موقع متخصص بالشؤون الصينية

(70) سنة.. الأمة الصينية في عيون عربية

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
تسنيم الفرا*:
إذا أردت أن تعرف حقيقة الشعب الصيني وواقعه، عليك التوجه الى الصين، وعليك قطع مسافة الآف الأميال، وليس مشي ميل واحد كما مشى الزعيم الملهم ماوتسي تونغ، مشياً متسلّقاً الجبال، ونازلاً إلى الوديان، ومختبئاً في الغابات الصّماء، ليصنع تاريخاً وأمة وانضاطاً، وعليك العيش المشترك مع شعب الصين، وتقاسم الفرح والحزن معه، والتضحية الأكبر من أجل إدراك مفهوم العمل والانضباط، ومَعنى محبة الوطن والتضحية في سبيله، لتُدرك معنى الحياة الجديدة..

الأمة الصينية، أُمة ماوتسي تونغ المُحرّر والاستقلالي، وأُمة شي جين بينغ الباني والمُعزّز.. إنها أًمة المليار ونصف المليار نسمة.. إنها “أمّة العَلَم” الخفّاق.. أُمة العِلم، التكنولوجيا.. أُمة تُعلّمنا المحبة والتضحية من أجل العقيدة الراسخة في فداء الوطن والدفاع عنه.. إنها أُمة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.. أمةُ الاشتراكية الراسخة في القلوب والعقول.. وأُمة التشغيل والقضاء على الفقر وتوفير حياة فُضلى للأرياف والمدن.

في هذا السياق، ينبّهنا الوعيم “شي” الى ضرورة عدم نسيان الغاية الأصلية، ودوام تذكُّر الرسالة الرئيسية، وهي رفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عالياً، لإنجاز تحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وإحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، والكفاح بجهد دؤوب في سبيل تحقيق حُلم الصين التاريخي المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية.

لماذا نحيي الأُمة الصينية ونريد أن نعيش بين ظهرانيها، لنتعلم منها إشتراكية غير مسبوقة؟!
في العام المنصرم 2018، تم انتشال نحو 10 ملايين صيني من سكان المناطق الريفية من الفقر، وفي العام نفسه الذي تزامن والذكرى الـ40 لبدء “عملية الإصلاح والانفتاح” كشفت الصين للعالم عن إصلاح منهجي وشامل وهيكلي شُجاع لمؤسسات الحزب والدولة معاً، لم يَسبق له مثيل في التاريخ، فتم تنفيذ أكثر من 100 إجراء إصلاحي مهم وعميق، وبرغم ذلك، فإن الإصلاحات الصينية “لن تتوقف أبداً، ولن يزداد بابها إلا انفتاحاً” – كما أكد المُعلّم “شي”..
وفي معركة الحرب على الفساد والإفساد، يقول “شي” أننا ثابرنا على مكافحة الفساد بما يتّسم بانعدام أي منطقة محظورة وانعدام التغطية الشاملة وعدم التسامح إطلاقاً في مكافحته، فواظبنا بثبات لا يتزعزع على “ضرب النمور والذباب” (في إشارة إلى كبار الفاسدين وصغارهم)، و”صيد الثعالب” (هي حملة خاصة شنتها سلطات الأمن العام الصينية وتهدف إلى القبض على الهاربين في الخارج المشتبه في ارتكابهم جرائم اقتصادية)، حيث تحقّق هدف شلّ جرءة الفساد، وأُحكم الإطار المؤسسي لضمان عدم وجود إمكانية لتطوّر الفساد إلى مستوى أعلى، ويجرى حالياً بناء سد لضمان تحجيم الفساد، وتم تشكيل الموقف الكاسح لمكافحة الفساد مع توطيد هذا الموقف وتطويره.
هذه الاصلاحات والنجاحات لم يجترحها كائن مَن كان في عمر البشرية من ألفها إلى يائها، وفي كل قارّاتها وحيث يصبح الفقر والإفساد علامة فارقة لدول كثيرة في العالم، تفاخر به بدلاً عن مكافحته واجتثاثه!

وعلى أعتاب العام الجديد 2019، لم ينسَ الأمين شي جين بينغ تنبيه الشعب كله إلى ضرورة النضال من أجل “القضية العظيمة غير المسبوقة” في سياق 2019، الذي يواكب الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وأوضح “شي” أن الشعب الصيني الذي يمتاز بالاعتماد على النفس والعمل الجاد والجرأة، قد خلق “معجزة صينية” أشاد بها العالم، مُتعهّداً بالاعتماد على الشعب ودفع القضية خطوة بخطوة.. ولهذا نريد العيش في الصين لنتعلم من “شي” وننضبط ونتقدم ونتعقلن..

سواسية في القول والعمل
بعد عصر التحرّر وضمان الاستقلالية، بدأ الصينيون يجترحون مهام النهوض يالاشتراكية، برغم الجراح العميقة والدمار الشامل الذي لحق بهم، فأنهضوا عجلة الصناعة، وسرّعوا في دورانها، وشرعوا في التعلّم وافتتاح المدارس والكليات والجامعات، وعلّموا المزارعين فلاحة الأرض بتقنيات مُجدّدة، وزرعوا كل شخص في مكانه الأنسب ليعطي ما عنده من خبرات وجهد وانتاج في اختصاصه، ووصلوا بالعمل الليل بالنهار من أجل الوطن ومحبته وللتفاني في خدمته، وللحفاظ على تراب الصين، وتم كل ذلك تحت مظلة الاشتراكية الوضاءة التي تؤمّن أساليب وهدف العيش والحياة وضرورات توفير إراحة ُمثلى للشعب كله، وليس لبعضه كما في دول الفروقات والإفساد والاستغلال.

في دروس الرفيق “شي” علم وعمل واخلاص، ونقرأ الجواهر والدرر الملاح عن مهام إنسانية القَسمات وعصر صيني – عالمي مُذهلٍ آتٍ: إن هذا العصر الجديد هو عصر لوراثة السلف والتمهيد للخلف ومتابعة عمل الماضي وشق طريق المستقبل ومواصلة إحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في الظروف التاريخية الجديدة، وعصر لتحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل ثم بناء الصين لتصبح دولةً اشتراكيةً حديثةً وقويةً على نحو شامل، وعصر لتضامن أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وكفاحهم لمواصلة العمل على خلق حياة جميلة وتحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب تدريجياً، وعصر لتوحيد جهود جميع أبناء الأمة الصينية في سبيل تحقيق حُلم الصين المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية بكل قوة وشجاعة، وعصر لاقتراب بلادنا من صدارة المسرح الدولي يوما بعد يوم ومواصلة تقديم إسهامات أكبر للبشرية.
الأمين “شي” يخاطب الامة كل الأمة دون تفرقة بين مُعتقد ديني ولون ولغة، لذلك تأكد العالم ان أُمة “شي” الصينية ليس فيها تفرقة ما بين الديانات والمعتقدات، اللغات والألوان.. فجميعهم سواسية في الوطن الكبير، تجمعهم رايته وحب أُمّهم – الأرض، وتربطهم المودّة فيما بينهم.. والكبير فيهم في عون صغيرهم، والصغير يتعلم من الكبير.. الصين اليوم ليست صين الأمس.. الأمة الصينية عانت كثيراً من الويلات والحروب الكونية والقارية.. ومن الاحتلالات المتواصلة.. وقاومت الغزاة، صغيرهم وكبيرهم قاوموا جحافل الوحوش الآدمية التي فتكت بهم، فأُسقط من الصينيين عشرات بل مئات الملايين من القتلى بالرصاص والرماح والسيوف، أطفالاً و كباراً، ومثلهم من الجرحى والمشوّهين، لكنهم دحروا الأعداء بثمن باهظ، وفرضوا نصراً إثر نصر على عدو غاشم ومتعدد الألسن والسّحن.. ولقّنوا المُحتلّين درساً ما يَزال مَاثلاً في القرن الحادي والعشرين..

ولكل لذلك، فقد سبق للأمين شي جين بينغ، أن دعا القوات العسكرية للبلاد إلى مراقبة الوضع في بحر الصين الجنوبي، وتايوان، عن كثب، حتى تكون مستعدة للتعامل مع حالات الطوارئ المحتملة، ويُعزى السبب الى تدخل أمريكا في الشؤون الداخلية للصين، وبالتحديد محاولاتها التأثير على تايوان للتشكيك بوحدة التراب الصيني وتمثيل الصين للامة الصينية الواحدة والأرض الصينية الواحدة، ونقلت صحيفة” ساوث تشاينا مورنينغ بوست، عن الأمين “شي” أقواله اللافتة: “يجب أن تركّزوا على المهام، وأن تستعدوا للحرب.. علينا أن نأخذ في الاعتبار صعوبة الوضع ووضع خطة عمل مناسبة.. من الضروري أيضاً تعزيز التدريبات العسكرية”..
لذا ستظل الصين واثقة وحازمة في حماية سيادتها وأمنها، وستحافظ على إخلاصها ونواياها الحسنة في حماية السلم العالمي وتعزيز الازدهار المشترك، وتنشط الصين في دعم البناء المشترك للحزام والطريق، وستواصل تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، والعمل بلا هوادة من أجل عالم أكثر ازدهاراً وجمالاً، وها هي تثبت أيضاً قدرته الأكبر على الاضطلاع بأدوار القيادة الدولية، في نطاق واسع من المجالات يزداد أهمية، وخبرة الصين على مدار سبعة عقود تبرهن أيضاً أن كل بلد، وخصوصاً البلدان النامية، يمكن أن يشق طريقه الخاص للتنمية بناءً على ظروفه الخاصة، مكتسباً الخبرات الصينية المذهلة.

ها هي صين اليوم كما أرادها قادتها وزعمائها وشعبها و “شي” اليوم في طليعة صفوفها، ليتحدث العالم كله عن صناعة صينية جعلت من “الصين مصنع العالم”، وعن التجارة غير المسبوقة دولياً والتي جعلت من البشر أغنياء ووقفرت الاشغال لأُمم العالم وليس للصين وحدها، وعن القوة العسكرية الجبارة، وعن العلوم المتقدمة والفضائية، وتكنولوجيا الذكاء الصناعي المذهل، والزراعة المُمكننة والواسعة، فغدت الصين الاولى في كل شيىء وهي الاولى في الأُنسانية والبركة للإنسانية..
ـ ها هي صين اليوم التي جعلت صوتها مسموعاً، ووسّعت دائرة أصدقائها.. فهل لنا أن نتعلم منها ونتعظ منها “ولو بالقليل” لإفادة أنفسنا وأحفادنا؟!

ـ #تسنيم_الفرا: شاعرة وكاتبة وناشطة في الهيئة الاردنية للاتحاد الدولي للصحفيين والأعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.