موقع متخصص بالشؤون الصينية

ندوة بعنوان طريق الحرير ودوره في تنمية منطقة شمال لبنان

0

نظمت الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية، وبالتعاون مع نقابة المهندسين بطرابلس وغرفة التجارة والصناعة والزراعة، ندوة حوارية بعنوان “طريق الحرير ودوره في تنمية منطقة الشمال”.

حضر الندوة التي أقيمت في قاعة المؤتمرات في نقابة المهندسين الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بمقبل ملك، وزير الخارجية جبران باسيل ممثلا بالمهندس طوني نصر، وزيرة شؤون تمكين المرأة فيوليت الصفدي ممثلة بسميرة بغدادي، والنواب: سمير الجسر، محمد كبارة ممثلا بالمهندس ربيع كبارة، هادي حبيش، طارق المرعبي، محمد سليمان ممثلا بمصطفى سليمان، النواب السابقون ديما الجمالي، جمال إسماعيل وخضر حبيب، رئيس إتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين، نقيب المحامين محمد المراد، نقيب المهندسين بسام زيادة، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي، منسق تيار المستقبل في طرابلس ناصر عدرة، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، وحشد من المهتمين.

افتتاحا النشيد الوطني وكلمة تقديم من مديرة الشؤون الشبابية في الهيئة الإدارية للجمعية العربية الصينية جنان صالح، وتحدث مدير العلاقات العامة في الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية عصام عبد القادر، منوها ب “أهمية المبادرة التي أطلقها رئيس جمهورية الصين الشعبية تحت عنوان “طريق الحرير أو مبادرة الحزام” والطريق منذ سنوات عدة والقائمة على أساس التبادل المتكامل المستند إلى المنفعة المشتركة للشعوب على درب التنمية والإستقرار والتطور” .

زيادة
وألقى النقيب زيادة كلمة قال فيها:
“صحيح أن طريق الحرير، مصطلح يعود الى منتصف القرن التاسع عشر، لكنه مصطلح ألهب خيالات الكثيرين ودفع بكثير من الباحثين الى محاولات تفكيك شرانقه وخيوطها وحكاياتها وحروبها وأسفاها وأموالها وسفنها وقوافلها. إن لكلمة حرير وقعا ليس كملمسه. وعند سلوك طرقاته المتشعبة نكتشف أنه طريق للتجارة الدولية منذ نعومة أظفارها، بكل ما يمكن أن تحمله ظهور السفن والقوافل، وإنه أيضا حمال عادات وتقاليد وثقافات وأديان ورسومات وموسيقى وسياسات”.

أضاف: “مع انضمام عاصمتنا الأولى والثانية الى هذا التحالف، وتوقيعهم اتفاقية مع منظمة تحالف الأمم المتحدة لطريق الحرير القارية والبحرية، من ضمن رؤية النهوض الاقتصادي لدولة الرئيس سعد الحريري، الا للمعرفة المؤكدة للمرافق الحيوية في طرابلس والتي بامكانها التفاعل ايجابا في مشروع خط الحرير، والمفاعيل الايجابية للاتفاقية عبر المساعدات التقنية التي من الممكن أن تقدمها هذه الاتفاقية، من ضمن السلة المالية الكبرى التي تصل الى 150 مليار دولار، تسهم فيها دولة الصين للدول الداعمة للخط عبر مشاريع وغيرها. ومن هنا، فإن مدينة طرابلس بمنطقتها الاقتصادية الخاصة ومرفئها ، ومرافقها التجارية والاقتصادية والمالية، تتطلع الى هذه الشراكة ومفاعيلها الايجابية للعب دور اقتصادي جيد وتشبيك لبنان مع العالم اقتصاديا”.

 

وقال: “إن نقابة المهندسين تحرص بشكل دائم على غرس بذور العلم والابداع والابتكار في المهندس ومحيطه، لخلق كوادر وطنية قادرة على تحقيق التقدم والمنافسة والاستفادة من كل الفرص المتاحة خدمة لوطننا وتحقيقا للأمن الاقتصادي والسياسي والاستقرار المعيشي والاجتماعي لمختلف شرائح وافراد مجتمعاتنا، وانطلق من التفكير بأننا “لسنا وحدنا في هذا العالم”، وأننا حريصون على اثبات تميز المهندس اللبناني عبر مستواه المهني العالي، وأقولها وبكل فخر من أننا صدرنا مهندسين عظاما الى أرجاء هذه المعمورة، كانت لهم اليد الطولى في اعمار كثير من البلاد، وعلى الرغم من تراجع الأسواق في ظل تفشي البطالة ليس على المستوى المحلي بل على مستوى العالم، فإننا لم ندخر جهدا من تطوير مهارات لفتح أسواق جديدة، ومن هذا المنطلق فإننا نعول كثيرا على الشراكة الصينية-اللبنانية، التي ستتيح الكثير من الفرص أمام مهندسينا كما تتيح لدولة الصين الافادة من توسع أعمالها التجارية عبر العالم، مستفيدة من الموارد البشرية للدول الشريكة ومنها لبنان”.

وختم زيادة: “أن طرابلس باتت محطة للجميع، فمنذ سنوات نشهد التوافد الدولي اليها، مستفيدة من موقعها الجيوسياسي والاقتصادي في المنطقة، وهو ما يؤهلها للعب دور كبير في المرحلة المقبلة، خصوصا وأن هذا الدور بدأت ثماره الفعلية بالظهور مع التوقيع النفطي بين وزارة الطاقة والمياه وشركة “روسنفت” الروسية قبل نحو الشهر من اليوم، ولذلك أقول إنه لا يجب الاستخفاف بمقدرات شمالنا الحبيب، وهذا ما استدعى منا كنقابة للمهندسين، تكثيف نشاطنا العلمي والاستشاري، تحضيرا للمرحلة المقبلة، عبر تأهيل الطاقات والتشبيك مع كبريات الشركات، انتظارا للحظة الانطلاق. إننا نأمل الخير الكثير بوجودكم هنا، ونؤكد استعداد نقابتنا لتلقف كل المبادرات الايجابية، وفي طليعتها الشراكة مع دولة الصين العظيمة”.
واعقب ذلك عرض فيلم فيديو تعريفي عن طريق الحرير بين الماضي والحاضر.

الجسر
ثم عقدت ندوة حوارية حول “طريق الحرير ودوره في تنمية منطقة الشمال”، تحدث في مستهلها رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية النائب سمير الجسر.

وقال: “بداية لا بد من شكر منظمي هذه الندوة، والجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية على هذه البادرة، التي من شأنها أن تلقي الضوء على مدلول طريق الحرير بكل أبعاده الإقتصادية والثقافية والحضارية في الماضي مع التوقعات بالنسبة الى المستقبل، كما أوجه التحية الى نقابة المهندسين بقيادة النقيب زيادة التي أصبحت منذ سنوات حاضنة للكثير من الأنشطة الإقتصادية والبيئية والعلمية والإجتماعية، والتي من شأنها إذكاء العمل والتفكر في سبيل المدينة. وشكر غرفة التجارة والصناعة والزراعة بقيادة الصديق دبوسي الذي أرسى في الغرفة دينامية جديدة ولافتة لا تألو جهدا في دفع الحياة الإقتصادية في المدينة مع إصرار كبير على جعل طرابلس العاصمة الإقتصادية للبنان. ولا أنسى بالطبع الأخوة في المنطقة الإقتصادية الخاصة الذين عملوا ولا يزالون في ظروف صعبة للغاية من سياسية وإقتصادية على إطلاق العمل في المنطقة الإقتصادية الخاصة، والتي أعرف كما يعرف الكثيرون غيري عن الجهد المميز الذي بذلته الوزيرة ريا الحسن في هذا المجال ولا تزال” .

أضاف: “طريق الحرير في الواقع هي شبكة من الطرق شقتها الحركة التجارية، وعلى مراحل، منذ ما يقارب الخمسة آلاف سنة. إمتدت الشبكة من شمال الصين الى كل ما يعتبر تمددا طبيعيا للحركة التجارية وإنقسمت الى فرعين: شمالي يمر عبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم وحتى البحر الأسود وصولا الى البندقية، وجنوبي يمر في تركستان وخراسان وعبر بلاد ما بين النهرين والعراق والأناضول وسوريا الى البحر المتوسط وشمال أفريقيا. وإذا كانت نشأة طريق الحرير تعود إلى إكتشاف صناعة الحرير حوالى 3000 سنة قبل الميلاد إذ عرفت صناعة الحرير تفننا مبهرا لإتقان صنعته وتطريزه. فسعى الناس الى إقتنائه بشتى السبل. فإن التجارة على طريق الحرير لم تكن بإتجاه واحد ولم تقتصر على الحرير فقط، فقد رافقها الكثير من السلع التي كانت تحملها القوافل ذهابا وإيابا، فإنتقل مع الحرير على مر الأزمان سلعا شتى كان من بينها الورق والبارود والطباعة والبوصلة كما رافق هذا التبادل التجاري تبادل ثقافي وحضاري. فعرفت الصين البوذية وعرفت آسيا الإسلام”.

وقال: “مع الوقت لم يقتصر طريق الحرير على الطرق البرية، فمع تقدم الملاحة وبسبب الحروب التي قامت على الطريق في أزمان مختلفة عرفت طريق الحرير طريقا بحرية أكثر أمانا، فكانت البضائع تنتقل من الصين الى الهند ومن شواطىء الهند كان البحارة العرب ينقلون بضائع الصين والهند من الهند الى شبه الجزيرة العربية من خلال الخليج العربي أو من خلال البحر الأحمر وحتى منطقة السويس ومنها الى المتوسط وشمال أفريقيا، وطبعا كانت القوافل تنقل بالمقابل بضائع الجزيرة العربية من بخور وعطور ونحاس ولؤلؤ. لقد كانت الطريق تزدهر وتخبو بحسب الحروب التي تنشأ حول الطريق وبسببه نتيجة الأطماع في ما خلفته التجارة عبر هذه الطرق من ثروات ضخمة”.

وأردف الجسر قائلا: “مع الفتح الإسلامي الذي وصل الى حدود الصين، أصبحت معظم هذه الطرق من ضمن ما عرف بديار الإسلام وخلقت الفتوحات كتلة إقتصادية كبيرة من شمال أفريقيا الى حدود الصين، نمت في ظلها التجارة مع الصينيين الذين تميزوا بحكمة كبيرة. وللتدليل على الإزدهار الذي خلفته التجارة عبر طريق الحرير، فإنه ينقل عن هذا الأمر أن طريق الحرير أدى الى تراكم المخزون العالمي من الذهب في الصين حتى أنه بحلول القرن العاشر الميلادي صارت الصين وحدها تمتلك من مخزون الذهب قدرا أكبر مما تمتلكه الدول الأوروبية مجتمعة”.

وتابع: “ما أريد أن ألفت الإنتباه اليه هو أن الطريق ليس وسيلة إنتاج، بل أن طريق الحرير هو وسيلة لنقل الإنتاج الذي كان ينتج على طريق الإنتاج. وإذا كانت صناعة الحرير قبل /5000/ عام، بما شكلت من إبتكار لافت وجاذب قد ساهم في إطلاق بناء الطريق بين الحواضر التي كانت منتشرة على جوانب الطريق، مع ما ترتب ذلك من تفاعل بين مختلف الحواضر، فإن التجارة عبر الطريق ومن دون شك، قد ساهمت في تطور الإنتاج في هذه الحواضر التي أصبح لديها مصارف متعددة لإنتاجها”.

وقال: “إن الإزدهار الإقتصادي والتطور العلمي، وخصوصا في مجال إقتصاد المعرفة والنمو الإستثنائي قد وفر للصين فائض عملات تجاوز بضع تريليونات من الدولارات. وإذا كان الإنتاج الصيني الفائض كما قالت نيويورك تايمز يعد أهم الدوافع التي تقف خلف مبادرة الصين في مشروعها “حزام واحد طريق واحد”، فإن الصينيين يعملون بتخطيط جيد لهذا المشروع مع الدول الـ 68 التي وافقت على المشاركة في المبادرة، وإن الصين تنفق حاليا 150 مليار دولار سنويا، وإن المشروع حين يتكامل وينضج فإن حجم الإستثمارات سيبلغ 4 تريليونات دولار. ومن بين الإستثمارات فقد وظفت الصين في باكستان وحدها ما يقارب 50 مليار دولار في تطوير شبكة النقل والمرافىء، أريد أن اضيف أن الصين ليست جمعية خيرية وإن الإستثمارات التي تنفقها كما في باكستان تساعد على تنمية باكستان وعلى تسهيل التجارة معها ومع دول أخرى عبر شبكة النقل والمرافىء”.

أضاف: “أن إحياء طريق الحرير بما يتلاءم مع متطلبات العصر دفع بالصين الى تطوير شبكات النقل مع العالم، وأن مشروع خط سكة الحديد (خدمة قطار لنقل البضائع) من إقليم تشجيانغ في شرق الصين الى لندن هو أكبر دليل على ذلك. إنهم يخططون لتسهيل التجارة مع 65 دولة تمثل 60 % من سكان العالم”.

وتابع الجسر: “إن إحياء طريق الحرير بما تخطط له الصين لن يكون له تأثير فقط على الحركة الإقتصادية، بل ان أثره سيمتد حتما الى الحالة الجيو سياسية. وفي النهاية هل أن لبنان وطرابلس تحديدا يقعان على طريق الحرير. أترك أمر الجواب عليه لسعادة السفير فهو أدرى بالإتفاقات التي تحضر”.

وقال: “من دون أن أستبق الأمور، فإني أعتقد أن “الصينيين يترددون حتى اللحظة بالدخول في إستثمارات مباشرة في لبنان لغياب الأرضية الخصبة للإستثمار المباشر كما يقولون. وهو تعبير لائق يشتهر به الصينيون ويستعملونه، وإني أعتقد أن تداعيات ظروف المنطقة على لبنان والأزمات السياسية الداخلية يحملهم على الإعتقاد أن لبنان لا يتمتع بالإستقرار الكافي للإستثمار المباشر فيه، مع العلم أن لبنان بما يتمتع به من مرافق نقل (مرفأ بيروت مرفأ طرابلس المطارات) ومع ما تقرر في مؤتمر سيدر لتطوير المرافىء والطرق والمطار وسكة الحديد التي بحسب علمي جذبت إهتمام الصينيين، إضافة الى قطاع الخدمات التي يوفرها لبنان وبالذات في القطاع المصرفي، فضلا عن الطاقة البشرية المتعلمة قد يشكل على الأقل مكتبا خلفيا مهما لكل من يرغب في المشاركة في إعادة إعمار سوريا والعراق”.

وختم الجسر: “أعود الى ما سبق أن قلته أن الطريق بذاته ليس وسيلة إنتاج بل هو واسطة نقل. وصحيح أننا نستطيع دائما أن نستفيد من خدمات النقل، لكن الإستفادة الأكبر تكون عندما ننمي وسائل الإنتاج عندنا التي تستطيع أن تستفيد من وسائل النقل.
فماذا حضرنا لتنمية وسائل الإنتاج؟ إن مشروع المنطقة الإقتصادية الخاصة بما يوفر من تحفيزات قد يكون عنصرا مهما في جذب المستثمرين مما يساعد على تنمية وسائل الإنتاج”.

ثم تناول الجسر نص المواد القانونية بشأن التحفيزات بخصوص المنطقة الإقتصادية الحرة، وما إذا كان هناك من معوقات، مؤكدا ان “لا معوقات حقيقية في وجه المنطقة الإقتصادية الخاصة وبقي أن ندفع للتسريع في إنجاز المشروع وتحضيره للمستثمرين، عسى ان يساعد ذلك في الإستفادة أكثر من طريق الحرير”.

حبيش
ثم تحدث النائب حبيش فقال: “عندما زرت الصين منذ خمس سنوات مع صديقي أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، وإستمعت معه في لقاءاتنا السياسية من كبار المسؤولين الصينيين عن هذه التجربة الرائعة، تذكرت معه بلدنا الحبيب لبنان، وقلت له إذا قارنا بين التجربتين المتماثلتين في الأوضاع الإقتصادية والسياسية والعسكرية، نجد أننا بحاجة ماسة لنتعلم من هذه التجربة لا بل لنطبقها في لبنان لأنها الرائدة، ويجب ان تعلم في المدارس السياسية العالمية، وان تكون نموذجا يحتذى به في الدول التي مرت او تمر بأزمات مماثلة، ذلك لأن الحزب الذي إستلم دولة ارضها محتلة وإقتصادها منهار وسياستها مهترئة وحولها بفعل عمله الجبار وسياسته الحكيمة إلى إحدى اكبر الدول على الأصعدة الإقتصادية والعسكرية والسياسية في العالم” .

أضاف: “اليوم وبعد عقود من العمل الدؤوب، خرجت الصين من حدودها الجغرافية واصبحت نظرتها نحو التوسع ونحو التواصل مع دول العالم، من هنا أتت مبادرة مشروع “طريق الحرير” الذي نحاضر بأهميته اليوم، نعم هذه المبادرة التي اعلن عنها الرئيس الصيني، وأعتبر أنها ترتكز على مبادىء السلام والتعاون والإنفتاح وتمثيل الجميع والمساواة والتعلم من الآخرين والمنفعة المشتركة وسيادة القانون وتكافؤ الفرص للجميع، هذه المبادرة التي لا يمكن إلا ان تكون جزءا لا يتجزأ منها، فلبنان كان وما زال صلة الوصل التاريخية بين الشرق والغرب، ولم يكن يوما إلا اداة لنشر السلم والحضارة وتبادل الثقافات والتجارة بكافة اشكالها”.

وأردف قائلا: “اللبناني مبادر وخلاق ومبدع، ولم يكن امامه إلا أن يعتمد على نفسه وان يكون وسيطا بين الشعوب والحضارات، فإشتهرت مرافئه وابحرت مراكبه وإنتشرت، واصلة العالمين القديم والجديد، ونحن اليوم كإمتداد طبيعي لذلك التاريخ، ومن موقعي كنائب عن عكار والشمال يمثل طموحات شعبه ورقيه وتطوره والباحث عن فرص عمل لشبابه والمتطلع إلى افضل إستغلال لمقدراتنا الجغرافية والطبيعية والإقتصادية، إن كان لجهة مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في القليعات ومرفأي طرابلس والعبدة والمنطقة الإقتصادية الحرة ودورها وحدودنا البرية والبحرية واهميتها وخط سكك الحديد ودوره، فإنني أطمح لأفضل العلاقات الإقتصادية مع كافة الدول الشقيقة والصديقة، فما يحكمنا جميعا هو المصالح المشتركة”.

وقال: “لذلك أرحب بمضمون هذه الندوة لأنها تأتي ضمن إطار كل ما ذكرته آنفا وآمل أن نستخلص منها خلاصات مفيدة للشعبين الصيني واللبناني، وأن نعزز أواصر الصداقة والتعاون بيننا، وإن ما أعلن عنه من قبل المراجع الصينية وقيادتها السياسية عن طريق الحرير وما يحمله هذا الإسم من رمزية تاريخية وحضارية حيث تفاعلت الحضارات القديمة في ما بينها رغم كافة الحروب والصراعات القائمة آنذاك”.

وختم حبيش: “إن الإقتصاد والتنمية يوحدان الشعوب قبل الإيديولوجيات والسياسات، فما قيل قديما “الإنسان يشبع ثم يتفلسف” اي اننا بحاجة إلى تأمين الرفاه المادي والإقتصادي لشعوبنا الذي سينعكس حتما إستقرارا وأمنا وسلاما وثقافة علينا جميعا، فالعملاق الصيني بإقتصاده وثقافته وحضارته الممتدة لآلاف السنين قرر هدم السور العظيم وقرر الإنفتاح على الشعوب والحضارات الأخرى، ونحن اللبنانيين ذاك الشعب الحي المنفتح صاحب التاريخ العريق في التجارة والثقافة والتلاقي نمد يدنا لكل ما فيه مصلحة الإنسان وخدمته وإنمائه وتطوره ولن نبني سورا في وجه التطور والإنفتاح”.

كيجيان
ثم تحدث السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان فقال: “الهدف من هذه المبادرة تنسيق السياسات بين حكومات البلدان الواقعة على حزام طريق الحرير، الذي يمتد من شرق آسيا إلى اوروبا وشرق افريقيا عن طريق أسيا الوسطى واوروبا الشرقية والشرق الأوسط، وايضا حكومات البلدات التي تقع في الطريق البحري في القرن 21 الذي يبدأ من الصين إلى جنوب شرقي آسيا وصولا إلى افريقيا فأوروبا عن طريق البحر”.

أضاف: “كثيرا ما نتكلم عن التعاون بين الصين ولبنان، ونقصد بذلك الحزام الذي يجمع هذه المنطقة بشكل عام، وهذا من النقاط الاساسية في هذه المبادرة، اي تنسيق السياسات بين الحكومات والتجارة وربط البنى التحتية والمرافق الاساسية في ما بينها، وتعزيز التعاون الإنمائي في ما بينها والتواصل الإنساني، ومن اهم القواعد الاساسية من هذه المبادرة هي التشاور في ما بين الأطراف المشاركة والعمل المشترك والتقاسم في النتائج” .

وتابع: “آلية التنفيذ للمشاريع في هذه المبادرة هي ان تقوم الحكومات في هذه المنطقة بالعمل على إنشاء منصة ووضع القواعد السياسية والإنمائية وستكون الشركات والمؤسسات هي الداعم الاساسي في التعاون وفق قواعد السوق والأوضاع الإقتصادية السائدة”.

وقال: “آخر المستجدات على صعيد هذه المبادرة هو التوقيع على170 إتفاقية للتعاون في ما بين الصين وحكومات من دول مختلفة في العام الماضي في إطار حزام طريق الحرير وبلغ التبادل التجاري بين الصين وهذه البلدان ترليون و300 مليون دولار اميركي منها 704 مليار دولار صادرات صينية و560 مليار دولار واردات من هذه المناطق والبلدان، ووصلت قيمة الإستثمارات للشركات الصينية في هذه المناطق إلى 15 مليار و600 مليون دولار”.

واشار الى انه “تم إنجاز سلسلة من المشاريع في هذه المناطق وهي عبارة عن جسور وطرق وسكك حديد، وحصل تقدم كبير في مجال الإتفاقيات المتعلقة بالتجارة الحرة مع بلدان عديدة، وكذلك بوشر بتنفيذ مشاريع تتعلق بالبنى التحتية وصل عددها إلى 93 مشروعا بعضها في لبنان، كما هناك مشاريع تتعلق بالإتصالات والأقمار الإصطناعية والتنمية العمرانية، كما تم تسيير رحلات مباشرة بالقطار من الصين إلى اوروبا”.

وقال: “ان نجاح هذه المبادرة يكمن في قاعدة التشاور والعمل المشترك والتبصر في النتائج والإهتمام بالقواعد وعدم اللجوء إلى وضع قيود او شروط، وفي ما يتعلق بلبنان تم التوقيع على مذكرة التفاهم بين الصين ولبنان، بالتعاون في إطار مبادرة حزام طريق الحرير في العام 2017 وتم الإتفاق بين الحكومتين بخصوص التمويل الصيني لبناء المعهد العالي للموسيقى في بيروت وقريبا سيفتتح لبنان البنك الآسيوي لتنمية البنية التحتية”.

وتابع السفير الصيني: “في ما يتعلق بشمال لبنان ومن ضمن مشروع إتفاقية “سيدر” هناك مشاريع كثيرة بخصوص مدينة طرابلس وشمال لبنان، ونتطلع إلى مزيد من التعاون مع الحكومة اللبنانية ومع المسؤولين في شمال لبنان للبحث في إمكانية التعاون في ما بيننا لتنفيذ مشاريع تربوية وإجتماعة وفقا لإحتياجات الجانب اللبناني والخطة التنموية والأولويات التي تضعها الحكومة اللبنانية لتحقيق المنفعة المتبادلة للطرفين، والكثير من الأصدقاء اللبنانيين يهتمون بمشاريع محددة يمكن ان نعمل سويا في طرابلس وشمال لبنان، وفي الحقيقة ووفقا لقاعدة التشاور والعمل المشترك والتقاسم في النتائج نعتمد على الجانب اللبناني لطرح الجانب التنموي والأولويات للبنان التي يجب ان نطلع عليها وعلى الخطة المتبعة في هذا المجال. وبالتالي ينشأ التشاور بشأن هذه الموضوعات، ومن جانبنا فإننا لا نطرح مواضيع محددة ولا خطط معينة للبنان او لأي بلد أو منطقة”.

وختم كيجيان: “نحن مستعدون للعمل مع الحكومة اللبنانية ومع المؤسسات اللبنانية لتنفيذ اي مشروع يمكن ان نتفق عليه ونحن منفتحون على اي مشروع قد يرى الجانب اللبناني انه يقع في اولوية الخطة التنموية في لبنان ولها جدوى إقتصادية وإجتماعية بعد مراجعة من قبل الشركات والمؤسسات المالية الصينية تتعلق بالجدوى الإقتصادية والإجتماعية لهذا المشروع او ذاك، وان تتفق الحكومتان على الإستفادة من دعم الجانب الصيني في ما يتعلق بالقروض الميسرة او بوسائل اخرى. وقد قامت العديد من الشركات الصينية بجولات في مدينة طرابلس والشمال وشمل ذلك مرفأ طرابلس والمنطقة الإقتصادية”.

دبوسي
وتحدث دبوسي متناولا العلاقة بين طرابلس والشمال وبين الصين، متوقفا عند المشروع الذي تسعى الغرفة إلى تحقيقه مع الجهات المعنية في إطار طريق الحرير والمتضمن ربط مرفأ طرابلس بمطار الرئيس رنيه معوض في القليعات، ليكون منصة لإعادة إعمار سوريا من جهة ونظرا لما لهذا المشروع من فوائد إقتصادية وسياحية وتجارية لابناء المنطقة وعموم لبنان”.

وقال: “شريك لديه تجربة ناجحة جدا هو الأول في نمو الإقتصاد العالمي هو جمهورية الصين الشعبية، وحزام وطريق الحرير محوري وطريق جديد لإقتصاد جديد وثقافة جديدة او متجددة كما اشار النائب سمير الجسر، خمسة آلاف سنة مرت فيها الصين بظروف صعبة في بعض الحقبات وعادت الجمهورية منذ 70 سنة حيث أغنت مسيرة الصين افكارنا ودور لبنان من طرابلس الكبرى مع الصين، وقد مضت ست سنوات منذ إطلاق رئيس جمهورية الصين طريق وحزام الحرير الجديد”.

أضاف: “صحيح اننا وقعنا على ان نقوم ضمن طريق الحرير، ولكن هل هذا يكفي كما تساءل النائب الجسر؟ هل حست الصين حكومة وشعبا بأن لبنان يحضر لهذه الشراكة؟ وما هو دورنا في هذه الشراكة مع الصين ومع شركاء الصين الذين بلغوا حتى اليوم 65 بلدا؟ واليوم إذا بقي مرفأ بيروت قدرته مليون و600 الف كونتاينر بالسنة هل يستطيع مرفأ طرابلس الذي يستقبل حاليا200 الف كونتاينر بالسنة مع كل الأعمال التي دخلت ضمن قرض البنك الإسلامي لتصبح قدرة مرفأ طرابلس على إستقبال مليون كونتاينر في السنة؟ وليصبح مجموع المرفأين مليونين و600 الف كونتاينر بالسنة؟.

وتابع: “الدراسات تقول ان الحد الأدنى لدورنا في السنة هو 20 مليون كونتاينر بالسنة لذلك نحن ليس لدينا مرافىء، نحن لدينا دكاكين، والمفروض ان نجهز لكي يكون لدينا مرفأ متطور، ودراستنا كغرفة تجارة التي تشمل الساحل من الناقورة حتى العريضة تشير إلى انه ليس من مكان بإمكانه ان يصبح جاهزا للإستثمارات وارضيته صالحة، واعماقه متناسبة إلا المنطقة الممتدة من مرفأ طرابلس في الميناء حتى القليعات مطار الشهيد رينيه معوض في عكار”.

وأكد “اننا حضرنا دراسة اولية لمرفأ ومنطقة إقتصادية خاصة تمتد من الميناء حتى القليعات مساحتها 10 مليون و452 مترا مربعا، معظمها مملوك من الدولة اللبنانية، وبالوقت نفسه قمنا بدراسة مطار القليعات الذي تبلغ مساحته حاليا 3 مليون متر مربع وقادر ان يكون مطارا متواضعا، وإذا كنا نريد ان نشارك الصين فيلزمنا مشاريع عملاقة، ومجتمعنا ليس بإمكاننا إنقاذه وننقذ وطننا إلا بمشاريع عملاقة تخلق عشرات آلآف فرص العمل، من خلال مؤسسات صغيرة ومتوسطة وكبيرة، ونحن نواصل ذلك مع الإتحاد الأوروبي، ولكن كل ذلك بحجم “حبة مسكن” فوضعنا الإقتصادي صعب، ولكن عندنا فرص كبيرة جدا”.

وبواسطة شاشة كبيرة، اوضح دبوسي تفاصيل هذا المشروع الممتد من الميناء إلى القليعات حيث يبلغ طول الخط البحري 20كلم، والدراسات تشير انه إذا طمرنا 500 متر داخل البحر نصل إلى عمق 10 أمتار اي ان الجدوى الإقتصادية للطمر هي 10 مليون و452 مترا مربعا وهي جدا جاذبة للإستثمار، وهكذا يكون لدينا مطار إقليمي دولي في لبنان، من طرابلس الكبرى، من شمال لبنان، وان يكون بيئيا وذكيا وان نكون نحن فعلا مواكبين وقادرين على جذب الصينيين. وبذلك نكون فعلا قد وضعنا خطة متكاملة بيد رئيس الحكومة سعد الحريري ليؤكد امام الصينيين اننا جاهزون للشراكة معهم في احد اهم المحطات الإستراتيجية على طريق حزام الحرير”.

ثم ادار المهندس نبيل الاسعد المرعبي حوارا بين المتحدثين في الندوة وبين الحضور، تركز على النقاط والموضوعات التي تم عرضها والحديث عنها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.