موقع متخصص بالشؤون الصينية

التعاون الصيني-الباكستاني يساعد على ازدهار قرية صيد سابقة في باكستان

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
لقد ساهم عمل منتظم في مركز أعمال بمنطقة حرة، جنوب غربي باكستان، كانت سابقا قرية صيد متخلفة، ساهم بتحقيق تغيير كبير في حياة يونس غلام قادر، من خلال رفعه من مجمع صيادين إلى بيئة عمل خمس نجوم.
ويبدو قادر (22 عاما) سعيدا ومرتاحا جدا بعمله الحالي كمساعد عمل في مركز أعمال بالمنطقة الحرة في غوادر، لأن الراتب الشهري المنتظم والجيد قد ساعده في إعالة عائلته المؤلفة من 10 أفراد، وحل مشاكلهم المالية.
مساعد العمل الشاب هذا هو الابن الأكبر في عائلة أبيه الكادح وأخواته الست وولدين آخرين. وقال في حديث مع ((شينخوا)) في غوادر إنه اضطر لترك دراسته وبدء العمل في سن السادسة عشرة كصياد، من أجل المساعدة على جلب الطعام لعائلته.
وأوضح هذا الشاب الذي تعلم اللغة الصينية من خلال عمله، قائلا “لقد كنت قلقا جدا على مستقبلي وعلى العائلة. لم نكن نستطيع توفير الطعام ولا الدواء ولا التعليم، حتى عندما كنت أعمل طوال اليوم من أجل 300 روبية (حوالي دولارين أمريكيين)”، مضيفا أنه لم يستطع الحصول على عمل لأن البلدة كانت مكتظة بالعاطلين.
في يناير 2019، وبنصيحة من أصدقائه، أرسل هذا الشاب اليائس طلبا لمركز الأعمال الذي حصل منه على رد سريع من طاقم صيني لإجراء مقابلة له ثم حصل على العمل مباشرة، لينضم إلى عشرات من المحليين العاملين في هذا المركز.
ويصف قادر المركز الاقتصادي الصيني-الباكستاني بأنه مصدر بركة لأنه جلب نموا سريعا وعددا من فرص العمل إلى غوادر، وقال “إن غوادر تتطور بسرعة كبيرة لم أكن أحلم بها من قبل. الصينيون يحققون معجزات سريعة من خلال إكمال العديد من المشروعات ومنها الطرق والمدارس والمراكز الصحية”.
يذكر أن غوادر، وهي بلدة صيد صغيرة تقع قرب بحر العرب وهي حيوية للممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، قد شهدت تغيرا عظيما خلال السنوات الخمس الماضية حيث تم إكمال العديد من المشروعات ومنها المرحلة الأولى من المنطقة الحرة والوصول المنتظم لسفن الشحن ومعمل تحلية المياه.
وفي مارس المنصرم، استقبلت هذه البلدة الصغيرة أول مطار دولي جديد فيها، وهو ما يتوقع أن يكون ثاني أكبر مطار بالبلاد. وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، قد وضع حجر الأساس لأعمال الإنشاء. وهذا المطار الجديد سيقيم روابط مباشرة بين غوادر والعالم الخارجي.
قال رئيس الوزراء الباكستاني إن الهدف الأساسي للممر الاقتصادي بين الصين وباكستان هو تحقيق تنمية موجهة للشعب. وقد حول هذا الممر غوادر من مجرد قرية خاملة إلى بلدة نابضة بالحياة.
أما المواطن المحلي أبو بكر(45 عاما)، الذي يعمل في البلدة منذ 25 عاما، فقال لـ((شينخوا)) إن المشاريع التنموية والنشاطات الاقتصادية في غوادر تحقق منافع مالية مباشرة للمحليين، ولاسيما من خلال زيادة الطلب على منتجات صيدهم وأسعارها، عدة مرات.
ويعرب أبو بكر عن ثقته بأنه حالما يتم فتح الطريق السريع قيد الإنشاء حاليا بين مطار غوادر الدولي الجديد والمنطقة الحرة فيها مع شبكة الطريق السريعة الوطنية بالبلاد، فإن أعمالهم المتعلقة بالصيد ستزدهر أكثر.
وعلى هامش معرض غوادر 2019، قال وزير التخطيط والتنمية والإصلاح الباكستاني خوشرو بختيار، إن الشراكة بين الصين وباكستان تولي أهمية قصوى للتنمية والتطوير في غوادر، إضافة إلى اللوائح الصديقة والمشجعة للاستثمار.
ومن خلال النظر والمتابعة لما يجري من تنمية سريعة في القطاعات التجارية ومعها المجالات الاجتماعية، يدرك المحليون، وخاصة قادر وأبو بكر، أن غوادر ستصبح مدينة ساحلية حديثة، حيث سيعيشون حياة سعيدة ذات مستقبل مشرق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.