موقع متخصص بالشؤون الصينية

دراسة اللغة الصينية تتنامى وتتزايد في لبنان

0

وكالةأنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
جذب تعلم اللغة الصينية الطفل اللبناني نديم شيتي، بعد شرح استمع اليه حول الصين والقصر الإمبراطوري المعروف بالمدينة المحرمة في وسط بكين.
ويبلغ نديم من العمر سبع سنوات، ويتلقى تعليمه في مدرسة الليسيه الفرنكفونية اللبنانية في بيروت.
وقال نديم لوكالة أنباء ((شينخوا))، “أحب اللغة الصينية التي بدأت بدراستها بعد شرح قدمه لنا أحد المدرسين حول الصين والمدينة المحرمة في وسط بكين”.
وأضاف “أدركت مدى أهمية الثقافة الصينية وجذبني عالمها الجديد تماما بالنسبة لي، وبدأت بدراسة تعلم اللغة الصينية في معهد كونفوشيوس في جامعة القديس يوسف”.
وتشعر أيمي شيتي والدة نديم بسعادة غامرة لأن ابنها يتعلم اللغة الصينية، وتؤكد أهمية نشر الوعي في لبنان حول المؤسسات التي تعلم اللغة الصينية.
ويتفاعل اللبنانيون بشكل منفتح وايجابي وإرادة بالتقارب والتواصل، مع الثقافة والحضارة الصينية التي تستهويهم بفنونها وتقاليدها اضافة الى انجازاتها وتطورها العلمي والتكنولوجي.
وشكل توسع التجارة الناشطة بين الصين ولبنان وتعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات فضلا عن توافر مراكز تعلم اللغة الصينية، عاملا اضافيا من عوامل تشجيع وزيادة عدد اللبنانيين الطامحين لدراسة اللغة الصينية والتعرف على ثقافتها وحضارتها.
وتعلم اللغة الصينية الغنية متاح في بيروت وبمتناول مختلف الفئات العمرية من الأطفال الى الشباب والطلاب الجامعيين والباحثين وأصحاب الفضول الفكري ورجال الأعمال أو الراغبين باكتساب وعي أكبر بالثقافة الصينية وتعلم لغتها بدوافع مختلفة.
وقال الطفل آدم عيد (7 سنوات) انه يدرس اللغة الصينية في معهد كونفوشيوس وقد سافر حوالى 5 مرات الى الصين لأن والده يعمل هناك.
وأضاف “أحببت الصين وقررت تعلم اللغة الصينية، وأتمنى لو أنني أستطيع العيش في الصين لوقت طويل للتعرف على المزيد من الثقافة وممارسة اللغة”.
ويتعلم اللغة الصينية أيضا عدد متزايد من طلاب الجامعات لادراكهم أهمية اللغة الصينية والقيمة التي تضفيها إلى وظائفهم وأعمالهم المستقبلية.
وقالت غاسيا دكرمجيان، وهي خريجة جامعية لبنانية حاصلة على درجة البكالوريوس في اللغة الصينية، “أعطتني دراسة اللغة الصينية الفرصة للعمل مع الشركات الكبرى التي تتعامل مع الصين”.
وتعمل دكرمجيان على مساعدة الشركات في تسويق منتجاتها في الصين من خلال ترجمة نصوص مواقعها على شبكة الإنترنت من العربية والإنجليزية إلى الصينية.
كما تعمل أيضاً مع مصمم الأزياء اللبناني الشهير عالميا إيلي صعب من خلال تسويق منتجات محترفة عبر الإنترنت باللغة الصينية.
وعلى نحو مماثل، قالت كارن شمالي، والتي تخرجت أيضا بدرجة البكالوريوس في اللغة الصينية من الجامعة اللبنانية، إن دراستها الجامعية كانت ذات أهمية وميزة كبرى في حياتها المهنية.
وقالت “أنا فخورة بأنني في عمري البالغ 21 عاما أصبحت مدرسة للغة الصينية في جامعة الروح القدس بشرق بيروت حيث أدرس صفوفا خاصة للأشخاص المهتمين باللغة”.
وأوضح ليو لي نائب المدير السابق لمعهد كونفوشيوس في بيروت لـ ((شينخوا))، أن بعض الخريجين من طلاب المعهد تم توظيفهم من قبل الشركات الصينية في دبي بدولة الامارات العربية المتحدة بينما تخصص آخرون في الترجمة ونجحوا في العثور على وظائف في هذا المجال”.
وذكر ليو أن معظم المراهقين الذين يتعلمون اللغة الصينية لديهم آباء يعملون في الصين.
وأشار إلى أن معظم طلاب المعهد يقولون إنهم يحبون اللغة الصينية التي ستمنحهم فرصة للحصول على مستقبل عظيم.
ولفت الى أن الجامعة اللبنانية، وهي جامعة رسمية حكومية، هي المؤسسة التعليمية الوحيدة في لبنان التي تقدم درجة البكالوريوس في اللغة الصينية بعدما افتتحت قسماً خاصاً بها كجزء من منهج مركز اللغات والترجمة ووقعت عدة اتفاقيات مع جامعات صينية.
وأضاف ليو أن جامعات أخرى خاصة مثل “جامعة القديس يوسف” و”جامعة الروح القدس” تنظم دورات انتقائية لطلابها.
وعبر عن اعتقاده أنه في الوقت الذي يكتسب فيه تعلم اللغة الصينية المزيد من الزخم بين اللبنانيين فانه لا يزال هناك طريق طويل قبل أن تنتشر اللغة بشكل جيد في لبنان.
وذكر ليو أنه بحلول نهاية العام الماضي، بلغ عدد الطلاب المسجلين في معهد كونفوشيوس 302 طالب وأن عدد الدراسين كان خلال السنوات الخمس الماضية يتزايد بمعدل يبلغ 10 في المئة سنويا.
ويقيم المعهد شراكة مع مصرف “فرنسبنك”، وهو أول مصرف لبناني افتتح فروعا في الصين، حيث ينظم دورات مكثفة لعدد كبير من المدراء والموظفين.
وقال ليو إن 10 طلاب من جميع أنحاء لبنان حصلوا بالشراكة مع معهد كونفوشيوس على منح للدراسة في إحدى الجامعات في الصين في الإختصاصات التكنولوجية المتقدمة والاختصاصات الطبية كالتدليك الفيزيائي والوخز بالإبر الصينية.
ويستضيف معهد كونفوشيوس معسكرا صيفيا في الصين في كل عام بحسب ليو الذي أشار الى أنه “في العام الماضي كان لدينا 19 طالبا ذهبوا إلى معسكرات صيفية وأمضوا 14 يوما في التعرف عن قرب الى الثقافة والتقاليد الصينية”.
وتأسس معهد كونفوشيوس في بيروت في العام 2006 وهو واحد من أكثر من 560 معهدا ثقافيا في أكثر من 137 دولة حول العالم تحمل اسم كونفوشيوس أبرز قدامى الفلاسفة الصينيين.
وتشكل هذه المعاهد جسورا ثقافية تعرف العالم على الحضارة الصينية ولغتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.