إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الأردنية التي أعلن عنها فخامة الرئيس شي جينبينغ وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بصورة مشتركة في شهر سبتمبر/ أيلول من العام 2015، وقال إن هذه الشراكة علامة فارقة في العلاقات الثنائية، فتحت رعاية قادة البلدين وتوجيهاتهم، أثمرت العلاقات الثنائية بين الصين والأردن ثماراً جالية، وازدهر التعاون التنموي بينهما في كافة المجالات، وازداد التفاهم والثقة المتبادلة نحو بعضهما البعض وبأن ذلك يستمر.

وتطرق السفير الى الذكرى السنوية ال40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن والتي احتفلت السفارة والبلدان بها العام الماضي، واستعرض تبادل برقيات التهنئة بين قيادتي البلدين ووزيري الخارجية فيهما لإحياء هذه الذكرى، وبأن نائب رئيس مجلس الدولة الصينى السيدة ليو يان دونغ، ونائب رئيس المجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى السيد تشيانغ با بونتسوغ، ووزير الخارجية الصيني السيد وانغ يي قاموا بزيارة الى الأردن، كما كان معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني السيد أيمن الصفدي ووزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني السيد عماد فاخوري زارا الصين، وتم إصدار كتاب ((نحن وأنتم… قصص الصين والأردن)) باللغتين الصينية والعربية، ونفّذ الجانبان نشاطات ثقافية وإنسانية متنوعة بشكل مشترك. وعقدت اجتماعات الدورة السابعة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين الحكومتين، والتي تمخّض عنها التوقيع على مجموعة من وثائق التعاون فيها لاستفادة الجانب الأردني من المِنح الصينية لتمويل مشاريع تنموية في الأردن.
وفي التعاون المباشر بين الصين والاردن عدّد السفير مجالها وطبيعتها، وأكد دعم الصين للاجئين السويين بالاردن من أجل تخفيف الأعباء المُلقاة على كاهل الجانب الأردني نتيجة استضافتهم، إذ قدّم الجانب الصيني المساعدات الإنسانية الطارئة للأردن بقيمة 130 مليون يوان صيني بشكل مباشر، بالإضافة إلى تقديم مساعدات طارئة بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي والمنظمة الدولية للهجرة وغيرهما من المنظمات الدولية، كما وقدمت الصين خلال هذا العام5 مليون دولار أمريكي بشكل مساعدات غذائية عاجلة للأسر الفقيرة واللاجئين السوريين في الاردن، وأكد السفير رداً على أسئلة الصحافيين، أن “الصين تلتزم بتطبيق منح للأردن في عملية تمويل وتنفيذ المشاريع التنموية، مثل مشروع نظام كاميرات المراقبة للأمن العام، وتقديم منحة للمرحلة الثانية لمشروع تطوير وتوسيع شبكة تزويد المياه في الرصيفة الذي استفاد منه أكثر من 300 ألف شخص، وكذلك ما يجري الآن مشروع تطوير طريق السلط العارضة، وتوفير أجهزة فحص جمركية ومعدات للدفاع المدني وقطع غيار أجهزة مياه وري”.
وبيّن السفير أنه وفي ظل تشارك الدول العربية مع الصين في مبادرة بناء “الحزام والطريق”، تدخل استثمارات الصين إلى الأردن بخطوات كبيرة، ويستحق الذكر هنا، أنه في العام الماضي 2017 تم الإغلاق المالي لشركة عطارات للطاقة لمشروع توليد الكهرباء بواسطة الحرق المباشر للصخر الزيتي في الأردن، وبدأت أعمال البناء والإنشاء له، وكشف عن أن الصين هي “أكبر مستثمر وممول والمنشئ الرئيسي لهذا المشروع الضخم، حيث بلغ حجم الاستثمار والتمويل 1.6 مليار، ويُقدّر الخبراء أن هذا المشروع سيوفّر حوالي 5500 فرصة عمل للمواطنين المحليين”.
كما وكشف السفير عن “المشروع الضخم الآخر”، الذي تم إحالة عطاء توليد الطاقة من النفايات الصلبة في عمان الى شركة صينية”، وعدّد السفير كذلك الاستثمارات الصينية الأخرى في الاردن ومنها “استثمارات منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، والمصانع الموجودة في مدن أربد والكرك والمفرق ومنطقة سحاب، ومن ضمنها مصانع ألبسة وحديد وغيرها من الصناعات، مما يجعل حجم العمالة الأردنية في الشركات الصينية العاملة في الأردن ما يزيد على 10 ألاف موظف”، كما “تم إدراج شركة جرش لصناعة الملابس والأزياء العاملة في الأردن بالاستثمار الصيني في بورصة “ناسداك” الأميركية، إضافة إلى ذلك، يبحث الجانبان الصيني والأردني حالياً في مشاريع السكك الحديدية والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى مشاريع المياه وخطّ أنابيب النفط والطاقة النووية وغيرها من المشاريع الكبيرة المهمة”.
ويرى السفير بان ويفانغ بأن التبادلات الإنسانية والتواصلات التعليمية “تتكثف بين البلدين يوماً بعد يوم، حيث تم توقيع اتفاقية بين الحكومتين الصينية والاردنية لإنشاء المركز الثقافي الصيني في الأردن، وبدأت أعمال اختيار الموقع والبناء والإنشاء له، كما أن عدد المنح الدراسية التي تقدمها الحكومة الصينية للجانب الأردني يستمر في تزايد، ووصل عدد السياح الصينيين إلى الأردن إلى ما يناهز 60 ألف نسمة عام 2017، وسيستمر عددهم في تزايد مستمر وبزخم أكبر في العام الحالي أيضاً”، كما وأصبحت الصين “أكبر دولة مانحة للبرامج التدريبية للأردن، حيث بلغ العدد التراكمي للمشاركين الأردنيين الذين تم إيفادهم لتلقي التدريب المجاني في الصين خلال السنة الماضية 305 شخص”.
وفي حديثه مع الصحافيين الاردنيين، تحدث السفير عن ثقته بالمستقبل المشرق للعلاقات الصينية العربية، وبخاصة علاقات الصين والأردن”، وبأن “الأردن يُعتبر شريكاً هاماً في بناء الحزام والطريق”، وبيّن أن الصين “تتطلع إلى الجانب الأردني لتسريع المواءمة الاستراتيجية التنموية سوياً معنا، وتعزيز التشاور والتنسيق للعلاقات الثنائية والقضايا الدولية، لإثراء مضمون التعاون بين البلدين، ولترسيخ الأساس لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الأردنية”.

تعليق 1
  1. مروان سوداح يقول

    عقد المؤتمر الصحفي في دار السفارة الصينية الموقرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.