موقع متخصص بالشؤون الصينية

“النّشرة”.. وانقلابِي من مواطن عَادي إلى “دَولي”!

1

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
فِيصل نَاصيف صَالح*:

لم أكن أتصوّر حتى في المَنام أن مطالعاتي للكاتب والروائي الصيني (مو يان) ستقودني في يوم ما إلى زيارة الصين، أو كتابة مقالة في “نشرة” عربية صينية شهيرة، وكل هذه قد “فعَلت بي فِعلها الانقلابي”، إلى حد أنني “عثرت على نفسي” فجأة وأنا أسير في طريق الحرير الصيني الطويل في عرض الصين دون طولها، من بكين الى قويتشو عبر كل شبر صيني!

ليس (مو يان) هو وحده الذي جذبني للصين، لكن ظواهر كثيرة في التاريخ والجغرافيا والزعامات الصينية المخلصة لوطنها جذبتني أيضاً، إلا أنني وجدت في الاخلاقيات الصينية كذلك انجذاباً إلى ثقافة وحضارة عميقة الجذور وعظيمة. هناك علاقة فريدة في المجتمع الصيني هي “الصداقة الاخوية”، إنها علاقة متينة وامتداد لـ “مفهوم الاخوّة الكونفوشيوسي في السلوك الاجتماعي”، وهو مفهوم يختلف عن الصداقة عن قرابة الدم، وهناك قول صيني صميم: “يعتمد المرء في البيت على والديه، وفي الخارج على أصدقائه”.

يَعتقد الصينيون أن الإخوة هم تماماً مثل الأيدي والأقدام، ولهذا هم لا يُدعَونَ أصدقاء، بل يُدعَونَ «إخوة» فحسب، ويعاملونهم أيضاً مثل إخوتهم، وكلمة “أخ” و”أخت” دارجة في كل الصين وبين مختلف قومياتها وفي تعامل الصينيين يومياً، وهي تتقاطع تماماً مع المُثل الاشتراكية بالصين.

في الواقع أنا كثير القراءة، أقرأ لعددٍ من الأُدباء والكتّاب، وأجد متعة وراحة نفسية في ذلك، فمن الروايات والكتب الفكرية للأدباء والكتّاب المحليين الاردنيين، ومنهم جورج الفار، وإبراهيم نصر الله، إلى الافغاني وجبران خليل جبران ومحمود درويش، وبالطبع لزميلنا طارق قديس شاعر الحب، وغيرهم كثيرون.

مطالعاتي قادتني إلى الصين، بل إن الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين قد تلقفني وقادني إلى الصين هو أيضاً، فكرست وقتي لأعرف هذا البلد وشعبه، ولتوثيق كل متر في زيارتي بالصور الفوتوغرافية التي ستبقى شاهداً إلى الأبد على أن مواطناً أردنياً لم يجد طريقه إلى الإعلام والإعلام المصور المحلي، قد وجده في الصين والإتحاد الدولي، وكرّمته الصين بزيارة كبرى.. إنه كرم الضيافة الصيني، وهو العقل الصيني الذي يحترم كل العقول والأقلام والموثّقين، أنه أيضاً الاتحاد الدولي رئيساً ويمثله زميلنا مروان سوداح وقياداته ومدير عام” النشرة” الإخبارية التي نحتفل الآن بالعدد مئة منها، وموقع الصين بعيون عربية، الأخ الإعلامي الكبير محمود ريا.

في الحياة تحدث ظواهر غريبة حقاً، ولا يمكن للمرء أن يتنبأ بمستقبله الذي قد ينقلب رأساً على عقب، كما هي حالتي وحياتي ومستقبلي الذي صار مع الصين والعلاقات العربية الصينية، كما لم أتصور في السابق، وها أنا أكتب وأنشر في “النشرة” وفي “موقع الصين بعيون عربية”، ولم أتخيل يوماً ولا في “أحلام الظهيرة”، بأنني سأكتب فيهما.

ما عساي أقول عن “النشرة”؟!

تعجبني “النشرة” لأنها تتحدث ببساطة وعمق عن الصين والعلاقات العربية الصينية، لكن ما يميز “النشرة” هو صحيح نشرها وعدم ولائها لأي جهة ولا انحيازها لأي دافع مادي، فهي ببساطة نشرة للجميع ومن الجميع، فمن يكتبون فيها هم عقول تعبّر عن واقع الشعبين العربي والصيني، دون أية تطلعات إلى مكاسب مالية ومادية، وهذا هو أهم ما يجمع البشر، لذلك نرى كيف يجتمع أعضاء الاتحاد الدولي أساساً لدعم النشرة بمقالات متلاحقة والترويج لها والدفاع عن خطها الثقافي، دون أن يتطلعوا إلى منبع مالي منها، ولا هي حتى لا تتطلع إلى أي أجنبي لتسيير أمورها، وتعتمد على أفكار أعضاء الاتحاد الدولي وأصدقائهم وأصدقائها.

و”النشرة” هي مجلة تنويرية وتحمل فكراً يختلف عما ينشر في الصحف العربية، فلغة الحديث في صفحاتها لم يَعتد عليها قراء العربية، ولم يسبق أن سبقها أحد إلى ذلك، لأنها لغتها الخاصة بها وبأعضاء الاتحاد الدولي، وهم يتميزون بها ويتم معرفتهم من خلالها والعثور عليهم بمفاتيحها على الانترنت!

#فيصل_ناصيف_صالح: #خبير_تصوير و#مصوّر_إعلامي مُعتمد وخاص في #الإتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العَرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب، ومتخصص بفنون نباتات “#بونساي” والبيئة والانسان.

تعليق 1
  1. فيصل ناصيف يقول

    شكرا للاستاذ محمود ريا المدير العام للموقع لنشره مقالتي عن “النشرة”.. والى الامام لتحقيق العدد 200 منها.. ننتظر صدور العد 100 بفارغ الصبر بكل ما وردنا من مواد ورسائل تهنئة.. شكرا استاذ محمود.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.