موقع متخصص بالشؤون الصينية

وزيرة النقل الأمريكية تشيد بإسهامات العمال الصينيين في بناء السكك الحديدية العابرة للقارات قبل 150 عاما

0

أشادت وزيرة النقل الأمريكية إيلين تشاو يوم الجمعة بإسهامات عمال السكك الحديدية، وخاصة أولئك من الصين، في التحول الاقتصادي الأمريكي من خلال السكك الحديدية العابرة للقارات قبل 150 عاما.
وقالت تشاو إن “السكك الحديدية العابرة للقارات كانت إنجازا هائلا للهندسة والابتكار والقوى العاملة، حيث مثلت المفتاح للتنمية الاقتصادية في الولايات المتحدة، واليوم، نعرب عن تقديرنا الخاص للقوى العاملة المتنوعة – خاصة 12 ألف عامل صيني أو أكثر – التي بنت مشروع البنية التحتية المؤثر هذا الذي حول أمريكا”.
ولفتت تشاو إلى أن الظروف كانت قاسية وخطيرة وصعبة، مشيرة إلى أن ما يقدر بـ 500 إلى 1000 عامل صيني فقدوا حياتهم.
وألقت تشاو هذه الكلمة في منطقة برومونتوري سوميت في سولت ليك سيتي بولاية يوتاه غربي البلاد بمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ150 لمراسم “غولدن سبايك” (المسمار الذهبي)، التي شهدت اكتمال أول خط سكة حديدية أمريكي عابر للقارات. وخفض الخط وقت السفر بين مدينة نيويورك وسان فرانسيسكو من ستة أشهر بالعربة إلى حوالي أسبوع واحد.
وأفادت تشاو أن القدرة على نقل الناس والبضائع عبر القارة بسرعة أكبر وبتكلفة أقل بكثير أدت إلى النمو الاقتصادي السريع، مما جلب فوائد ليس فقط للمدن الساحلية، وإنما للمجتمعات المحلية في المناطق الداخلية أيضا.
وجرت مراسم “غولدن سبايك” احتفالا بتثبيت المسمار الأخير في السكك الحديدية للربط بين خط سكك وسط المحيط الهادئ الحديدية وخط سكك اتحاد المحيط الهادئ الحديدية، مما أدى إلى إنشاء خط سكة حديد عابر للقارات. ووصل شبكة شرق الولايات المتحدة الحديدية بخليج سان فرانسيسكو.
وتشاو هي أول أمريكية من أصل صيني تشغل منصب وزيرة النقل الأمريكية.

مقالة خاصة: الولايات المتحدة تحتفل بمساهمات العمال الصينيين في إنجاز السكك الحديدية العابرة للقارات
بدأت ولاية يوتا بغرب الولايات المتحدة الاحتفال بالذكرى الـ150 لإنجاز أول سكك حديدية عابرة للقارات في البلاد يوم الجمعة، والذي قدم فيه الآلاف من عمال السكك الحديدية الصينيين مساهمة كبيرة.
أقيم احتفال رسمي في حديقة غولدن سبايك الوطنية التاريخية في برومونتوري سوميت، وهي منطقة مرتفعة تقع على بعد حوالي 100 كلم شمال غرب سولت ليك سيتي. وكان آخر قطار في السكك الحديدية العابرة للقارات، الذي يشار إليه عادة بغولدن سبايك، قد دشنه هنا في مراسم احتفالية رئيس خط سكك وسط المحيط الهادئ الحديدية ليلاند ستانفورد في العاشر من مايو من عام 1869.
وذكرت اللجنة المنظمة أن سلسلة من الأنشطة ستقام خلال الاحتفالات، التي ستستمر ثلاثة أيام ويشار إليها بـ(سبايك 150)، بما فيها معرض للأعمال الفنية حول تاريخ بناء السكك الحديدية، ومنتدى للتجارة والاستثمار بين يوتا والصين، وقمة أمريكية صينية حول التعليم والابتكار والتجارة والأعمال.
وفي كلمتها خلال الحفل، قالت وزيرة النقل الأمريكية إيلين ال. تشاو إن السكك الحديدية العابرة للقارات كانت إنجازا هائلا في الهندسة والابتكار والقوى العاملة حيث مثلت المفتاح بالنسبة للتنمية الاقتصادية في الولايات المتحدة.
وقالت “اليوم، نشيد إشادة خاصة بالقوى العاملة المختلفة – خاصة 12 ألف عامل صيني أو يزيد – قاموا ببناء مشروع البنية التحتية الأساسية هذا الذي ساهم في التحول الذي شهده أمريكا”.
وأضافت “باعتباري أول وزيرة نقل أمريكية من أصل صيني، فإن لدي فرصة فريدة ومؤثرة للاعتراف والإقرار الكامل بمساهمات وتضحيات هؤلاء العمال خلال بناء السكك الحديدية العابرة للقارات”.
تعد السكك الحديدية العابرة للقارات الأولى، المعروفة أصلا باسم سكك حديد المحيط الهادئ، خطا متواصلا من السكك الحديدية يزيد طوله على 3 آلاف كلم ويربط شبكة السكك الحديد الأمريكية الشرقية بساحل المحيط الهادئ.
وفي الفترة ما بين عامي 1864 و1869، تحمل عمال السكك الحديدية الصينيون، الذين كانوا من بين أوائل المهاجرين الصينيين إلى الولايات المتحدة، ظروف العمل والمعيشة القاسية للمساعدة في بناء هذا المشروع الضخم. وسجلوا رقما قياسيا يتمثل في تركيب قضبان لمسافة 10 أميال في يوم واحد.
وأصدر البيت الأبيض رسالة رئاسية يوم الجمعة بمناسبة مرور 150 عاما على إنشاء السكك الحديدية العابرة للقارات، قائل فيها إن هذه السكك الحديدية حفزت تنمية البلاد، ومكنت من تحقيق توطين أكبر في الغرب الأمريكي، ووسعت من الازهار ليمتد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ.
وقالت الرسالة الرئاسية إن “ما يقرب من 12 ألف عامل من أصل صيني عملوا على حفر قسم يتسم بالتحدي بشكل خاص. فوسط العواصف الثلجية وغيرها من الأحوال الجوية الغادرة، قاموا بتفجير وحفر 15 نفقا عبر الغرانيت الصلب بجبال سييرا نيفادا”.
والتقت قاطرتان في حديقة غولدن سبايك الوطنية التاريخية يوم الجمعة لإعادة إنشاء المشهد الذي حدث قبل 150 عاما – “جوبيتر” المملوك لخط سكك وسط المحيط الهادئ الحديدية و”رقم 119″ المملوك لخط سكك اتحاد المحيط الهادئ الحديدية.
وذكر غاري عربرت حاكم ولاية يوتا أن حفل الانتهاء من إنجاز السكك الحديدية العابرة للقارات قبل 150 عاما كان أول حدث إعلامي جماهيري يتم بثه في أنحاء الأمة بأكملها.
وأضاف أنه “من المهم للغاية أن نجتمع مرة أخرى اليوم في نفس المكان لإحياء ذكرى تلك اللحظة”، مضيفا أن السكك الحديدية هذه حولت يوتا من مكان معزول إلى ملتقى للغرب.
ومن جانبها ترى كوني يونغ يو، وهي كاتبة ومؤرخة ومحاضرة أمريكية من أصل صيني تعتبر أسلافها من بين عمال السكك الحديدية الصينيين هؤلاء، ترى إنجاز هؤلاء العمال بمثابة “ملحمة”.
وأعربت عن أسفها لأنه بسبب قانون استبعاد الصينيين الذي تم إقراره في عام 1882، استبعدت إنجازات عمال السكك الحديدية الصينيين من التاريخ ولم تحظ بالتقدير المناسب.
وقالت “اليوم نعيد التاريخ إلى مكانه الأصلي. وعلينا أن نكرم تضحيات العمال الصينيين وإرث أمريكا الذي ينتمي إلينا جميعا”.
وفي خطاب مسجل عبر الفيديو بمناسبة الحفل الذي أقيم يوم الجمعة، قال سفير الصين لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي إن السكك الحديدية هذه مشروع من عجائب العالم حيث ربط أمريكا معا من البحر إلى البحر الساطع وأرسي أساسا للازدهار الاقتصادي الأمريكي.
وذكر إنه مثال واضح على كيفية تعاون الشعبين الصيني والأمريكي على إنجاز الأمور وجعل المستحيل ممكنا.
وأضاف تسوي أن الروابط القوية بين الصين والولايات المتحدة يمكن أن تعود بفوائد حقيقية على بلدينا والمجتمع الدولي.
ومع الاحتفال هذا العام بالذكرى الـ40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، دعا تسوي الجانبين إلى مواصلة السير على المسار الصحيح، والعمل معا على بناء علاقات صينية أمريكية أقوى من أجل الأجيال القادمة في كلا البلدين ومن أجل المستقبل المشترك للبشرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.