موقع متخصص بالشؤون الصينية

عميد كلية وارتون: التنافس في مجال التكنولوجيا بين الولايات المتحدة والصين لن يؤدى إلى “فك الترابط”

0

قال جيفري غاريت عميد كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا إن التنافس في مجال التكنولوجيا بين الولايات المتحدة والصين لن يؤدى إلى ما يسمي بـ”فك الترابط” لأن الاقتصادين “متكاملان بشدة”.
— تحدي “الاستخدام المزدوج”
وقال غاريت خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن “سيكون هناك الكثير من التنافس (في مجال التكنولوجيا بين الولايات المتحدة والصين) لأن المخاطر كبيرة للغاية في الكثير من التكنولوجيات المتقدمة”.
ولدى إشارته إلى الابتكار في التكنولوجيات “ذات الاستخدام المزدوج” والتي تعني أن لها تطبيقا تجاريا وأيضا من المحتمل تطبيقا عسكريا، ذكر غاريت أن هذا يجعل التنافس في مجال التكنولوجيا بين البلدين “أكثر صعوبة”.
وقال غاريت إن استخدام الأمن القومي كسبب لوقف الحركة الحرة للسلع كان نادرا جدا خلال العشرين أو الثلاثين عاما الماضية. غير أنه في السنوات الخمس الماضية، “استخدمنا بصورة أكثر بكثير مبررات الأمن القومي لتقييد التجارة”، واصفا ذلك بأنه “مثير للقلق”.
وضرب غاريت مثالا بالتعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على الصلب والالومنيوم، قائلا “هذا موقف متطرف للغاية ويتعارض مع روح العولمة برمتها”.
وقال غاريت أستاذ الإدارة بكلية وارتون “اتمني بالتأكيد أن يتراجع ذلك مع مرور الوقت، ولا يتزايد”.
ولدى حديثه عن شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي، ذكر غاريت أنه بالنسبة للعديد من بلدان العالم، فإن مسألة استخدام هواوي كعمود فقري للجيل الخامس ليس بالفعل خيارا لأن القرار قد اُتخذ بالفعل، مضيفا أن “أجهزة هواوي رخيصة وجيدة نسبيا. لهذا الكثير من الأسواق الناشئة تستخدمها”.
— التنافس لا يعني “فك الترابط”
رغم المخاوف من تزايد التنافس في مجال التكنولوجيا بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن العميد، وهو أيضا أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا، يعتقد أن ما يسمى بـ”فك الترابط” بين البلدين “لن يحدث”.
“العلاقات بين الولايات المتحدة والصين مترابطة للغاية. كيف يمكن أن تفك هذا الترابط فعلا؟” هكذا قال غاريت، مضيفا “لا أريد أن أكون ساذجا في هذا الأمر، ولكني اعتقد أنه في ضوء الحوافز الاقتصادية وحقيقة أن هذين الاقتصادين متكاملان تماما سيكون فك الترابط بينهما كارثة من الناحية الاقتصادية”.
وقال غاريت “سيكون أمرا فظيعا بالنسبة لأمريكا، وفظيعا بالنسبة للصين، وفظيعا بالنسبة للاقتصاد العالمي”، مضيفا “اعتقد أنه من مصلحة الجميع إدارة هذا التوتر”.
وفي مدونة سابقة، أشار العميد إلى أنه من الواضح أن الاقتصادين “متكاملان” فيما يتعلق بالابتكار، مضيفا أن “هذا يجعل التعاون أفضل بكثير من الصراع”.
واتفقت معه في وجهة نظره مجموعة من الخبراء خلال مناقشة دارت في قمة بن وارتون حول الصين لعام 2019 والتي عقدت في إبريل، حيث قالوا إنه يتعين على البلدين الاستفادة من مزايا كل منهما وتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا.
وأوضح غاريت أن الصين حولت بسرعة الأفكار إلى نتائج على نطاق واسع، وهذا يعني أن الصين وبكل تأكيد اقتصاد ابتكاري.
ووصف العميد الصين بأنها رائدة عالميا في مجال السكك الحديدية فائقة السرعة والدفع بواسطة الهاتف المحمول والسيارات الكهربائية، قائلا إن الابتكار في الصين “مدهش للغاية” و”قوي للغاية”.
كما سلط غاريت الضوء على ابتكار الشركات الصينية في مجال الرعاية الصحية والتأمين والسيارات ذاتية التحكم، مضيفا أنه يرى أن هناك “قيودا تنظيمية أقل” و”إمكانات أكبر” في مجال الابتكار بالصين.
وقال “ثمة فرصة حقيقية في أن يصبح تطوير المركبات ذاتية التحكم في الصين أسرع بكثير من مثيله في الولايات المتحدة بسبب تراجع القيود التنظيمية على الابتكار”.
ويعد غاريت، الذي أصبح عميدا لكلية وارتون في عام 2014، شاهدا على تزايد قوة الروابط بين وارتون والصين في السنوات القليلة الماضية.
وقال غاريت “آمل أن يكون لدينا شئ يمكن أن يستفيد منه المديرون التنفيذيون الصينيون، ولكني أعلم أن لدينا الكثير لنتعلمه من الصين أيضا”، مؤكدا على أهمية تدفق المعلومات “بين الجانبين”.
وذكر “أفضل شىء يمكننا القيام به هو إجراء المزيد من التبادلات، حتى يمكننا …فهم بعضنا البعض بصورة أفضل”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.