موقع متخصص بالشؤون الصينية

مسيرة الإصلاح والانفتاح تلهم العالم ب”اقتصاد بصبغة صينية”

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
ساعدت التنمية المذهلة المدفوعة بسياسات الإصلاح والانفتاح قبل 40 عاما، في تعزيز الإمكانات الواعدة لما يقارب 20 بالمئة من تعداد سكان العالم ولتقديم إسهام نظري جديد هو “اقتصاد بصبغة صينية”.
ويعتقد لي داو كوي المستشار السابق للبنك الدولي والبنك المركزي الصيني أن خبراء الاقتصاد الصينيين المعاصرين عليهم واجب تلخيص العقود القليلة الماضية والخروج بنظريات جديدة بلغة يفهمها العالم للإسهام في فهم التنمية الاقتصادية عالميا.
وقال لي لوكالة أنباء ((شينخوا)) “يستحق الاقتصاد بصبغة صينية الدخول في الكتب الدراسية السائدة”. ويشغل لي حاليا منصب مدير مركز الصين في الاقتصاد العالمي بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة تسينغهوا.
وقد ولد لي في بكين في 1963، وتتشابك حياته وعمله الأكاديمي مع تحول الصين. فقد قضى طفولته في ريف جنوب الصين حيث أرسل أبواه مع كوادر ومثقفين آخرين ل”إعادة التعليم”. واستغل الفرصة للعودة للجامعة في بكين في 1980 بعد ثلاثة أعوام من إعادة العمل باختبار الالتحاق بالجامعة وقبل وقت قصير على إطلاق مسيرة الإصلاح والانفتاح.
وبعد تخرجه من جامعة تسينغهوا وهى واحدة من مؤسسات التعليم العالي المرموقة في الصين، سافر إلي الولايات المتحدة وسط طفرة في سفر الطلاب الصينيين للخارج. وتعلم على يد علماء مشهورين متخصصين في التحول الاقتصادي ومنهم الحائز على جائزة نوبل إريك ماسكين وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد في 1992.
وفي نظرة للماضي، قال لي إن منحنى تعليمه، كالعديد من الخبراء الاقتصاديين في الصين، يشبه منحنى تغير الصين السريع التي تعد بوتقة انصهار للأفكار الاقتصادية – الأفكار الماركسية والمدارس الغربية لنظريات اقتصاد السوق وإرث الأفكار في الكلاسيكيات الصينية.
وشكل الإطار النظري حول جوهر اقتصاد السوق ، مجموعة من الاقتصاديين الصينيين الذين درسوا بالخارج مثل لي واعتبروا باحثين محوريين لتقديم المشورة حول التنمية الصينية.
وقد أيدوا الدور الحاسم للسوق في تخصيص الموارد وقيمة حقوق الملكية والاتصالات أثناء محاولة كشف كيفية تحديث النظريات مع أخذ تجربة الصين في العالم الحقيقي في الاعتبار.
وتم اعتماد التأكد من قيام السوق بدور حاسم في تخصيص الموارد بينما تعزز الحكومة دورها على نحو أفضل، بوصفه أحد المبادئ الداعمة لعمل الاقتصاد الصيني.
وقال لي إن فك شفرة دور الحكومة في اقتصاد السوق في الصين هو مفتاح التعلم من نجاحها.
وأضاف أن “الاقتصاد يخدمه على نحو أفضل دور الحكومة التي تشجع الشركات الجديدة وتدير وتيرة الانفتاح وتنفذ تشريعات اقتصاد كلي فعالة ونشطة وتحمل على عاتقها مسؤوليات اجتماعية أكبر من الحكومات الغربية.”
وتابع “علينا إدخال الممارسات في النظريات لتذكير الغربيين بأن اقتصاد السوق يحتاج أيضا الحكومة لمساعدته.”
وبوصفه باحثا كرس جهوده في دراسة نموذج التنمية الاقتصادية والتحولات المؤسسية في الصين، قارن لي الإصلاح والانفتاح بأقوى مصادم للجزيئات في العالم الذي ينتج مواجهة متسارعة لعناصر مختلفة، قائلا “كالفيزيائيين، يمكننا اكتشاف جزيئات جديدة في الاقتصادات عن طريق تجارب واسعة النطاق.”
كما يعتقد تشانغ يو يان الخبير الاقتصادي الكبير بأحد أكبر المراكز البحثية في الصين أن الاصلاح والانفتاح في الصين لهما أهمية دولية من الناحيتين العملية والنظرية.
وعلى مدار الأربعين عاما الماضية، وجهت الصين نفسها لأول مرة للنظام الاقتصادي الدولي ثم أسهمت في تحسين النظام وقادت الجهود في هذا الشأن، حسبما قال تشانغ لوكالة أنباء (شينخوا) .
وأضاف “لقد أقيم نظام للسياسات والنظريات الخاصة ببناء اقتصاد مفتوح يحمل سمات الظروف الوطنية الصينية، بجانب الممارسة.”
وتابع أن “للصين تجاربها الاقتصادية وهيكلها الاقتصادي”، مشيرا إلى أن إصلاح السوق في الصين يختلف عن إصلاح نظام السوق في الاتحاد السوفيتي أو في بعض دول شرق أوروبا لأنه حافظ على حكمة “عبور النهر بتحسس الأحجار” بطريقة مطردة.
ووجد تشانغ، وهو باحث محنك في الاقتصاد السياسي العالمي، أن الصين لديها إرث من الأفكار الاقتصادية التي سبقت العمالقة الغربيين مثل آدم سميث ودافيد ريكاردو وتتشابك معها.
وقال تشانغ إن الباحثين الصينيين أدلوا بتصريحات موجزة حول حرية التجارة والميزة النسبية عبر أكثر من ألفي عام. وتحتوى سجلات اثنين من الكلاسيكيات الصينية على ملاحظات مبكرة مثل “بادل الكثير بالقليل ” و”ما لديك مقابل ما ليس لديك” و”بادل مواد تنافسية بأخرى” وهي مازالت صحيحة بالنسبة للاقتصاديين اليوم.
كما أن الخبير البالغ من العمر 58 عاما مقتنع بأن “العجائب الصينية” التي عززها الإصلاح والانفتاح، أنتجت أفكارا ستصبح يوما أعمدة الاقتصادات الحديثة وهي مهمة الباحثين الذين يبنون على جهود “الجيل الأول” من الخبراء الاقتصاديين بعد 1978 مثله هو ولي داو كوي.
وقال لي “لم يفهم الخبراء الاقتصاديون الصينيون مطلقا العالم جيدا كما فعلوا اليوم.”
وتابع “سنقوم بدورنا كاملا في ترجمة النظريات الصينية الخاصة لنظرائنا الأجانب.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.