موقع متخصص بالشؤون الصينية

“العراقي الصيني” وخَارطة الطَّريق الأمثل

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع شياع:
*

عُقد اجتماع الدورة الثامنة لمنتدى التعاون الوزاري الصيني العربي مؤخراً، بحضور مُمَثِّلي 21 دولة عربية، بضمنها العراق. ويُعتبر الاجتماع من أهم الأحداث الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية في العالمين العربي والصيني، نظراً لأهميته العُظمى لدى البلدين، وبخاصة لحضور الرفيق الصدوق شي جين بينغ أعماله، ولإلقائه خطاباً مهماً فيه، حمل عنوان “يداً بيد لدفع علاقات الشّراكة الاستراتيجية الصينية العربية في العصر الجديد”.

بلغ حجم التبادل التجاري عام 2017 حوالي 200 مليار دولار في إطار “مبادرة الحزام والطريق”، وتوقع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن يصل حجم التبادل التجاري بين الطرفين إلى 600 مليار دولار، وهو حجم يفوق حجم التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وهو دلالة على أن العلاقات العربية الصينية تشهد تحولات كبيرة في العديد من القضايا الثنائية الرئيسية، وبضمنها قضية بحر الصين الجنوبي ومسألة تايوان.

وتُعد مشاركة العراق في “المنتدى الثامن” خطوة في الطريق الصحيح لبناء علاقات مثمرة وناجحة مع الصين، القوة الاقتصادية الكبرى في العالم، كما ويُصنّف التعاون العراقي الصيني على أنه  خارطة طريق صحيحة نحو بناء العراق، بعدما دمّرته الحروب وأنهكت مقوماته الصناعية والتجارية، وما دخول العراق في “مبادرة الحزام والطريق” إلا تأكيد حازم يعني الكثير، لاسيّما بعد أن أكد الرفيق “شي”  في خطابه قائلاً: “في مبادرة الحزام والطريق فإن الصين ستشارك في بناء البُنية التحتية، مثل شبكة الخطوط الحديدية، والمسارات البحرية، والطرق والموانئ، لافتاً إلى أن مبادرة الحزام والطريق تحظى بدعم كبير من الدول العربية، حيث تؤسِّس لعلاقات مستقبلية متينة، وتفتح الطريق أمام مزيد من الجوانب التجارية والاقتصادية”.

ونظراً لكون العراق من الطُرق المهمة والحيوية في تلك المبادرة الصينية العظيمة، ولأن موانئ العراق مهمة استراتيجياً وجيوبوليتيكياً، ومنها ميناء الفاو الحيوي، وهو قيد الإنشاء والبناء، فمن الضروري أن تُستغل هذه الفرصة الكبيرة من أجل تطوير وتحسين طُرقه وسككه الحديدية، ألتي ستنقل البضائع إلى العديد من الدول العربية والأوربية.

وفي المجال النفطي الذي يتميز فيه العراق، شدّد الرفيق “شي” على أن التعاون في مجال الطاقة يحتاج أن يكون مدفوعاً بكل من النفط والغاز، والطاقة منخفضة الكربون، كما يجب أن يسير التعاون المالي جنباً إلى جنب مع التعاون في التكنولوجيا الجديدة والفائقة.

وتعمل حالياً في العراق العديد من الشركات النفطية الصينية التي تطوّر الحقول، وتزيد من إنتاجها وتعمل على تبادل الخبرات مع الجانب العراقي، ودفع العلاقات بين الجانبين إلى المزيد من التعاون والتقدم، بما يخدم  المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين.

أما بخصوص تنشيط الصناعة الوطنية التي عانت الإهمال نتيجة الحروب المتعاقبة التي خاضها العراق، أو التي فُرضت عليه، فقد شجّعت الصين الدول العربية ومنها العراق، من أجل تنشيط الصناعة العربية، وبرغم قوة الصناعة الصينية فأن الصين ستستورد سلعاً بقيمة أكثر من 8 ترليون دولار في غضون السنوات الخمس المقبلة، مما يعطي حافزاً جيداً للعراق لتحسين صناعته الوطنية وتطويرها، من أجل المساهمة في استيرادات الصين، والذي يأخذ الاقتصاد العراقي بالنمو، وهي فرصة كبيرة منحتها الصين الصديقة للعراق، لأجل دفع تنميته إلى الأمام، حيث تعمل الصين بفعل أفكارها وحِكمتها على حمل المنطقة نحو انتهاج طريق جديد للنهوض الشامل لإقتصادات الدول.

إن خَيار العراق الأمثل هو السير قدماً بالعلاقات مع جمهورية الصين الشعبية التي تعمل جاهدة بمساعدة المجتمع الدولي بصورة عامة والعربي بصورة خاصة، حيث أن ما يُميّز الصين في علاقاتها الدولية هو تأكيد الرفيق “شي” على أهمية احترام الظروف الوطنية المختلفة لدول المنطقة وخياراتها المستقبلية، وتدعيم مبادىء معاملة كل منها للأخرى، على قدم المساواة، والسعي إلى إيجاد أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانباً، وهذا دافع كبير للعراق الذي تسعى العديد من الدول إلى استغلال ثرواته الوطنية ونهب خيراته والهيمنة عليه سياسياً واقتصادياً، منعاً له من التوجه بقوة نحو علاقات بناءه ومثمرة مع الجانب الصيني الصديق، فخريطة الطريق المُثلى توجِهِّنا نحو بوصلة النجاح والتقدم الاقتصادي والعمراني البنائي باّجاه الصين.. صين التقدم والبناء والازدهار التي يقودها الربّان الكبير للحزب الشيوعي الصيني وقائده الهمّام الرفيق الصديق شي جين بينغ.

*#بهاء_مانع_شياع: رئيس (المجموعة الرئاسية العراقية الاولى – الأول من أُكتوبر-2016 الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية) للفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) #الصين، ورئيس منتديات مستمعي #الاذاعة_الصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر صحفي في وكالة #السندباد_الإخبارية، وعضو في #نقابة الصحفيين العراقيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.