موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: لا يزال التشاور مفتاح حل الاحتكاكات التجارية بين الصين وأمريكا

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
في الوقت الذي تقترب فيه الصين والولايات المتحدة أكثر من التوصل إلى اتفاق تجاري، أعلن الجانب الأمريكي فجأة رفع ضرائب الاستيراد على المنتجات الصينية. إن النهج الأمريكي مؤسف حقا ولن يجدي نفعا.
وتؤمن الصين، بحسن نية، بأن التعاون والتشاور هما الخيار الأفضل للجانبين. يجب على الجانب الأمريكي معالجة الحاجة الملحة للقاء الصين في منتصف الطريق بغية التوصل إلى اتفاق تجاري متبادل المنفعة على أساس من الاحترام المتبادل وفي أقرب وقت ممكن.
وأعلن الجانب الأمريكي أمس الأول الأحد أنه سيرفع ضرائب الاستيراد على منتجات صينية بقيمة 200 مليار دولار أمريكي، من 10 بالمئة إلى 25 بالمئة اعتبارا من 10 مايو.
وفي الواقع، فإن زيادة الرسوم الجمركية ليست جديدة بالنسبة للجانب الأمريكي؛ فقد حدثت حالات مماثلة عدة مرات خلال العام الماضي منذ اندلاع الاحتكاكات التجارية.
وأجرت الصين والولايات المتحدة عشر جولات من المحادثات بشأن الاحتكاكات التجارية خلال دبلوماسية مكوكية بين واشنطن وبكين. وتعمل فرق التفاوض على مدار الساعة من أجل التوصل إلى اتفاق جيد للجانبين. وفي هذه المرحلة الحرجة، لا تريد الشعوب في الصين والولايات المتحدة والعالم رؤية النتائج التي تمخضت عن المحادثات السابقة تعود إلى المربع رقم واحد.
لا تريد الصين الحرب التجارية ولا تخشاها، لكن ليس لديها خيار سوى الرد عند الضرورة. فبعد أكثر من عام من التشاور، بات لدى الصين فهم أعمق للتعقيدات والصعوبات طويلة الأجل في قضايا التجارة الثنائية.
ستبذل الصين قصارى جهدها لتحقيق أقصى قدر من المصالح المشتركة والتوصل إلى اتفاق متبادل النفع مع الجانب الأمريكي، لكنها أيضا مستعدة تماما لأي موقف قد يحدث. ستواصل الدفاع عن مصالحها الوطنية الأساسية وحماية المصالح الأساسية لشعبها، وعدم المساومة على المسائل الرئيسية.
كانت الصين حازمة في تصميمها على تعميق الإصلاح الهيكلي وفتح أبوابها على نطاق أوسع أمام العالم الخارجي. لقد نجا الاقتصاد الصيني ونجح في مواجهة التحديات الكبرى على مر العقود، كما صمد أمام اختبار الاحتكاكات التجارية مع الولايات المتحدة. ففي الربع الأول، نما الناتج المحلي الإجمالي في الصين بنسبة 6.4 بالمئة على أساس سنوي، وهو من الأسرع بين الاقتصادات الرئيسية على مستوى العالم. إن الأساسيات الاقتصادية للصين سليمة وستظل كذلك على المدى الطويل.
ولا تزال الصين في فترة مهمة من الفرص الاستراتيجية للتنمية ولديها مرونة كبيرة وإمكانات هائلة وإبداعات كثيرة لتطلقها. إن الأمة لديها إرادة لا تتزعزع ولديها القدرة اللازمة على التغلب على الصعوبات والتحديات من أي نوع.
أصبح رائدو الأعمال والشعب الصيني العادي أكثر هدوءا عند مواجهة التجارب والمصاعب. فلطالما أننا ندير أعمالنا بشكل صحيح، لن تكون هناك صعوبات لا يمكن التغلب عليها.
لا يوجد فائز في حرب تجارية. في الوقت الذي يعاني فيه النمو الاقتصادي العالمي من الضعف، فمن الحكمة أن تتعاون الصين والولايات المتحدة. ولن يفيد ذلك شعبي البلدين فحسب، بل سيعمل أيضا على تعزيز السلام والازدهار على المستوى العالمي.
إن الصين منفتحة على التفاوض. سيزور نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه، الولايات المتحدة يومي 9 مايو و10 مايو، في إشارة إيجابية تجعل العالم يرى مدى الحكمة التي تتصرف بها الصين.
إن العلاقة التجارية بين الصين والولايات المتحدة ليست لعبة محصلتها صفر. عندما يصل الأمر إلى لحظة حاسمة، يتطلب الأمر مزيدا من الحكمة من الجانبين لتوسيع الأرضية المشتركة وتضييق الخلافات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.