موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: حزام للأمن، وطريق للتنمية لمنظمة شانغهاي للتعاون في أوقات التحديات

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
بموقعها بمحاذاة أنهار وبجوار مرتفعات، تعتبر العاصمة القرغيزية بيشكيك التي تستضيف قمة منظمة شانغهاي للتعاون هذا العام، موقعا هاما على طريق الحرير القديم.
لقد مرت الطرق التجارية التاريخية عبر هذا البلد في وسط آسيا، على مدى قرون، وشهدت وساهمت بتسهيل التبادلات التجارية والثقافية بين الشرق والغرب.
اليوم، توفر مبادرة الحزام والطريق المقترحة من الصين، والمستلهمة لروح هذا الرابط التاريخي، توفر لبيشكيك فرصة جديدة لإحياء مجدها العريق في التجارة العالمية. لقد أصبحت المدينة حاليا شريكا تجاريا لمدينة تشينغداو الساحلية شرقي الصين، والتي استضافت قمة منظمة شانغهاي للتعاون العام الماضي.
وعلى مدى سنوات، حققت منظمة شانغهاي للتعاون خطوات هامة في تعزيز التعاون الأمني بين أعضائها، ومنه محاربة “قوى الشر الثلاث” الممثلة بالإرهاب والانفصالية والتطرف، إضافة إلى ضرب الجرائم العابرة للحدود بالمنطقة.
وبعد 18 عاما من ميلادها وتطورها، تتمتع المنظمة حاليا بالنضج استرشادا بروح شانغهاي، المتمثلة بالثقة المتبادلة والمنفعة المشتركة والمساواة والتشاور واحترام التنوع الثقافي، والسعي على طريق التنمية المشتركة.
إن التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والحيوية هي عامل أساسي لمواجهة التحديات الأمنية ومعالجتها. وبإمكان مبادرة الحزام والطريق، وقد دخلت عامها السادس، أن تجمع الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون، على كل من “حزام” للأمن و”طريق” للتنمية، بمواجهة الحمائية التجارية المتصاعدة والقومية الاقتصادية المتعصبة، من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار الدائمين.
ولإظهار أهمية مبادرة الحزام والطريق في دفع التعاون المثمر، لنأخذ روسيا مثلا: فبفضل المواءمة المتزايدة بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، بلغت التجارة الثنائية بين الصين وروسيا رقما قياسيا بأكثر من 100 مليار دولار أمريكي العام الماضي.
ويعمل الجانبان بشكل وثيق أيضا على مجموعة من مشاريع التعاون والترابط البيني الرئيسية، مثل بناء أنابيب الغاز والطرق والجسور عبر الحدود.
وخلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لروسيا الأسبوع الماضي، تعهد البلدان بتضافر الجهود لزيادة التجارة الثنائية بينهما إلى 200 مليار دولار، وتعزيز التكامل والتنمية الاقتصادية بالمنطقة.
وخلال قمة تشينغداو العام الماضي، اتخذ كافة الأعضاء الثمانية بالمنظمة فكر “بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية” كفكرة مشتركة تضمنها إعلان تشينغداو لمنظمة شانغهاي للتعاون.
ويمكن لمبادرة الحزام والطريق، التي تهدف إلى دفع وتعزيز التنمية المشتركة في آسيا وأوروبا وأفريقيا وما حولها، أن توفر فرصا جديدة لأعضاء منظمة شانغهاي للتعاون، وتسهم أيضا في بناء المجتمع المشترك.
وخلال خطاب له في الجلسة الكاملة لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي الـ23 المختتم للتو، قال الرئيس شي جين بينغ، إنه في وقت يقف فيه العالم عند مفترق طرق تاريخي مرة أخرى، فالطريق للتقدم للأمام يتطلب تركيز الحكمة والجهود لتوسيع التعاون وتحقيق نتائج المنفعة المزدوجة، واصفا التنمية المستدامة بـ”المفتاح الذهبي” لمعالجة مشاكل العالم.
وبإمكان كافة الأعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون، إيجاد هذا “المفتاح الذهبي” على طول الحزام والطريق، والعمل معا لبناء عالم أكثر سلاما ورخاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.