موقع متخصص بالشؤون الصينية

من مهندسة إلى سفيرة التبادل الثقافي الصيني الجزائري

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
م. فاطمــة ملــزي:
*

ذات يوم من شهر أكتوبر عام 2013، وبمناسبة الذكرى 55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الصينية، كنت قد كتبت عن ذكرياتي ويومياتي كمهندسة في شركة “زاد تي إي” (ZTE) الصينية، التي تستثمر في الجزائر منذ عام (2001)، بُغية النهوض بقطاع الاتصالات والتكنولوجيات الحديثة، التي كنتُ قد التحقت للعمل بها عام (2005)، وها أنا اليوم أكتب مجدداُ بعد خمس سنوات لأسهب في مواصلة الحديث عن الشراكة التي تربط الصين بالجزائر، كمثال حقيقي أعيشه يومياً، في الوقت الذي تحتفل بلادي مع صديقتها الصين بستينية العلاقات الدبلوماسية المتقدمة القائمة بينهما.

مقالتي التي تحدثت عنها آنفاً تم ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، حيث تمّ نشرها في المواقع الخاصة بالشركة، هذه الأخيرة كانت في صدد توظيف سفراء التبادل الثقافي في مكاتبها الفرعية على مستوى العالم، وقد تمّ تعييني في هذا المنصــب، لأصبح إلى يومنا هذا سفيرة التبادل الثقافي الصيني – الجزائري في مكتـب “زاد تي إي” الجزائـر، ويُعرف بالإنجليـزية “Cross Culture Ambassador for ZTE Algeria Office”.  حيث إنني منذ ذلك الحين أعمل كمهندسة، ومترجمة، وسفيرة العلاقات الصينية الجزائرية للشركة.

بكل صدق، أود أن أنقل صورة حقيقية عن العلاقات الصينية الجزائرية، من خلال خبرة عمل تفوق 13 سنة لدى شركة صينية، والتي تعدّ واحدة من أعرق الشركات في الصين في مجال الإتصالات، ورائدة في السوق الجزائرية، من خلال تقديمها خدمات وحلول لمتعاملي الإتصالات، وشركات وطنية أخرى، سعياً نحو توفير الأفضل والرقي بالقطاع ذاته لتزويد سوق الإتصالات الجزائري بكلّ ما يتطلبّه.

تسخّر شركة “زاد تي إي” للاتصالات كلّ طاقاتها البشرية، وحلولها التقنية لتتوافق مع متطلبات السوق الجزائرية، وهذا دون شكّ ما تسعى إليه كلّ الشركات الصينية المستثمرة في الجزائر، مهما كان نوع القطاع الذي تنشط فيه، بما في ذلك قطاع البناء، والأشغال العمومية، والنسيج؛ حيث تصنّف دولة الصين الشعبية في صدارة الدول التي تستورد منها الجزائر.

ما لاحظته من خلال خبرتي في التعامل مع الصينيين في المكتب (بالجزائر)، واحتكاكي وعلاقاتي مع الصينيين المتواجدين في الصين، أو الموزعين على مستوى المكاتب الممثلة ل “زاد تي إي” في مختلف أنحاء المعمورة، هو حبّ الصينيين الكبير للعمل، وتفانيهم وإخلاصهم للمهمة المكلفين بها، مهما كان نوعها، لتتبلور لدّي خلاصة التطوّر الذي تشهده الصين، والذي تضاهي به كُبْرَيَات دول العالم، وكيف نهضت باقتصادها، وارتقت في مختلف المجالات إلى مصاف الدول المتطورة لتزرع الخوف والهيبة في دولها المنافسة و في مقدمتها إمريكا.

لقد سمحت لي وظيفتي لدى الصينيين، الحصول على بعض الأسرار الكامنة وراء هذا النجاح الباهر الذي تحققه الصين، فإرادة الشعب الصيني هي وراء هذا السرّ، فهم لا يملكون كلمة مستحيل في قاموسهم، ولا يفقهون معنى “لا”، أو “لا نستطيع”، بل وضعوا لكلّ هذه العبارات مرادفاً موسوماً بـ “سنحاول”، و”نستطيع”، و”يوجد”.

وفِعلاً بعد المحاولات التي لا تعرف حدوداً، تُثمِرُ النتائج بتحقيق الأهداف، والوصول صوب الغاية المرجوّة، كما أن النظام، بالإضافة الى التخطيط الهادف، وحبّ العمل، والتقيّد بما تُمليه عليه المهمّة، كلّها من مقوّمات النجاح.

أنا متأكدة أنّ الشعب الصيني لا يؤمن بالفشل؛ بل يسعى إلى تحقيق المُعجزات، ولا يستسلم للعراقيل؛ أجل إنها مفاتيح أسرار النجاح الذي أحييهم وأهنئهم لأجله. كما أؤمن أن الدولتين الجزائر و الصين قادرتان على تحقيق طموحاتهما من خلال التعاون المشترك الهادف.

هذه النتيجة التي وصلتُ إليها من خلال واقع وظيفتي كمهندسة ومترجمة في الشركة؛ أمّا الوظيفة الثانوية التي كُلّفت بها في السنوات الأخيرة كسفيرة العلاقات الصينية الجزائرية، فقد جعلتني أتطلع على الجانب الآخر من العلاقات الصينية الجزائرية بشكل خاص، ومع مختلف دول العالم بشكل عام.

إذ سمحت لي هذه المهمة بتنظيم نشاطات في المكتب للتبادل الثقافي بين البلدين، وإثراء معارف الطرفين (الزملاء الصينيين والجزائريين) بخصوص ثقافة البلدين العريقين، إذ أنني استخلصت في عين الموقع سرّا آخر يتميز به الصينيون، وهو سرعة التأقلم مع البيئة والبلد الذي تجبرهم طبيعة عملهم للتنقّل من أجل العمل فيه، ما يلعب دوراً في نجاح الفرد الصيني والمجتمع، وبالتالي الدولة ككلّ.

بمرور السنين تتوطد العلاقات الصينية الجزائرية أكثر فأكثر، سعياً من كلا البلدين نحو مستقبل مشرق، وشراكة متواصلة تمتدّ جذورها إلى عهد الثورة الجزائرية.

وها هما اليوم الصين والجزائر تتفقان مجدداً على وضع مخطط خماسي جديد (2019-2023)، بعد المخطط الذي المُنقضي (2014 – 2018)، هذا الأخير الذي أسفر عن مشاريع مشتركة كبيرة و عديدة ساهمت في تحقيق نتائج إيجابية ذات اهتمام مشترك لكلا البلدين.

لذا علينا أن نسعى من جهتنا لتعزيز أواصر علاقة الصداقة المتينة التي تربط بين الشعبين وتعميق العلاقة الودية بين الدولتين، واستغلال الموارد البشرية والطبيعية والاقتصادية للنهوض والرقي بالجزائر بمساهمة حليفتها الصين.

ـ عاشت الصداقة والتحالف الصيني – الجزائري!

*فاطمة_ملزي: كاتبة وعضو ناشط في الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، و “سفيرة التبادل الثقافي #الصيني #الجزائري” لدى فرع الجزائر لشركة الاتصالات الصينية “زاد تي اي”، ومهندسة اتصالات لدى نفس الشركة، ومترجمة عربي فرنسي إنجليزي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.