موقع متخصص بالشؤون الصينية

الرئيس شي يشدد على تعميق الإصلاح والانفتاح في العصر الجديد

0

 

دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تصميم أكبر وإجراءات أقوى في تعميق الإصلاح وتوسيع نطاق الانفتاح في العصر الجديد بشكل شامل.

جاءت تصريحات شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، خلال جولة تفقدية في مقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين في الفترة بين يومي الاثنين والخميس.

وقال شي إن “البيئة الدولية والداخلية مرت بتغيرات واسعة وعميقة في العصر الجديد، ما يجعل الإصلاح والانفتاح يواجه ظروفا ومهاما وتحديات جديدة.”

وتابع شي “من أجل انتهاز الفرص ومواجهة التحديات، فإن الأمر الأهم في هذا الشأن هو التمسك بلواء الإصلاح والانفتاح في العصر الجديد، وتعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح على نحو مستمر وشامل.”

وقام شي خلال جولته بزيارة كل من تشوهاي وتشينغيوان وشنتشن وقوانغتشو، حيث اطلع على العمل الخاص بتطبيق المبادئ الإرشادية للمؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، وتعميق الإصلاح والانفتاح، فضلا عن دفع التنمية الاقتصادية عالية الجودة قدما.

وقام شي بعد ظهر الاثنين بزيارة مجمع صناعي للطب الصيني التقليدي في منطقة هنغتشين الجديدة في تشوهاي، وهو مشروع رائد طور في إطار اتفاقية تعاون بين قوانغدونغ وماكاو.

وحث شي على بذل مزيد من الجهود في استكشاف جوهر الطب الصيني التقليدي، وفي تعزيز التعاون بين الشركات والجامعات والمعاهد البحثية من أجل تعزيز تصنيع الطب الصيني التقليدي وتحديثه وترويجه عالميا.

وحث شي أيضا على تدعيم أقوى للسياسات من أجل تعميق وتوسيع التعاون بين هنغتشين وماكاو في تطوير الصناعات الناشئة سعيا نحو ضخ المزيد من الحيوية في اقتصاد ماكاو.

وفي وقت لاحق بعد ظهر اليوم نفسه، زار شي شركة (جري إليكتريك) للأجهزة المنزلية، حيث تفقد إدارة البحث والتطوير للتكنولوجيا المحورية المستقلة بالشركة وتحدث مع الفريق البحثي في معمل وطني رئيسي بشأن كفاءة الطاقة في منتجات تكييف الهواء.

وقال شي “الاقتصاد الحقيقي هو أساس اقتصاد لدولة ومصدر ثروتها. والتصنيع المتطور مجال رئيسي من مجالات الاقتصاد الحقيقي، ولا يمكن عزل التنمية الاقتصادية عن الاقتصاد الحقيقي في أي وقت.”

وأكد شي على أن الابتكار المستقل هو الطريق الوحيدة تجاه الارتقاء إلى المستويات العالمية في العلوم والتكنولوجيا، وأنه يتعين على كافة الشركات بذل جهود حثيثة في هذا الاتجاه.

وتابع “على الشركات التحلي بالطموح والشجاعة من أجل تسريع وتيرة تعزيز قدرات الابتكار المستقل والنضال من أجل تحقيق السيطرة المستقلة على التكنولوجيات الرئيسية الأساسية والإمساك بزمام مبادرة التنمية الابتكارية في أيدينا بقوة.”

وبعد ظهر الثلاثاء، تفقد شي مجمعا صناعيا للتجارة الالكترونية في مدينة تشينغيوان بوسط قوانغدونغ، حيث اطلع على جهود الحكومة المحلية في مجال تخفيف حدة الفقر والإصلاح الريفي.

وقال شي إن التنمية غير المتوازنة بين المناطق الحضرية والريفية من ناحية، وبين المناطق المختلفة من ناحية أخرى، هي أكبر تحدٍ يواجه التنمية عالية الجودة في قوانغدونغ.

وأردف يقول “هناك حاجة للجهود الحثيثة والمستمرة والمزيد من الإجراءات المستهدفة لحل مشكلة الفجوة بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية من أجل تحويل نقاط الضعف إلى فرص وإمكانات ولتوسيع نطاق التنمية.”

وعقب مغادرة المجمع الصناعي، زار شي مركزا للخدمة العامة في قرية ليانتشانغ في بلدة ليانجيانغكو، حيث اطلع على العمل الخاص بتعزيز منظمات الحزب على المستويات الأولية، وتخفيف حدة الفقر والخدمات العامة المقدمة للقرويين.

وفي إحدى ورش تصنيع الدمى، تحدث شي بشكل ودي مع العمال، قائلا إن أكثر الطرق مباشرة وفعالية في تخفيف حدة الفقر تكون عبر التنمية الصناعية. وهي تمثل أيضا خطة طويلة الأجل للمساعدة في خلق وظائف للمجتمعات المحلية.

وأكد شي على وجوب اختيار المتميزين من أعضاء الحزب الذين يتسمون بالكفاءة العالية والاستقامة وروح العدالة لقيادة رفاقهم القرويين نحو الخروج من دائرة الفقر والتمتع بحياة كريمة.

وتابع “ينبغي علينا الا نترك أحدا بمفرده ونحن نسير على الطريق نحو تخفيف حدة الفقر وإقامة مجتمع رغيد الحياة باعتدال. يجب تنفيذ المهمة عبر عمل الأجيال المتعاقبة.”

وصباح يوم الأربعاء، زار شي معرضا في مدينة شنتشن بمناسبة الذكرى الـ40 لتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح في مقاطعة قوانغدونغ. وقال شي إن التغيرات العميقة التي حدثت خلال الأعوام الـ40 الماضية لفتت انتباه العالم.

وتابع “أزور شنتشن وهي تحتفل بالذكرى الـ40 لسياسة الانفتاح والإصلاح لكي أقول للعام إن الصين لن تتوقف عن الانفتاح والإصلاح، وإن الصين ستحقق بالتأكيد معجزة أكبر تلفت انتباه العالم.”

وأضاف “يجب أن نبقى مخلصين للمهمة الأساسية للإصلاح والانفتاح، وأن نستفيد من الخبرات الناجحة التي حصلنا عليها في الأعوام الأربعين الماضية، ويتعين علينا رفع مستوى الجودة والارتقاء بمستوى الانفتاح والإصلاح.”

ثم قال “يتعين أن يكون توجهنا نحو الشعب. إن سعادة الشعب يجب أن تكون هي معيار تقييم نتيجة الإصلاح والانفتاح. يجب أن تعود ثمار الانفتاح والإصلاح بالنفع على عامة الجمهور.”

وطالب شي قوانغدونغ بمواصلة المضي قدما بروحها الرائدة وخلق المزيد من التجارب القائمة على مزاياها الخاصة، والتمسك بلواء الانفتاح والإصلاح بشكل أقوى وأكثر ثباتا.

وزار شي بعد ذلك منطقتي تشيانهاي وشهكو، في مدينة شنتش بمنطقة قوانغدونغ التجريبية للتجارة الحرة لكي يتفقد التنمية المحلية في المنطقة.

وقال شي ” لقد برهن الإصلاح والانفتاح بشكل عملي على الطريق التي يجب أن نتبعها بإصرار وبثبات ودون توقف.”

وحث شي على بذل جهود قوية من أجل تطوير تشيانهاي لتقديم تدابير إصلاحية أكثر عملية وابتكارية ولاستكشاف أساليب عمل قابلة للتطبيق على نطاق أوسع.

وحث شي شنتشن وهونغ كونغ على تعميق التعاون من أجل لعب دور أكبر في بناء مبادرة الحزام والطريق، ولتعزيز تنمية منطقة خليج قوانغدونغ – هونغ كونغ – ماكاو الكبرى، وللمشاركة في التعاون الدولي على مستويات أعلى.

وبحلول الظهر، وصل شي إلى أحد المجتمعات المحلية في شنتشن، حيث استمع إلى تقارير بشأن الخدمة العامة وبناء الحزب على مستوى القواعد وإدارة المجتمع المحلي.

وقال شي إنه يجب توظيف المزيد من الموارد والخدمات والإدارة لتقديم خدمات نموذجية ومتطورة للسكان حتى يتم حل مشكلاتهم، صغيرها وكبيرها.

وبعد ظهر الأربعاء، انتقل شي إلى قوانغتشو، حاضرة مقاطعة قوانغدونغ، حيث زار منطقة شيغوان التاريخية وجامعة جينان. وعقب الاستماع إلى تقرير عمل بشأن التخطيط والبناء الحضري في قوانغتشو، أشار شي إلى أهمية حماية الثقافة التاريخية وإبراز السمات المحلية في التخطيط الحضري.

وفي جامعة جينان، شاهد شي معرضا للصور يظهر تاريخ الجامعة وإنجازاتها، وتحدث مع الطلبة من هونغ كونغ وماكاو وتايوان، فضلا عن طلبة صينيين كانوا مقيمين بالخارج.

وقال شي إن “تواصل الصين مع ما يزيد على 50 مليون مواطن صيني بالخارج ميزة فريدة في تنميتها”، مشيرا إلى أن المواطنين الصينيين المقيمين بالخارج يشاركون أيضا بنصيب في الإصلاح والتنمية في الصين.

وأعرب شي عن أمله في أن يتمكن أعضاء هيئة التدريس بالجامعة من تطوير إدارة العملية التعليمية وخلق ظروف أفضل للمواطنين الصينيين المقيمين بالخارج لكي يأتوا إلى وطنهم الأم للدراسة والمضي قدما بالثقافة الصينية.

وخلال زيارته شركة (قوانغتشو مينو أوتوموتيف إيكويبمينت) المحدودة، قال شي إن الشركات الخاصة قدمت اسهامات كبيرة في النمو الاقتصادي الصيني، معربا عن تفاؤله بمستقبلها الواعد.

وقال شي إن “اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تقدر دائما أهمية تنمية القطاع الاقتصادي غير العام وتدعمه، وهي سياسة لم ولن تتغير.”

وتابع “سنخلق ظروفا أفضل لتنمية الشركات الخاصة والشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم.”

وبعد ظهر اليوم الخميس، أطلع المسؤولون في لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة قوانغدونغ وبالحكومة المحلية الرئيس شي على أعمالهم، وأكد شي التقدم الذي أحرزوه.

وقال شي “أثبتت التنمية في قوانغدونغ عبر العقود الأربعة الماضية أن سياسة الإصلاح والانفتاح هي الطريق الأكيد لدعم وتطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وأنها هي ما يقرر مصير الصين.”

وفي إطار توجيهاته إلى المقاطعة بتعميق الإصلاح والانفتاح، قال شي إن هناك حاجة إلى بذل جهود ملموسة لتطوير منطقة خليج قوانغدونغ – هونغ كونغ- ماكاو الكبرى، والارتقاء بالانفتاح إلى مستوى أعلى وتطوير منطقة قوانغدونغ التجريبية للتجارة الحرة نحو مستوى عالٍ.

ومشددا على التنمية عالية الجودة، طالب شي المقاطعة بتوسيع الاقتصاد الحقيقي وتعزيز الحماية البيئية وتحسين مستوى معيشة الشعب، وتشجيع الشركات على لعب دور نشط في الابتكار.

ومؤكدا على التنمية المتوازنة والمنسقة، وجه شي المقاطعة إلى ضرورة تسريع وتيرة النهوض الريفي، والعمل من أجل تحقيق التنمية المنسقة في مختلف المناطق وتعزيز حكم القانون.

ومطالبا المقاطعة بتقوية قيادة الحزب وبناء الحزب، قال شي إنه يتعين على المسؤولين العمل بقوة لحماية سلطة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وقيادتها المركزية الموحدة، وتطبيق القواعد السياسية والانضباط السياسي على نحو صارم، وتبني النهج الصحيح في اختيار المسؤولين وتعيينهم، وتنظيم التواصل بين المسؤولين ورجال الأعمال، وصياغة نمط جديد من العلاقة الودية والنظيفة بين الحكومة والشركات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.