موقع متخصص بالشؤون الصينية

خبير مصري.. “الحوار” وسيلة مثلي لتعايش الأمم والشعوب

0

شبكة الصين:
قال الأستاذ أحمد سلام، الخبير في الشأن الصيني والمستشار الإعلامي المصري السابق لدى بكين، إن الحوار بين الحضارات يمثّل حاجة إنسانية تقتضيها المتغيرات والتحولات المتسارعة التي يعرفها العالم في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البشرية.

وأكد سلام في حوار خاص لـ/شبكة الصين/ على هامش مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية الذي تحتضنه العاصمة الصينية بكين، على أن الحوار بين الحضارات يمثّل “اختيارا استراتيجيا” تفرضه التحديات الكبرى التي تواجه المجتمع الدولي، معتبرا أن الحوار هو الوسيلة المثلي للتعايش بين الأمم والشعوب، علاوة على ما يلعبه من دور كبير في إزالة أسباب التوتر والصراع الذي يؤدي إلى اندلاع الأزمات.

وأوضح سلام أن هذا المؤتمر يحمل الكثير من المعاني السامية ليس لآسيا فقط بل لكافة دول العالم، هذه المعاني يجسدها السعي الدؤوب من جانب كافة المجتمعات والدول إلى مستقبل أفضل وأكثر إشراقا وازدهارا لشعوبها، وهو ما لن يتحقق إلا من خلال العمل الجماعي المشترك فيما بينها لخلق مستقبل مشترك أفضل لأبنائها.

وأشار المستشار الإعلامي المصري السابق لدى بكين إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أكد في كلمته خلال افتتاح مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية على أهمية الاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية بين الحضارات، حيث قال شي “إنه من الغباء الاعتقاد بأن عرق المرء وحضارته متفوقان على الآخرين، ومن الكارثي الإصرار على إعادة تشكيل أو حتى استبدال الحضارات الأخرى”.

ويرى سلام أن هذه الكلمات يقصد بها ضرورة تعزيز الحوار بين الحضارات المختلفة في إطار الاحترام المتبادل والتعاون بهدف خلق “مصير مشترك” بين كافة الأمم، والعمل على حل كافة المشاكل الاقتصادية والبيئية والاجتماعية لجميع دول العالم.

وقال “علينا أن ندرك جميعا أن مواصلة الجهود المشتركة في إطار حوار الحضارات الآسيوية ستكون أكثر فاعلية في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية المستمرة التي تواجه بلدان آسيا ودول العالم أجمع، ومنها الأزمات الاقتصادية الحالية وأزمات الأمن الغذائي والمائي وأمن الطاقة والإرهاب والتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى الحاجة إلى تدعيم سبل التعاون من خلال إنشاء روابط شراكة بين القارة الآسيوية وقارتي أفريقيا وأوروبا”.

مجتمع مصير مشترك للبشرية

ونوّه الأستاذ أحمد سلام إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، كرّر المقولة الإنسانية “بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية”، وأكد مرارا على أن هذا الخيار هو نمط جديد للعلاقات الدولية، أساسه الاحترام المتبادل والعدالة والتعاون والفوز المشترك، ويهدف إلى إقرار واقع تسعى إلى تحقيقه الإنسانية جمعاء في “عالم يسوده السلام والأمن والازدهار والانفتاح والشمول والنظافة والجمال”.

واعتبر سلام أنه ليس هناك فكرة أو مبادرة أكثر وضوحا في التعبير عن مضمون بناء المصير المشترك للبشرية من مبادرة الحزام والطريق، التي تُعد من أهم المبادرات الاقتصادية والتنموية التي طرحتها الصين، وترتكز في مبادئها وقيمها على تحقيق مبدأ الفوز المشترك لأطرافها المختلفة، وتهدف إلى ربط القارة الآسيوية بأفريقيا وأوروبا من خلال إحياء طريق الحرير القديم.

العلاقات العربية ـ الآسيوية

وقال سلام إنه إذا كان محور هذا المؤتمر هو الحوار بين الحضارات الآسيوية، فلا يمكن إغفال ما ساهمت به الحضارة المصرية القديمة في التفاعلات والتبادلات الحضارية بين الجانبين العربي والآسيوي منذ آلاف السنين، فالتواصل الإنساني والثقافي بين الحضارتين العربية والآسيوية عامة والصينية خاصة يعود إلى قرون عديدة مضت.

وشهد تاريخ العلاقات العربية ـ الآسيوية عموما والعربية ـ الصينية بشكل خاص تبادلا وتلاقحا حضاريا خلاقا بين جميع أطرافه، كما نشط التبادل الثقافي فيما بينها على طريق الحرير القديم بشقيه البري والبحري، فالقوافل والسفن لم تكن تحمل السلع فحسب، بل كانت تحمل أيضا الأفكار والاختراعات والمنتجات الثقافية بأنواعها المتنوعة، ومنها الفنون كالعمارة والموسيقى والرسم والأزياء، علاوة على اللغة.

وتقع شبه جزيرة سيناء المصرية في غرب قارة آسيا، وهي الجزء الوحيد من مصر الذي يتبع قارة آسيا جغرافيا، وتعتبر حلقة الوصل بين قارتي أفريقيا وآسيا. وكان طريق الحرير القديم وطريق الحرير البحري يربط قديما بين مصر والصين.

وانطلقت الأربعاء في العاصمة الصينية بكين أعمال مؤتمر حوار الحضارات الآسيويّة في نسخته الأولى تحت عنوان “التعلّم المتبادل بين حضارات آسيا ـ مجتمع المصير المشترك” بمشاركة 2000 شخصية من ممثلين حكوميين رفيعي المستوى من 47 دولة آسيوية وصديقة، إلى جانب خبراء وممثلين من مجالات إنسانية مختلفة، سعيا لتنشيط التنوع الثقافي للحضارات الآسيوية وتعزيز القواسم المشتركة وتوثيق الصداقة بين الشعوب.

ويعد هذا الحدث الهام تطبيقا عمليا ودليلا على تمسك الصين بقيم التآلف والتكاتف في تعاملاتها مع جميع دول العالم، حيث يتضمن إلى جانب حفل الافتتاح ستة منتديات فرعية موازية حول موضوعات التبادلات الحضارية الآسيوية والتفاهم المتبادل. ومن المقرر كذلك تنظيم كرنفال ثقافي آسيوي وأسبوع الحضارة الآسيوية ومهرجان المطبخ الآسيوي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.