موقع متخصص بالشؤون الصينية

قيادي في جزر القمر حول الحرب التجارية على الصين: الاقتصاد والسياسة الأمريكيتين باتتا في مواجهة مع العالم

3

رأى أمين الشعبة المركزية للحزب الاتّحادي لتنمية جُزر القَمر في جزيرة القَمر الكُبرى (نجَازِيجا) – “UPDC” السيد إبراهيم حمدان القرارت الأمريكية ضد الصين، لا تعني سوى أن الاقتصاد والسياسة الأمريكيتين، على صعيدين أمريكي وعالمي، باتتا وللأسف في مواجهة مع العالم، فأمريكا بدأت هذه السياسة وأكدت عليها، وأمريكا سوف تحصد بالتأكيد ما تزرعه الآن، وستطبع النتائج السلبية لهذه السياسة الأمريكية المجتمع الأمريكي وصَفوة هذا المجتمع الى عقود عديدة مقبلة.

موقف حمدان جاء في تصريح خصّ به “موقع الصين بعيون عربية” وتحدث فيه عن الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية على الصين.

وفيما يلي النص الكامل للتصريح:

 

الحرب التجارية التي أعلنتها إدارة الرئيس ترامب على الصين لا تُبشّر بالخير على الولايات المتحدة نفسها، فخواتيم الحروب غالباً ما تكون وبالاً على مَن يّشرع بها ويتغنّى بما يتخذ خلالها من مواقف وقرارات. وهذا الحرب الامريكية على جمهورية الصين الشعبية، لا تقف عثرة أمام التجارة والاقتصاد الصينيين، فالعالم كله أصبح قرية مفتوحة ومُعولَم وعلاقاته وثيقة بالصين ولا تتزعزع، بفضل سياسة الصين المنفتحة على العالم، وحرية التجارة التي تدعو إليها الصين وتسير في أُطرها وعلى هديها بدقة.

التحديدات التي بدأت إدراة ترامب باتخاذها في مواجهتها للبضائع الصينية، وبخاصة مع شركة “هواوي”، تشي بتراجع العلاقات السياسية الامريكية الصينية لأسباب أمريكية داخلية في صراع الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ومِن ورائهما الاحتكارات الاميركية التي تريد تقاسم النفود الاقتصادي والسياسي على مساحات كل العالم.

في الحقيقة، أرى شخصياً وبصفتي الحزبية، كأمين الشّعبة المركزية للحزب الاتّحادي لتنمية جُزر القَمر في جزيرة القَمر الكُبرى (نجَازِيجا) “UPDC”، أن هذه القرارت الأمريكية ضد الصين، لا تعني سوى أن الاقتصاد والسياسة الأمريكيتين، على صعيدين أمريكي وعالمي، باتتا وللأسف في مواجهة مع العالم، فأمريكا بدأت هذه السياسة وأكدت عليها، وأمريكا سوف تحصد بالتأكيد ما تزرعه الآن، وستطبع النتائج السلبية لهذه السياسة الأمريكية المجتمع الأمريكي وصَفوة هذا المجتمع الى عقود عديدة مقبلة.

كما سوف تَجر القرارات الرئاسية الامريكية الى خلخلة ثقة أصدقاء وحلفاء أمريكا بواشنطن وسياستها ونهجها، وستنحو هذه القوة في اوروبا وآسيا وغيرهما، الى مزيد من التمتع بالاستقلالية السياسية والاقتصادية وغيرها، خشية على مصالحها الوطنية الخاصة، في مقابل محاولات فرض رأي “العم سام” على الامم والشعوب الاخرى، وبخاصة المتوسطة والصغيرة منها، والتي لا يمكنها الدخول في صراعات اقتصادية مع أمريكا، التي تنحو الى فرض قراراتها غير الشرعية عليها، في محاولة من واشنطن لإبطال مفاعيل وشرعية القوانين الدولية وسيادة الدول على نفسها ومستقبلها.

وفي هذا الصدد، لا يسعنا سوى أن نؤيّد التصريح الذي أدلى به، السيد “لو كانغ”، المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية، إنه لا ينبغي تسييس التبادلات الشعبية أو الثقافية بين الصين والولايات المتحدة، ولا تقييدها بشكل غير معقول، واستطرد المتحدث بقوله في مؤتمر صحفي، عندما طُلب منه التعليق على بيان أخير لرئيس جامعة “ييل”، بيتر سالفوي، أن “الصين تعتقد دائماً أن التبادلات الشعبية تشكّل أساس التبادلات والتعاون بين الصين والولايات المتحدة في مختلف المجالات.

وفي شقٍ موازٍ، أشار الكتاب الابيض الصيني الذي صدر عن مجلس الدولة الصيني، حول المشاورات الاقتصادية والتجارية الصينية مع الولايات المتحدة، وعرض فيه بشكل شامل وواضح للأوضاع الحالية لهذه المشاورات والموقف الأساسي للصين، الى أن الصين كان عليها أن تتخذ إجراءات فعّالة للدفاع بحزم عن مصالح الدولة والشعب، استجابةً للاحتكاكات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، والتي بدأت من جانب الإدارة الأمريكية، مؤكداً أنها مستعدة لتعزيز اتفاقية المنفعة المتبادلة، من خلال تبنّي نهج تعاوني قائم على المبادئ، على أن يكون للمشاورات دور أساسي فيه، وبالنسبة للحرب التجارية، أضاف الكتاب الابيض، أن الصين لا ترغب في القتال، ولكنها لا تخشاه، وهو موقف ثابت لن يتغيّر، ونحن نحيي موقف الصين الحكيم هذا، الذي يَسعى دوماً، ومن منطلق ثقة الصين بنفسها وقواها المدنية والعسكرية والمعنوية، الى تسييد منطق السلام واحترام الاخرين، والتعاون معهم، وتسييد مبدأ رابح –  رابح في علاقاتها الدولية، وهو المنطق الذي يفوز في نهاية المطاف ويؤكد نجاعته التامة.

إن دولتنا، جُزر القمر، تتمتع بعلاقات طيبة جداً مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة، فقد أعرب السيد قنغ تشوانغ المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية، في بداية نيسان/ أبريل المنصرم (2019)، وذلك في بيان صحفي، إن الصين إذ تهنئ فخامة السيد غزالي عثماني على انتخابه مرة أخرى رئيساً لجمهورية جُزر القمر، تُعرب عن أن البلدين “يتمتعان بعلاقات صداقة تقليدية، وأن الصين تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية بينهما، وبأن الصين على استعداد للعمل مع حكومة جُزر القمر الجديدة، في تعزيز التعاون الودي في مختلف المجالات، في إطار منتدى التعاون الصيني – الأفريقي، ومنتدى التعاون الصيني – العربي، بهدف رفع التعاون الودي بين البلدين إلى مستوى أعلى”. ويسرني القول هنا، أن علاقات بلدنا القمري مع الصين ممتازة، وهي تجري في إطار الاحترام المتبادل والتعاون الأرفع والتفاهم التام على كل الأصعِدة، لذلك نؤكد بأننا نلمس في سياسة الصين احترامها لسيادة الدول واستقلالها، واحترام رغباتها وأهدافها، واحترامها للعلاقات التي تفيد طرفي المعادلة الثنائية والدولية، ونحيي هذه السياسة الصينية التي تعتبر مِثالاً يُحتذى عالمياً.

الثلاثاء/ الرابع من حزيران/يونيو/2019

جُزر القَمر الكبرى

3 تعليقات
  1. مروان سوداح يقول

    تصريح مهم للغاية ومتقدم.. وهو الأول من نوعه من حزب في جزر القمر في الصحافة العربية ، ونأمل المزيد من هذه التصريحات صديقي الحميم أستاذ ابراهيم المكرم

  2. مروان سوداح يقول

    تتمتع دولة جزر القمر بعلاقات ممتازة مع الصين، فقد سبق للرئيس شي حين بينغ ان اشار خلال لقاء له مع رئيس الدولة إلى أن الصين كانت أولى الدول في الاعتراف باستقلال جزر القمر وإقامة علاقات دبلوماسية معها، بينما قال رئيس الجزر غزالي عثماني إن الصين قدمت مساعدات كبيرة من أجل التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى معيشة الشعب في جرز القمر.

    وأضاف أن جزر القمر تتمسك بقوة بسياسة صين واحدة وتدعم الصين في تحقيق إعادة التوحيد الوطني، مؤكدا على أهمية الدعم المتبادل بين البلدين في الشؤون الدولية.

    وأشار إلى أن جزر القمر تثمن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس شي وتدعمها، وترى أن المبادرة ستساعد أفريقيا والصين في تحقيق التعاون مربح للجانبين.

  3. باسم محمد حسين يقول

    لم يسجل في التاريخ بان الصين تدخلت سلبيا في شؤون دولة اخرى او فرصت هيمنتها او اثرت بشكلٍ او بآخر على سياسة اي دولة لصالحها ، بل العكس هو الصحيح فالصين الشعبية تبذل جهود كبيرة ومتنوعة لإنهاض اقتصاديات بعض الدول غير المتطورة ومنها الدول المجاورة لها .
    وما مبادرة الحزام والطريق التي اطلقها الرئيس شي جينبينغ الاّ الدليل الأوضح على ذلك وتاكيد اعتماد الصين لمبدأ (رابح رابح) الذي يخدم الجميع دون جهةٍ عن اخرى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.