موقع متخصص بالشؤون الصينية

عَدد “القَرن”.. بَركة التّحالف!

3

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:

رئيس الاتحاد للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) الصين

تَستكمل “نشرة موقع الصين بعيون عربية” عددها “المئة” بصدوره الاحتفالي المُتميّز اليوم، ولتحتفي مع مديرها العام الأخ محمود ريا، وسوياً مع أصدقائها وأتّحادها الدولي بعيدها اليوبيلي، لكنها وبرغم تقدّمها في العمر، مازالت شابة جميلة وآخاذة ويانعة ومُحبّةً لمواصلة الصدور والإفادة والاستفادة من كل مُحبيها الكُتّاب العُلماء، ولطرقِ المزيد من العناوين اللافتة على بساط العرض والبحث على صفحاتها الألكترونية، والتي ازدادت عدداً، وتكاثرت عناوينها وأسماء كُتّابها، وتعمّق طرحها وتناولها الجاد للمُعضِلات والقضايا العربية الصينية المشتركة، وما أكثرها في هذه الأيام التي يتلاحق العمل الكبير في ملفاتها، لتعزيز علاقاتنا المشتركة العربية الصينية، ولذلك ها هي “النشرة” تصبح أكثر حيوية وضرورية ومُلحّة لجميع المُستنيرين العرب.

يَعود الفضل الأول في فكرة إصدار النشرة الالكترونية وتوزيعها وهدفها، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائط الكترونية أخرى متعددة، إلى الأخ الاستاذ محمود ريا شخصياً، ولبُعد بصيرته السياسية والمهنية والدولية، فهو الذي رسم مُخطّطاً واضحاً ووضع هدفاً مستقيماً لتعميم وتوزيع “النشرة”، بما تشمله من أفكار عُليا تلامس إستراتيجية تحالفاتنا مع الصين سياسياً واقتصادياً وإنسانياً، وقد تم التوافق على نحو طبيعي وكامل وشامل ما بين هذه الأهداف، وبين مرامي “الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين”، فتجانس الطرفان وانسجما في وحدة واحدة باتحاد المرامي واستقامة التطبيقات في أعمال نافعة وإستراتيجية، نحو hتجاه كان وما زال ألقه جاذباً لكل مَن يُعمل فكره في ضرورات هذا التحالف الانساني مع الصين،وعوائده على أوطاننا ومستقبلنا ومستقبل الأجيال اللاحقة.

بدأ العدد الأول من “النشرة” بالصدور أسبوعياً بتاريخ الأول حزيران يونيو 2007، لكنها توقفت في العام 2010 لأسباب موضوعية، وعادت للصدور مُجدداً في عام 2016، حين انتقلنا الى المرحلة الثانية بالعدد المتسلسل رقم “44”، وما زالت “النشرة” مستمرة إلى يومنا هذا مثابِرةً على الإعلان عن نفسها للعُموم.

شخصياً، شاركتُ منذ العدد “44” في كتابة المقالات في “النشرة”، وها قد مضى 56 عدداً منها، شهدت صفحاتها على المواد الكثيرة التي نشرت بقلمي وبمواد مُكرّسة لإحتفائيات صينية وأخرى صينية عربية، ناهيك عما احتضنته “النشرة” من مقالات أكثر بأقلام كتّاب آخرين خضعت لتحريري الصحفي، وشكّل ذلك العمل الكبير مأثرة حقيقية بإرادات أعضاء هيئة التحرير، لطبيعتها كهيئة تطوعية تتطلع دوماً إلى تعميق السبيل للإعلان عن كلمة صادقة ونافعة وموضوعية وواقعية مع الصين من شأنها أن تعزّز باضطراد صَرح العلاقات العربية الصينية بالمُجمل، وتدفع بها الى فضاءات العمل الشعبي، ولنقل “الدبلوماسية الشعبية الأوسع” وهو أحد أهداف “النشرة” لتعميق المشتركات وتوليد مزيدٍ من المنافع للعرب والصين من بعضهما البعض، ضمن المعادلة المَشروعة والأعدل: “الربح للجميع”.

يُعد التقدم العلميّ والتكنولوجيّ الذي يشهده القرن الحادي والعشرين نقلة نوعية في تاريخ البشرية، فهو قد قرّب المعلومة من كل “مواطن عالمي”، كما وقرّبت وسائل الاتصال والإعلام ـ وبالتحديد الإنسانية منها ـ الأفكار وتلاقحها، وبالتالي باتت المعرفة تصل إلى “الفرد الإنساني” محمولة على وسائل سهلةٍ وبسيطةٍ، وبدون أن يتكبّد المرء عناء اقتناء الكتب والصحف والمجلات الورقية، فالشبكة العنكبوتيّة أتاحت العديد من الخيارات للتعلّم والتثاقف من خلالها، ففيها يَجد الفرد ضالته، ويتلقى المعلومات التي يرغبها في كل مجال وبطريقةٍ سلسةٍ وممتعةٍ وبآلياتٍ مبتكرة بعيداً عن جمود الكلمات التي تعوّد عليها العامة في الكتب والصحف الورقيّة.

وهنا بالذات، وفي هذا الخضم المعلوماتي العالمي، بادر شقيقنا ومناضلنا الأخ محمود ريا إلى نشر نشرته الإلكترونية، وتوزيعها على ألوف عديدة من “المشتركين المجانيين” المنتشرين في عشرات البلدان، وانشغل ريا طويلاً وما زال منشغلاً بأمور التقنيات فيها، لتستكمل “النشرة” نفسها وصرحها على أفضل وجه، فإن أمر تصميم مجلةٍ إلكترونيّةٍ ونشرها غايةٌ في المتعة والانتاجية، وهو ما يمنح القارئ والمُصمِّم فوائد عدّة من أهمّها: تقديم معلومات مُنوّعة ومميّزة وبطريقةٍ جديدةٍ وسلسة، وربما الأكثر متعة هو التأكد بأن فكرته السياسية الدولية صارت في أيدي ألوف وعشرات الأُلوف من الناس الذين يتعاطفون معها ويُقدّرون وجودها ونضالها، بتأثيرها في عقول ومشاعر القرّاء، ولجلب المُعلنين للنشرة، لتسند وجودها واستمراريتها وألقها، وليُصبح بتعميمها وأفكارها الاستراتيجية “مليونيراً فكرياً”، يتردّد إسمه على كل لسان، وفي كل مجلس ومع كل حديث وحدث سياسي وثقافي محلي ودولي.

لقد أتاحت “النشرة” للكثيرين في مختلف البلدان التعلّم منها كذلك إفادتها، وليلجوا إلى عالمٍ جديد، وأماطت الحِجاب عن عقول كثيرين ليُدركوا أهمية التحالف مع الصين، ضمن معادلة “الربح المشترك”، وضرورات العرب والصينيين لبعضهم البعض، ولزوم إنسجام آسيا التي ننتمي إليها وتوطيد سلامها وآمانها وتقدّمها وتحضّرها، وحتمية القضاء على الفقر فيها للنهوض بشعوبها التي تُعتبر أهم مولّد للإبداع وللحضارة الانسانية والثقافات المجتمعية المتعددة الألوان.

أعود للعدد (44) من “النشرة”، فلهذا العدد ألق خاص في نفسي، فبه ومعه تحرّرت من عقدة اليوميات الورقية التي لازمتني عشرات السنين بل تحررت منها عند منعي من الكتابة في وطني، فالأوامر تصدر عادة من الخارج كما يبدو، وما أدراك ما هو هذا الخارج!، فبدأت أنشر على صفحات “النشرة” مقالات رئيسية باسم (الاتحاد الدولي) يُطالبني بنشرها وللآن مشكوراً أخي ورفيق دربي رئيس تحرير “النشرة” ومدير عام “موقع الصين بعيون عربية” الاستاذ محمود ريا، الذي له الفضل في تحرّري النفسي والمكاني والزماني والمهني من الورقيات وبيروقراطيتها وضيق أفقها السياسي والفكري ومصالحها المعقدة بخاصة فيما يتعلق بالصين وروسيا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وجمهورية أبخازيا وجمهورية اوسيتيا الجنوبية وجمهورية الشيشان وفنزويلا البوليفارية وكوبا وغيرها الكثير الكثير من البلدان الصديقة والحليفة، وهو التحرّر الذي أتمتع به اليوم، بحيث غدوت مطمئناً بأن شيئاً من أفكاري لن يُشطب ولن يُسلَخ كما كان حالها وأنينها في يوميات ورقية، تخضع لأمزجة هذا وذاك من المسؤولين ولأهوائهم السياسية المُتقلّبة يومياً، إلى حد قمع مقالاتي وفقرات هامة فيها “بالجُملةِ والمفرّق” بهدف الاساءة إلي عالمياً ومحاولة لوقف علاقاتي الدولية ومحاصرتي بالتالي في قمقم القَمع والسَّحل والقتل حتى على يد إرهابيين دوليين.

في ذاك العدد المجيد الرابع والأربعين، الصادر في 15 يناير، 2017م، والذي كُرّست مقالاته للحديث عن القائد الكوبي فيديل كاسترو، كانت مقالة العدد الرئيسية بقلم رئيس التحرير الأخ محمود ريا، وتَقدّم فيها برثاء مؤثر للقائد الكوبي بعنوان “كاسترو: باقٍ في ذاكرة الصينيين إلى الأبد“.

كذلك نشرت أنا بصفتي صديق ومُراسل قديم منذ سبعينات القرن الماضي للقسم العربي لإذاعة هافانا كوبا، مقالة أخرى بعنوان “كاسترو والصين.. وسِفر التحالف والخلود”، تحدثت فيها عن المُصاب الجلل بفقدان الزعيم الكوبي العالمي الكبير وقائد الثورة الكوبية، فيديل كاسترو روس، كما عرجتُ على المَعاني والأبعاد التي حملتها برقية التعزية التي وجّهها الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ، إلى الدولة الكوبية وقال فيها بتأثّرٍ بالغ: “لقد فقد الشعب الصيني رفيقاً صالحاً ووفياً”، وأضاف “شي” الذي يَشغل منصب الأمين العام للحزب الأكبر والمؤثر الأول في العالم ورئيس الدولة الأكثر سكاناً على وجه الأرض، “أن “الرفيق كاسترو سيبقى خالداً”.

وقد لاحظت شخصياً أن الزعيم الكوبي كان صديقاً كبيراً للصين حزباً ودولة وقادة وشعباً، ففي “دروس كاسترو” التي تتّسم بالزخم الاشتراكي والتحرري، “أنه وبالرغم من كونه عضواً فاعلاً وناشطاً في الاممية السوفييتية (الكومنترن)، إلا أنه لم يتخلّ عن صداقته وتحالفه مع جمهورية الصين الشعبية حزباً ودولةً وشعباً، فقد كانت هذه الخِصال مأثرة كبيرة بحد ذاتها وحذاقة سياسية وأيديولوجية” لدى القائد الكوبي الفقيد – كما جاء في مقالتي، وهي كذلك درس كبير وثمين لكل الثوريين والاشتراكيين والشيوعيين والوطنيين في كل العالم، عليهم أن يُلاحظوه ويدرسوه ويتمثّلوا به ويأخذوه على محمل الجد والتعميم والخروج منه بخلاصات تفيد أعمالهم ونضالاتهم الفكرية والسياسية والاقتصادية والشخصية أيضاً، لاسيّما في علاقاتهم مع هذا العالم الصّعب والمتشابك المصالح والمتعدّد الآراء والعقائد والاهواء..

قلت في مقالتي أنذاك، وهي أفكار ما تزال نافعة الى اللحظة لصفوف الثوريين والمناضلين،:  كاسترو – الرمز الكوبي لم يتأثر بالخلافات التي اندلعت بكل أسف ما بين بكين وموسكو، ورأى بعينه الثاقبة وعقله الراجح، أن العاصمتين هما وحدهما بالذات اللتان سوف تضمنان في المستقبل مستقبلاً زاهراً للبشرية جمعاء، بتحالفات هذه البشرية مع الدولتين الجارتين صاحبتي الحضارة المتآخية، بغية تحويل مسار التاريخ وتعديله لصالح الامم المُنهكة.

وعبر العقود، بقيت الصين الشعبية وقيادتها الاشتراكية الحزبية والحكومية وفيّة لكاسترو، كذلك بقي كاسترو وفيّاً في تحالفه مع الصين حزباً ودولةً وشعباً ولم يَحد عن توجّهه ذاك قيد أُنملة. ولهذا بالذات شدّدت وسائل الإعلام الصينية، ومنها الرسمية، وبلهجة قوية تدل على مناكفة واشنطن، على الروابط الأطيب التي ازدهرت ما بين الزعيم الكوبي الراحل جسداً والباقي فكرياً والأنظمة الاشتراكية ورموزها في آسيا، وبأن الصين كانت تنظر إليه على الدوام – وكما هو الآن وبعد فقدانه الجسدي – صديقاً صدوقاً ومقرّباً من الصين، ذلك أن كوبا كانت أول دولة في الأمريكيتين تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، في العام1960، وهي لم تخشَ أية عواقب برغم صِغر مساحتها وقلّة عدد سكانها، مقارنة مع الولايات المتحدة الامريكية، الجار- الباشق الشمالي المُتحفّز دوماً للانقضاض على كوبا الجزيرة الصغيرة التي صدت الرئاسة الامريكية والمَجمع الصناعي العسكري الامريكي ولجمتهما بصلابة كاسترو وصَلادة فكره”.
وقلت للتاريخ يومها: “صَنع كاسترو شعباً مُخلصاً ووفياً للثورة الكوبية وامتداداتها الاممية، لذا تبادل الطرفان ـ كوبا والصين ـ المحبة والإخلاص والتفاهم، إذ كان النضال الصيني الاستقلالي والتحرري مِثالاً يُحتذى لدى كاسترو ورفاقه وكوبا الاشتراكية بخاصة فلسفة التعبئة والتحرر والقواعد الشعبية المُنسجمة مع الفكر الاشتراكي الصيني.
فالثورتان الصينية والكوبية اجترحتا المُعجزات، بدءاً بالخطوات الاولى لمَسيرتا الألف ميل لكل منهما واللتين أحرزتا الظفر والنصر على أعداء تاريخيين مُشتركين، فغدا كاسترو وماوتسي تونغ، ومروراً بكل زعماء الصين، والى الرفيق العزيز شي جين بينغ، “جماعة الرفاق الخُلصاء” لبعضهم بعضاً في سبيل واحد وبلون واحد، لذلك نعتته الصين بعد وفاته المادية بأنه “الرفيق المُتميز”.
كان كاسترو مباشراً في الإعراب عن أرائه وفكره وسياسته، ولم يُخفِ توجهاته، وانتقد الأنظمة المرتدة، وتلك المتقاعسة، وجيّش شعبه للدفاع عن بلاده وصداقاته الدولية، فبادله الشعب محبة بمحبة، كذلك الأصدقاء الاقرب له، وفي طليعتهم الصين وزعمائها الذي يرون في كاسترو خالداً وفي الصين الشعبية وشعبها وفي حركة انعتاق البشرية”.

   وجاء في عنوان مقدمة العدد 44  “الصين والقائد الراحل كاسترو” بقلم الاستاذ محمود ريا رئيس التحرير أن: نشرة “الصين بعيون عربية” تعود، حاملة معها المعلومة والتحليل والموقف، ومركّزة الأضواء على قضايا تهم الصين، وتهم دول العالم الأخرى، ولا سيما الدول العربية، من خلال ارتباطها بالأمة الصينية. ولقد صدر من هذه النشرة أكثر من أربعين عدداً، بين عامي 2008 و2010. وبعد غياب حوالي ست سنوات، بسبب ظروف ذاتية وموضوعية خارج إطار البحث حالياً، تجدون بين أيديكم هذا العدد، على أمل أن يستمر الإصدار الدوري في المستقبل، مع الالتفات إلى تغييرات عدة ستطرأ تباعاً على النشرة، من أجل بث الروح التطويرية فيها.

ونوه ريا الى أن “التغيير الأساسي هو التركيزعلى موضوع محدد في كل عدد، وإشباعه بحثاً من جوانب عديدة، لتكون النشرة مرجعاً في الموضوع المطروح. والتغيير الآخر هو الاعتماد على المصادر الصينية في تناول الموضوع المطروح، وسيكون ذلك عبر الاستفادة من المواد المتاحة باللغة العربية في المواقع الصينية، أو من خلال الترجمات الخاصة من اللغة الإنكليزية، والأمل أن نتمكن من الترجمة من الصينية مباشرة، وسيكون هذا الإنجاز الأكبر الذي نعد أنفسنا وقراءنا به. وخلّص ريا الى “إذاً، هو العدد الأول بعد العودة، وكل الأمل أن يجد فيه قراؤنا الأعزاء ما يفيدهم، وما يقرّب الصين لهم، فيكون في هذه المواد ما يجعلهم يتعرفون على آراء وأفكار كتّاب ومحللين ومفكرين صينيين في مختلف المجالات”.كعادته في العلاقات الجماعية النافعة إعلامية مع الاخرين، ناشد رئيس التحرير الكتّاب والقلميين والقراء والمُهتمين إلى “.. وكلنا رجاء أن لا تبخلوا علينا بقراءة المواضيع أولاً، وبالاستفادة منها ثانياً، وبإبداء الملاحظات وتقديم الاقتراحات التي تفيد في مزيد من التطوير والتقدم، خدمة للأمة العربية، وللأمة الصينية وللإنسانية كلها”.

وجاء في مقالة رثاء القائد الكوبي بقلم الاخ محمود ريا، أن العالم فُجع برحيل الزعيم المناضل والقائد التاريخي فيديل كاسترو، الذي بقي على مدى عقود أيقونة نضال ورمز كفاح في العالم.
لقد لعب الزعيم الراحل دوراً أساسياً وحاسماً في تحرير كوبا من الاستعمار والاستغلال، وفي بث روح النضال والمقاومة في أميركا اللاتينية والعالم ككل. ولعلّ من أكثر الأمم تأثراً برحيل القائد الكبير كانت الصين، التي عبّرت، قيادةً وشعباً، عن الحزن الكبير لفقدان رمز من رموز النضال في عالمنا. ونظراً للأهمية التي أولتها الصين لهذا الحدث، خصصت نشرة “الصين بعيون عربية” عددها الأول بعد العودة من غياب طويل استمر لعدة سنوات صفحاتها بمجملها لعكس صورة شاملة عن كيفية تفاعل الصينيين مع خسارتهم “رفيقاً مقرباً وصديقاً مخلصاً، ستظل صورته المتألقة وإنجازاته العظيمة ممتدة فى التاريخ”، كما عبّر الزعيم الصيني شي جينبينغ في برقية التعزية التي وجهها للقيادة الكوبية.
لقد كان لافتاً مدى التعاطف الذي أبدته القيادة الصينية، وكذلك الشعب في الصين إزاء هذا الحدث المؤثر. وسواء من خلال برقيات التعزية، أو الحضور إلى السفارة الكوبية في بكين لنثر الورود والتعبير عن الاحترام للراحل الكبير، فإن الشعب الصيني بمختلف طبقاته كان حاضراً في “عزاء” فقيد عزيز كان على الدوام صديقاً للصين.
وقد انعكس هذا التعاطف بقوة في الإعلام الصيني، فكتبت الصحف عشرات المقالات التي تتحدث عن الفقيد الكبير وعن الدور الذي لعبه على مستوى العلاقات بين البلدين من ناحية، وعلى مستوى العالم ككل من ناحية أخرى.
ومع وجود بعض الأصوات النشاز التي خرجت في الصين للتعبير عن الفرح بفقدان شخصية كفيديل كاسترو، فإن الصحف الصينية كانت قاسية في الهجوم على هذه الأصوات، حيث اعتبرت أنها تجسّد”طاعة عمياء لما تمليه الولايات المتحدة”.
من هذا الوصف يمكن استنتاج مدى تجذر الحب لكاسترو في صفوف الجماهير الصينية، كما يمكن استنتاج حجم وعي هذه الجماهير لحقيقة المواجهة القائمة في العالم حالياً، وهذا ما شخّصه أحد الباحثين الصينيين في حديثه لصحيفة غلوبال تايمز الصينية حيث قال إن “ردة فعل المواطنين الصينيين لموت كاسترو، تعكس أيضاً التحديات التي ما زالت الصين وكوبا تواجهانها من الغرب”.
رحل كاسترو، ولكن ذكراه ستبقى خالدة أبد الدهر، هذا ما تراه القيادة الصينية، وهذا ما يشعر به الشعب الصيني، وكل الشعوب المحبة للحرية والعدالة في العالم.

كما نشر في العدد كاريكاتير “كاسترو خالد” نشرته صحيفة ”غلوبال تايمز“ الصينية بتاريخ 28-11-2016 بقلم الفنان لوي روي لإحياء ذكرى رحيل الزعيم الكوبي الكبير فيديل كاسترو، كما نشرت مقالات من الصحافة الصينية بينها صحيفتي غلوبال تايمز و تشاينا دايلي مكرّسة لذكرى كاسترو، علماً بأن تعريب المقالات منذ العدد الاول والى تاريخ يومنا تجري على نفقة الاخ محمود ريا، وبجهد شخصي منه ومن إبنه الزميل المُبدع علي ريا.

بإختصار، “نشرة” الصين بعيون عربية، سفر مناضل في سبيل الإنسانية، ولا تَحيد قيد أنملة عن هدفها هذا، وهي إذ توجه بوصلتها نحو الشمال الأرضي بكل ثبات، لتؤكد أنها وجهة صحيحة وتُشير دوماً على حلفائنا الذين بدأوا بالتقدم نحو الجنوب الأرضي، حاملين معهم باقات الفرح لغدٍ أفضل لنا ولهم ولجميع المعمورة.

3 تعليقات
  1. مروان سوداح يقول

    نشر هذه المقالة يعيدنا إلى البدايات التطوعية والطوعية الاصعب في العمل الإعلامي الذي نجح بامتياز بقيادة الاخ المناضل والرفيق محمود ريا وابنه الاخ علي محمود ريا وهو انعكاس للإنسان الجديد الذي يكرس نفسه لسعادة غيره وإحلال واقع جديد مبدع ومتحرر مكان القديم المنهك الذي صار في قاع التاريخ امام اصرار امثال محمود وعلي للتقدم الى الامام فقط…

  2. مروان سوداح يقول

    سشششكرا للاخ محمود لنشر المقالة والعناية بها وبكل المقالات التي تعود لأعضاء واصدقاء الاتحاد الدولي..

  3. مروان سوداح يقول

    اناشد اعضاء وأصدقاء الاتحاد الدولي كتابة تعليقاتهم على هذا الموقع .. ووضعها باستمرار ودون توقف مع الشكر للجميع..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.